يديعوت: هل يخذل ترامب العرب وينقل سفارة بلاده للقدس؟
القدس / سوا / قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن ضغوطا تمارسها الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للحيلولة دون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، وذلك قبل أيام من وصوله السعودية محطته الأولى في جولته التي تشمل أيضًا إسرائيل.
ولدى سؤاله حول إمكانية نقل السفارة الأمريكية للقدس، قال وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تليرسون"، في حديث لشبكة NBC إن الرئيس ترامب يريد أن يعرف "كيف ستؤثر مثل هذه الخطوة على عملية السلام".
وأضاف أنّ الرئيس الأمريكي"يعمل على تقييم ما إن كانت عملية النقل ستضرّ بمحاولات التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أثارت ردود أفعال داخل المنظومة السياسية الإسرائيلية، وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان له إن "نقل السفارة الأمريكية للقدس لن يضر عملية السلام، بل على العكس، سوف يدفع المسيرة السلمية من خلال تصحيح ظلم تاريخي، والقضاء على المزاعم الفلسطينية أن القدس ليست عاصمة إسرائيل".
وتضغط حكومة اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة، في خطوة إذا ما حدثت يتوقع أن تثير غضبا كبيرا في الشارع الفلسطيني والعربي، كونها تعد اعترافا أمريكيا بسيادة الاحتلال على القدس، واعتبارها عاصمة له.
وفي وقت سابق دعا وزير التعليم "نفتالي بينت" حكومته لأن "توضح أننا نتطلع من الإدارة الأمريكية لنقل السفارة للقدس والاعتراف بالقدس الموحدة تحت سيادة إسرائيلية". وأضاف "نقل السفارة الأمريكية لعاصمة إسرائيل يعزز إسرائيل، ويعزز فرص تحقيق سلام حقيقي، كون أي اتفاق قائم على تقسيم القدس مصيره الفشل.. مثلما تتواجد سفارات العالم في العاصمة الأمريكية واشنطن، كذلك يجب أن تتكون القدس، عاصمتنا منذ 3000 عام. تلك هي عاصمتنا الأبدية ولا بديل عنها".
وبشكل متزامن، اجتمع أمس الأحد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في العاصمة الأردنية عمان وأبدوا اعتراضهم على اتخاذ خطوات "أحادية الجانب في القدس".
وقال الصفدي إن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة فلسطين، بينما القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مطالبًا الإدارة الأمريكية بالتعامل بحذر مع مسألة القدس، ومشددًا على أن موقف الأردن والدولة العربية هو رفض نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأكد الثلاثة أن حل الدولتين، عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم. وأكدوا أنهم سيتعاونون مع إدارة ترامب لاتخاذ الخطوات الضرورية لتحريك عملية السلام، معتبرين أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مصدر التوترات بالمنطقة وأن تطبيق حل الدولتين شرط لتحقيق السلام الإقليمي والاستقرار.
وتعتقد القيادة الفلسطينية في رام الله أن السفارة الأمريكية ستظل في تل أبيب. وقبل ثلاثة شهور سادت مخاوف في المقاطعة، مقر إقامة الرئيس محمود عباس من إقبال الرئيس الأمريكي على مثل هذه الخطوة، لكن مصدرًا فلسطينيًا مسئولا على إطلاع بتفاصيل القضية، رفض ذكر اسمه، صرح لـ"يديعوت" أن نقل السفارة ليس على جدول أعمال ترامب.
وألمح المصدر إلى أنّ الفلسطينيين تلقوا رسائل مهدئة في المسألة بشكل متزامن مع الزيارة السرية لرئيس المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مايك بومبيو، للقدس ورام الله قبل 3 شهور، وهي الزيارة التي التقى بومبيو خلالها أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس.