القدس /سوا/ أفاد تقرير نشرته صحيفة هآرتس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية  بنيامين نتنياهو  أطلع وزراء ومسؤولين  على طلب أميركي يتعلق بضرورة قيام تل أبيب بخطوات يكون لها تأثير إيجابي فوري على أوضاع الفلسطينيين الاقتصادية.

وأشار تقرير نشره براك ربيد في الصحيفة إلى أن ثلاثة وزراء ومسؤوليْن كبيريْن نقلوا بعض تفاصيل ما جرى في جلسة مغلقة مع نتنياهو، حيث أخبرهم أن طلب واشنطن جاء على خلفية أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد إحراز تقدم في الملف الإسرائيلي الفلسطيني.

وحسب مصادر هآرتس الذين تحفظوا على ذكر أسمائهم بسبب الحساسية السياسية للموضوع وكون الجلسة مغلقة، فقد أكدوا أن نتنياهو لا يعرف بعد تصور ترمب عن التقدم في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنه من المهم أن تكون إسرائيل هي الجانب الذي يظهر نوايا حسنة بغرض عدم عرقلة  المساعي الأميركية.

وأشار نتنياهو في هذا السياق إلى أنه ينوي التجاوب مع المطلب الأميركي والقيام بخطوات في الضفة الغربية وقطاع  غزة  من شأنها التأثير بشكل إيجابي وفوري على الاقتصاد الفلسطيني. ولم يبيّن نتنياهو ما  هي الخطوات التي يتحدث عنها، لكن بعض الوزراء فهموا أنه يمكن أن تتمثل إحدى الخطوات في إصدار تراخيص للبناء الفلسطيني في المناطق "سي" التي تسيطر عليها إسرائيل أمنيا ومدنيا.

ضجيج دولي
وأظهر الوزير نفتالي بينت خلال الجلسة تحفظا معينا، وقال لنتنياهو إنه يتوقع أن لا تتجاوز الخطوات التي ستنفذها إسرائيل إزاء الفلسطينيين إجراءات ذات تأثير سياسي.

وأضاف رئيس حزب البيت اليهودي الذي عرقل في السابق محاولات لدفع خطوات مشابهة، أنه إذا فكر  نتنياهو في مثل هذه الخطوات فإنه يتوقع منه طرحها أمام المجلس الوزاري للتصويت عليها.

ورغم تأكيد ديوان نتنياهو في الأيام الأخيرة أنه لن يتم فرض قيود على البناء في الأحياء اليهودية الواقعة وراء الخط الأخضر في القدس، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدا أقل إصرارا بهذا الشأن خلال جلسة المجلس الوزاري، وأشار إلى عدم حدوث تطبيع كامل في هذه المسألة.

وقال نتنياهو للوزراء "لا توجد قيود على البناء في القدس ولكن سنضطر إلى التصرف بحكمة"، ملمحا بذلك إلى احتمال فرض قيود معينة على البناء في القدس إذا تطلب الأمر.

كما أبلغ نتنياهو الوزراء أنه تقرر تقليص عمل لجنة التخطيط والبناء العليا في الإدارة المدنية التي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات. وبدلا من عقد اجتماعات للجنة مرة كل أسبوع كما هو متبع، ستنعقد اللجنة مرة كل ثلاثة أشهر فقط.

وشرح نتنياهو للوزراء أن كل اجتماع للجنة يجري خلاله نشر قرارات حول مخططات البناء، حتى وإن كانت قرارات تكتيكية فقط، يجر معه منشورات في وسائل الإعلام تؤدي إلى الاحتكاك والتوتر مع المجتمع الدولي، وأن جمع المخططات التي تحتاج إلى تصديق وإحضارها للنقاش مرة كل ثلاثة أشهر سيقلص الضجيج الدولي.

المصدر: الجزيرة نت