إسرائيل تخشى قرارا بالفيفا وعقوبات بسبب كرة القدم بالمستوطنات
القدس / سوا / قدمت إسرائيل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مقترح لحل من طرفها لفرق كرة القدم الإسرائيلية بالمستوطنات، حيث سيباشر المؤتمر العام للفيفا، غدا الأربعاء، أعماله في البحرين ليومين، حيث تخشى إسرائيل من فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أن منحتها لجنة إسرائيل – فلسطين في الاتحاد الدولي مهلة من ستة أشهر لكي توقف نشاط فرق كرة القدم في المستوطنات.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الحل المقترح من قبل إسرائيل لا يحدث تغييرات كثيرة على الوضع القائم بكل ما يتعلق بالنشاط الرياضي وفرق القدم بالمستوطنات، لكنه يقدم حلا عمليا للقضية، وذلك بحسب ما أكده موظف كبير مطلع على تفاصيل القضية.
ورفض الموظف الكشف عن تفاصيل الحل المقترح، إلا أنه شدد على أن المقترح الإسرائيلي يحافظ على الوضع القائم للرياضة بالمستوطنات ومن جهة ثانية يمكن الاتحاد الدولي (فيفا)، لإيجاد حلول للأزمة دون فرض عقوبات على إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن الموظف الكبير قوله إن "صيغة الحل المقترح تم اعتماده بموجب ثوابت وخطوط حمراء تحول دون الزج بالسياسة في الرياضة، وذلك للحيلولة دون شروع الاتحاد الدولي باي تداول حول مكانة الضفة الغربية، وتفادي أي إمكانية لصدور قرار لقبول الموقف الإقليمي للفلسطينيين.
مقترح الحل الذي قدم، يعتمد أيضا على موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، ووزيرة الثقافة والرياضة، الوزيرة ميري ريغيف، برفض قاطع لمقترح تجميد عمل فرق كرة القدم الإسرائيلية بالمستوطنات ومعارضة أي مقترح لنشاط الفرق الرياضية بالمستوطنات لا يكون مشمولا بإطار ورعاية الاتحاد العام الإسرائيلي لكرة القدم.
وشكك الموظف الكبير في إمكانية قبول الاتحاد الدولي لمقترح الحل الإسرائيلي، ويبدي مخاوفه من إمكانية فرض عقوبات على كرة القدم بالبلاد وعلى إسرائيل بحال شرعت لجنة إسرائيل – فلسطين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التداول بالملف خلال المؤتمر بالبحرين.
وبحسب توصيات تقرير لجنة "إسرائيل – فلسطين" في الاتحاد الدولي، فإنه في حال لم توقف إسرائيل نشاط فرق كرة القدم بالمستوطنات فإن هذه القضية ستعود إلى مجلس الفيفا لغرض اتخاذ قرارات، ما يوحي بإقصاء محتمل لإسرائيل من الفيفا.
وتحاول إسرائيل منع تصويت محتمل على هذا التقرير في مجلس الفيفا ومؤتمر الفيفا الذي سينعقد في البحرين، وصدرت تعليمات لسفراء إسرائيل في عشرات العواصم في أنحاء العالم بالعمل إزاء مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الفيفا لعرقلة ذلك.
وتتصاعد مخاوف إسرائيل من اتخاذ اتحاد كرة القدم العالمي (الفيفا) قرارا بتعليق مشاركة ست فرق إسرائيلية من المستوطنات.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله، إنه يجب الاستعداد للسيناريو الأسوأ، وهو إجراء التصويت، وعندها فإن احتمال أن تتغلب إسرائيل على ذلك هو صفر.
وأضاف 'نحن نريد منع التصويت بكل الطرق. لقد نجحنا في المرات السابقة في منه ذلك، ولكني اليوم أقل تفاؤلا'، على حد تعبيره.
ويمارس اتحاد كرة القدم الفلسطيني منذ العام 2015 ضغوطات على الفيفا والدول الأعضاء فيها من أجل العمل ضد إسرائيل، وذلك على خلفية وجود ستة فرق من المستوطنات في الدوري الإسرائيلي.
وكان رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل الرجوب، طلب وضع موضوع فرق كرة القدم من المستوطنات على جدول أعمال مجلس الفيفا، الذي سيباشر، الأربعاء، أعماله في البحرين. كما طلب الرجوب مناقشة هذه القضية في المؤتمر العام للفيفا الذي سيعقد بعد يومين من مجلس الفيفا.
وينص دستور الفيفا على منع دولة من إقامة فرق كرة قدم في أراضي كيان دولة أخرى عضو في الفيفا وإشراكها في الدوري لديها من دون موافقة الدولة الأخرى.
ويطالب الفلسطينيون بأنه في حال رفضت إسرائيل وقف نشاط فرق كرة القدم من المستوطنات في الدوري، فإنه يجب إبعاد إسرائيل عن الفيفا.
وترجح التقديرات بأن يتخذ المؤتمر العام للفيفا قرارا بتعليق عضوية 6 فرق إسرائيلية تلعب خارج الخط الأخضر، وربما تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا.
وكان اللجنة لشؤون إسرائيل – فلسطين في الفيفا، طوكيو سكسفاليه، التقى في 22 آذار/مارس الماضي مع رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل الرجوب، ورئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، عوفر عيني، وسلمهما مسودة تقرير اللجنة وطلب منهما الرد عليه.
واقترحت مسودة تقرير اللجنة ثلاث إمكانيات. الأولى هي استمرار الوضع القائم، لكن مسودة التقرير قالت إن المشكلة في هذه الإمكانية هي أنها لا تأخذ بالحسبان مواقف المجتمع الدولي حيال المستوطنات، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية المستوطنات.
والإمكانية الثانية تقول إن إسرائيل ستتلقى تحذيرا، 'بطاقة صفراء'، ومنحها مهلة ستة أشهر لكي توقف نشاط فرق كرة القدم من المستوطنات. وكانت الفيفا قد استخدمت الإجراء نفسه ضد روسيا في أعقاب احتلالها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا وأشركت الفرق هناك في الدوري الروسي. لكن المشكلة هنا، وفقا للفيفا، هي أنه ليس واضحا كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي، إذ تجري مباريات كرة القدم في الدوري الفلسطيني وفقا لمشيئة أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.
وتقول الإمكانية الثالثة إن الفيفا ستشجع استمرار المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين حول موضوع فرق كرة القدم في المستوطنات والتوصل إلى اتفاق بشأنها.