تعرف على النظام الدفاعي الإسرائيلي متعدد الطبقات

حيتس 3

القدس / سوا / أنظمة دفاعية وهجومية حديثة أدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا للخدمة، ربما وانطلاقا من مبدأ "اعرف عدوك"، لم تلق الاهتمام الإعلامي المناسب من قبل العرب، لكنها غالبا ما ستعلب دورا مؤثرا في أي حرب تخوضها إسرائيل، خاصة ضد إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني.

يدور الحديث عن استيعاب نظامين للدفاع الجوي لحماية إسرائيل من الصواريخ، أحدهما "حيتس3” الذي دخل الخدمة في يناير الما ضي، و"العصا السحرية"، الذي بدأ الاحتلال في إدخاله الخدمة في مارس الماضي.

وبخلاف هذين النظامين المخصصين لاعتراض الصواريخ، أدخلت إسرائيل الطائرة الشبح"إف 35” الأمريكية والتي تملك منها حتى الآن خمسة مقاتلات، يسميها الإسرائيليون "أدير"، وهي كلمة عبرية تعني "العظيم". أي أن إسرائيل أدخلت ثلاثة أنظمة تسلح رئيسية في سلاح الطيران خلال العام الأخير.

ما يسميه المحلل العسكري الإسرائيلي "عامير ربابورت" الثورة التي يقل الحدوث عنها بسبب تعقيدها وصعوبة شرحها للعوام هي نظام دفاعي "متعدد الطبقات" مضاد للصواريخ. بكلمات أخرى أي صاروخ يُطلق على إسرائيل ستتم عدة محاولات لاعتراضه.

كان أول نظام دفاعي لاعتراض الصواريخ في إسرائيل، دخل حيز التنفيذ "حيتس 2” الذي جرى تطويره مع اندلاع حرب الخليج الأولى عام 1991، وسط معارضة شديدة من سلاح الطيران الإسرائيلي الذي كان يفضل إنفاق أمواله على أنظمة هجومية.

ويتم نشاط "حيتس2” داخل الغلاف الجوي، بينما "حيتس 3” قصة مختلفة تماما، إذ يفترض أن يحدث الاعتراض على ارتفاع هائل في الفضاء، في إشارة إلى للصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة التي يطورها الإيرانيون.

ويوضح "ربابورت" في تقرير بموقع مجلة "إسرائيل ديفينس" أن هذا النظام هو المشروع الأساسي لإدارة "بحث وتطوير الأسلحة والبنى التكنولوجية بوزارة الدفاع الإسرائيلية"، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية لمواجهة الصواريخ (MDA)، مشيرا إلى أن هذا النظام يعتبر عنصرا رئيسيا في منظومة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات، حيث يمنح "حيتس 3” الذي يجرى تطويره بقيادة الصناعات الجوية الإسرائيلية طبقة الحماية العليا من تهديد الصواريخ الباليستية.

ويعتبر "حيتس3” أحد أفضل الصواريخ الاعتراضية في العالم، إذ يتميز بقدرات تكنولوجية فائقة بالمعدلات العالمية. فقدراته الاعتراضية أطول مدى وارتفاعا (بعيدا عن الغلاف الجوي) وأكثر دقة.

ويضيف :”إدخال الاعتراضي "حيتس3” للمنظومة العملياتية لسلاح الطيران سيكون قفزة كبيرة للأمام في مظلة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وجنبا إلى جنب مع "حيتس2” سيقللان من فرص تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية".

وفي إطار دمج الصاروخ الجديد في منظومة "حيتس" جرى تطوير كافة الأجزاء والمكونات في نظام التسلح، التي تدعم سواء "حيتس2” أو "حيتس3”. وجرى إضافة إمكانات جديدة ومهمة على مركز القيادة والسيطرة، وكذلك على أجهزة الرصد الرادارية. تلك التحسينات شارك في إدخالها- بحسب "ربابورت" أفضل العقول في الصناعات الأمنية الإسرائيلية.

وبخلاف طبقة الدفاع الصاروخي التي يمثلها "حيتس3”، يواصل الإسرائيليون تطوير نظام "حيتس2”، وكذلك طبقة الدفاع الجديدة الأخرى "العصا السحرية"، التي تهدف لاعتراض الصواريخ التي تخترق الطبقات العليا، دون اعتراضها من "حيتس3” و"حيتس2”.

يتركز جوهر عمل "العصا السحرية" على اعتراض الصواريخ متوسطة المدى مثل فجر 3 و5 وكذلك الصواريخ الجوالة (كتلك التي يطورها الإيرانيون).

وهناك نظام آخر سمع به الجميع هو نظام "القبة الحديدية" والذي خًصص لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف الصاروخية. لكن هذا النظام ليس أصغر مكونات النظام الدفاعي "متعدد الطبقات" ، إذ تعكف إدارة بحث وتطوير الأسلحة والبنى التكنولوجية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، حاليا على تطوير نظام جديد لمواجهة تهديدات قذائف الهاون وصواريخ المقاومة الفلسطينية، لاسيما قصيرة المدى.

ويختم المحلل العسكري الإسرائيلي بالقول :”وماذا بالنسبة للأعداء؟ تعمل إيران وحزب الله وحماس على إيجاد حل للتغلب على الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات. هذا السباق التكنولوجي، لن ينتهي للأبد".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد