بحضور فلسطيني رسمي الرئيس شي يدعو لبناء الحزام والطريق للسلام والازدهار

الرئيس الصيني شي جين

بكين / سوا / قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الأحد ، إنه يتعين بناء الحزام والطريق كطريق للسلام ، لأن السعي وراء تحقيق المبادرة يتطلب إيجاد بيئة سلمية مستقرة.

وأضاف الرئيس شي في كلمته الرئيسة التي ألقاها خلال مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين الذي يستمر يومين: " إن طرق الحرير القديمة ازدهرت في أوقات السلم لكنها فقدت القوة في أوقات الحرب، والسعي وراء مبادرة الحزام والطريق يتطلب إيجاد بيئة سلمية ومستقرة".

وتابع الرئيس شي بالقول: " يجب أن نقيم نوعا جديدا من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون المربح للجانبين، وعلينا أن نؤسس شراكات الحوار القائمة على أسس عدم المواجهة، والصداقة بدلا من التحالف".

وقال الرئيس شي إن على جميع الدول احترام السيادة والكرامة والسلامة الإقليمية والمسارات التنموية والنظم الاجتماعية لبعضها البعض، فضلا عن المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسة لكل منها.

وذكر الرئيس شي: " كانت بعض المناطق الواقعة على طول طريق الحرير القديم أرضا تفيض لبنا وعسلا ، إلا أن هذه الأماكن كثيرا ما ترتبط اليوم بالصراع والاضطرابات والأزمات والتحديات، ولا ينبغي السماح باستمرار هذه الأوضاع ".

ودعا الرئيس شي إلى تعزيز نظرة الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام وخلق بيئة أمنية يبنيها ويشترك فيها الجميع.

كما حث الرئيس شي على بناء الحزام والطريق كطريق للازدهار .

وقال: " خلال السعي وراء مبادرة الحزام والطريق يجب علينا التركيز على قضية التنمية الأساسية وإطلاق إمكانيات النمو في مختلف الدول وتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المترابطة وتسليم الفوائد للجميع".

وأضاف الرئيس شي: " يجب علينا إقامة نظام مستقر ومستدام للضمانات المالية يحافظ على المخاطر تحت السيطرة وخلق نماذج جديدة للاستثمار والتمويل والتشجيع على زيادة التعاون بين الحكومة ورأس المال الخاص وبناء نظام تمويل متنوع وسوق رأس المال متعدد المستويات".

وفيما شدد الرئيس شي على ضرورة ربط البنية التحتية، دعا أيضا إلى تعزيز الربط البري والبحري والجوي والفضاء الالكتروني والتركيز على الممرات والمدن والمشاريع الرئيسية وربط شبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية والموانئ البحرية".

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن مبادرة الحزام والطريق يجب أن تكون مبادرة منفتحة من شأنها تحقيق كل من النمو الاقتصادي والتنمية المتوازنة.

وأضاف" علينا أن نبني منصة منفتحة للتعاون، وأن ندعم ونطور اقتصادا عالميا منفتحا".

ووصف الرئيس شي انفتاح البلد بأنه مثل " نضال اليرقة للتحرر من شرنقتها "، حيث ستعاني آلاما قصيرة قبل أن تتمكن من خلق حياة جديدة.

وقال الرئيس شي: " علينا أن نخلق معا بيئة تسهل الانفتاح والتنمية، ونضع نظاما عادلا ومعقولا وشفافا لقواعد التجارة والاستثمار الدولية، ونعزز تداول العناصر الإنتاجية بشكل منظم، بجانب توزيع الموارد بفعالية عالية وتكامل السوق بشكل شامل".

وأضاف الرئيس شي أن الصين ترحب بجهود الدول الأخرى الرامية لتطوير اقتصادات منفتحة، والمشاركة في الحوكمة العالمية وتقديم سلع عامة، وقال :" معاً؛ نستطيع بناء مجتمع واسع متميز بمنافع مشتركة".

ودعا الرئيس شي أيضا إلى دعم نظام التجارة المتعدد الأطراف وتحفيز مناطق التجارة الحرة وتعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار.

وكان الرئيس شي قد قال الثالث من سبتمبر 2016 إن المبادرة ببناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، تم اقتراحها لمشاركة فرص التنمية الصينية مع جميع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، وتحقيق الازدهار المشترك.

وأكد الرئيس شي أن محرك الانفتاح الصيني ليس استعراضا، بل على العكس، إنه دعوة مفتوحة للجميع، لأن المبادرة لا تسعى لتحقيق نفوذ وتأثير سياسي للصين، ولكنها تدعم التنمية المشتركة لجميع الدول، فضلا عن كونها لا تهدف لبناء حديقة خلفية للصين، ولكن لبناء حديقة مشتركة لجميع دول العالم .

ومن أجل مشاركة هذه المنافع، أكد الرئيس شي "بأن تنمية الحزام والطريق ستعود بمنافع عظيمة وعادلة للشعبين الصيني والعربي، وبناء مجتمع المصالح المشتركة والمصير المشترك لكلي الجانبين."

ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ  مبادرة الحزام والطريق بأنها " مشروع القرن" الذي سيعود بالنفع على الناس في أنحاء العالم.

وتم طرح مبادرة الحزام والطريق المستلهمة من "طريق الحرير" التاريخي، في عام 2013 لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون الدولي.

وقال الرئيس شي أمام الحضور الذين تجاوز عددهم الـ 1500 شخص من مختلف أنحاء العالم :" إن طرق الحرير القديمة التي تمتد على آلاف الأميال والسنوات، تجسد روح السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة ".

وأضاف الرئيس شي: " إن روح طريق الحرير أصبحت ارثا عظيما للحضارة الإنسانية ".

وحضر المنتدى 29 رئيس دولة وحكومة ، بما فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن بين المندوبين الآخرين مسؤولون ورجال أعمال وممولون وصحفيون من أكثر من 130 دولة وممثلون عن المنظمات الدولية الرئيسية مثل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، والمديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد .

وأرسلت الولايات المتحدة وفدا برئاسة مات بوتينغر، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي وكبير المديرين لآسيا في مجلس الأمن القومي.

وبكل تأكيد، يعد المنتدى الذي سيعقد أيضا قمة مائدة مستديرة للقادة العالميين المشاركين يوم الاثنين أحد التجمعات المتميزة في العالم اليوم، وأكثر الاجتماعات الدولية هيبة التي تقيمها الصين.

ويتمحور تركيز المبادرة على خطة الرئيس شي الكبرى لتحقيق دمج أفضل بين الاقتصاد الصيني سريع التوسع مع تطوير آسيا وأوروبا وافريقيا.

وتعد مبادرة الحزام والطريق التي باتت شعارا بارزا في داخل البلاد وخارجها، تعد من حيث الأساس منصة شاملة جديدة يمكن للبلدان في أوراسيا وخارجها تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي لتحقيق الرخاء المشترك.

وقال وانغ يي وي، وهو بروفيسور في كلية العلاقات الدولية بجامعة رنمين الصينية، إنه من خلال ربط البلدان والمناطق التي تمثل حوالي 60 بالمئة من سكان العالم و30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، تبرز المبادرة كنموذج مثالي تقدم الصين من خلال حكمتها وحلولها الخاصة بها للحوكمة العالمية.

وقال وانغ " إن ذلك يتميز بنمو شامل ومستدام ويأخذ في الاعتبار الاحتياجات التنموية للدول والمناطق المختلفة من أجل الازدهار المشترك".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد