معاريف: 4 أسباب وراء هجوم أردوغان على إسرائيل

رجب طيب أردوغان

القدس / سوا / جدل كبير تشهده تل أبيب، بعد الهجوم المباغت الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إسرائيل، أمس الاثنين، وشبه سياساتها الحالية تجاه المسلمين في القدس  بالسياسة العنصرية التي انتهجها البيض ضد السود في أمريكا أولا ثم في جنوب إفريقيا.

وتعهد أردوغان خلال منتدى حول القدس في إسطنبول بمنع تقديم مشروع قانون في  إسرائيل يحول دون استخدام المآذن للدعوة لصلاة الفجر، قائلا:” لن نسمح أبدا بإسكات الأذان في سماء  القدس"، واتهم إسرائيل بالاحتفاظ بالقدس "من دون المسلمين".

“يوسي ميلمان” الصحفي والمحلل العسكري بصحيفة “معاريف" قال إن تصريحات أردوغان قوبلت بصدمة كبيرة في وزارة الخارجية ومنظومة الأمن الإسرائيلية، وفشل المحللون في فهم توقيتها ودلالاتها.

وقال إن أول تفسير لتلك التصريحات هو أنها قيلت في مؤتمر إسلامي بمناسبة يوم القدس، وهو المنتدى الذي ينتقد الممارسات الإسرائيلية في المدينة بشدة، خاصة مع نية حكومة بنيامين نتنياهو  تشريع قانون "المؤذن" الذي يمنح ترديد أذان الفجر عبر مكبرات الصوت بالقدس المحتلة، معتبرا أنه "من الصعب أن يهدر رجل مثل أردوغان مثل هذه الفرصة".

تفسير آخر يطرحه "ميلمان" هو طبيعة الرئيس التركي، فهو مندفع وتصرفاته غير متوقعة، وهو ما سبق وتكرر لدى تعامله مع دول أخرى غير إسرائيل وزعماء في العالم، مذكرا رفضه مصافحة الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز ذات مرة في مؤتمر دافوس.

وتابع :”ربما جاءت تصريحات أمس كإشارة تحذير لإسرائيل حول سلوكها تجاهه. فحسب ما هو معروف، لم يقدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سواء علانية أو عبر مكالمة هاتفية أو برقية، لتهنئة أردوغان بفوزه في الاستفتاء الشعبي، مثلما جرت العادة بين الزعماء، وبالطبع  لأن نتنياهو ومعروف بميله للقيام بذلك في حالات مماثلة. في هذه الحالة كان الرد الإسرائيلي باردا وأكثر شبها بأوروبا، مقارنة بالعناق الذي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأردوغان".

كذلك فإن ردود الإعلام الإسرائيلي التي شبهت أردوغان بسلطان عصري على خلفية  الإجراءات التي اتبعها ضد المؤسسات الديمقراطية والإعلامية في بلاده، أغضبت الزعيم التركي، الذي سارع سفيره في إسرائيل، المقرب منه جدا، لإرسال رسالة غاضبة لصحيفة "هآرتس"، مشيرا فيها أيضا إلى أن الدعم الذي تبديه الصحيفة للأكراد هو في الحقيقة تضامن مع إرهابيين.

واعتبر “ميلمان” أن هجوم أردوغان أمس على إسرائيل هو الأعنف منذ توقيع اتفاق تسوية  العلاقات بين الدولتين قبل نحو عام، وهو الاتفاق الذي أنهى التوترات وتدهور الأوضاع منذ حادثة سفية المرمرة عام 2010.

منذ تلك المصالحة تحسنت العلاقات، الاقتصادية والسياحية بين أنقرة وتل أبيب، لكن العلاقات الأمنية والاستخبارية التي كانت يوما الأساس الذي دارات حوله ماكينة العلاقات، لم تتحسن بنفس القدر كالعلاقات المدنية. لكن لوحظت مؤخرا جهود لتحسينها، تمثلث بما في ذلك في تعيين تركيا ملحقا عسكريا بسفارتها بتل أبيب، وبدأت شركات إسرائيلية وتركيا في الحديث عن استئناف المشاريع الأمنية، خاصة في مجال الهايتك والسيبر. على حد قول الإسرائيلي "ميلمان".

كانت إسرائيل قدر ردت على تصريحات أردوغان بشدة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية  الإسرائيلية إيمانويل نحشون إن "من ينتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي في بلده يجب ألا يعظ أخلاقيا الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في المنطقة". وهو الرد الذي يؤكد محللون في إسرائيل أنه جاء بتوجيه من نتنياهو نفسه.

وختم "يوسي ميلمان" مقاله بالقول :”يأملون في إسرائيل أن تكون تصريحات الرئيس التركي مجرد حدث لمرة واحدة، ولا تكون إشارة لما هو قادم، وأن تتواصل عملية تطبيع العلاقات. لكن بالنسبة لأردوغان- لا يمكن أن نعرف أبدا".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد