نائب أردني: الوحدة الفلسطينية هي القنبلة الذرية
غزة / سوا / أكد النائب الأردني نبيل الغيشان وجود تنسيق ثلاثي عالي المستوى بين السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية حول تطورات القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، في سياق التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لدرجة اتفاق قادة البلدان الثلاثة على كل التعبيرات والمصطلحات بشكل دقيق خلال اللقاءات مع الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته الجديدة.
ووصف النائب الأردني الرئيس الأمريكي الجديد بأنه غامض ومعادي لقضية الشعب الفلسطيني، على اعتبار أن إسرائيل وأمريكا دول قامت على الاستيطان فوق أراضي الآخرين.
وجاءت مواقف النائب الغيشان خلال ندوة تحت عنوان: العلاقات الأردنية الفلسطينية وسبل تطويرها، نظمها الاثنين مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية بمدينة غزة.
واستعرض النائب الأردني نبيل الغيشان العلاقة الأردنية الفلسطينية التي مرت بمراحل كثيرة سلبية وايجابية، وأحيانا فيها الشك والتخوين في سياق مخاوف الطرفين على الضفتين الشرقية والغربية، كما أنها علاقة مرت بمرحلة مجاملات يجب ان تتطور لعلاقة قوية ليتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته.
ورأى النائب الغيشان أن العلاقات الأردنية – الفلسطينية مرت بمحلتين أولهما حقبة الملك حسين الذي كان مسكون ب القدس وفلسطين، وهي حقبة صراع حقيقي بين منظمة التحرير الفلسطينية والمملكة الأردنية، فيما جاءت المرحلة الثانية بقيادة الملك عبد الله الثاني الذي يختلف عن أبيه بعدما أعلن بوضح أنه يقبل بما يقبله الفلسطينيون فيما يتعلق بالقدس والتواجد في الضفة.
وشدد الغيشان أن الأردن يعتبر السلطة الفلسطينية عنوان الشرعية، دون عداء مع الفصائل غير المنضوية تحت منظمة التحرير، موضحا أن الجيش الأردني لن يكون بديلا لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، وليس لديه أطماع في فلسطين، كما أن القيادة الأردنية لن تقبل بكونفدرالية مع فلسطين إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، التي تعد إستراتيجية ومصلحة أردنية عليا، تتطلب دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين رغم لحظات العتب خاصة أن الأردن لا يرتاح لأشخاص حول الرئيس محمود عباس .
واعتبر الغيشان أن القمة العربية في البحر الميت كانت محكومة بالعقلية الأمريكية الجديدة مسبقا، ولم تكن مواجهة مع الرئيس ترامب، الذي يحتاج إلى تواصل ذكي معه لإقناعه بعدالة الحقوق الفلسطينية، فضلا أنها سعت إلى لم الشمل العربي وحققت نتائج في العلاقات العربية خاصة بين السعودية مصر.
وكشف الغيشان أن القيادة الأمريكية تعمل حاليا خطة عمل حول القضية الفلسطينية مع الأردن ومصر والسعودية متمنيا أن تكون "شبه عادلة"، مع أهمية مواصلة التأثير على الرئيس الأمريكي لكبح اندفاعه، وضرورة استمرار الإصرار العربي على المبادرة العربية لإنهاء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها قضية تؤجج التطرف في المنطقة.
وشدد أنه لا يوجد طرف فلسطيني أو عربي بمقدوره التنازل عن القدس الشرقية، قائلا أن الصراع في القدس لا يدور على الأرض بل على كل شبر من الأرض، وسط غياب دعم عربي وإسلامي جاد يرتقي للمخاطر الحقيقة التي تمس بهوية القدس، رغم أن دول عربية ضخت 22 مليار دولار لصالح الحرب في أفغانستان في مواجهة الاتحاد السوفيتي.
وناشد النائب الأردني كل الفلسطينيين للضغط على فتح و حماس لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات، معتبرا أن الوحدة الوطنية هي القنبلة الذرية الفلسطينية، رغم أن الأطراف الفلسطينية التي لم ترتق الى قدسية القضية.
ودعا إلى اتفاق فلسطيني قائم على برنامج واضح للتحرر والدولة المدنية وتعزيز قيم المواطنة، مؤكدا أن الفلسطينيين والعرب ليسوا مضطرين للتوقيع والصلح مع إسرائيل في حال لم تتحقق الأهداف الفلسطينية.
وشدد أن الظروف الحالية غير مهيئة لحل الصراع العربي الإسرائيلي لان إسرائيل غير مستعدة وتريد تنازلات لا يقدر عليها الفلسطينيون، مطالبا بالحفاظ على تواجد المسيحيين في القدس و بيت لحم وعموم فلسطين، رافضا التطرف الذي يضرب الوحدة الوطنية.
ورأى النائب الأردني أن حركة حماس ضيعت الوقت تحت مسمى الصراع الديني، ثم تحولت الآن إلى اعتبار الصراع مع الاحتلال سياسي وليس ديني، مضيفا أن مشكلة حركة حماس سببها موالاة الإسلام السياسي وهو خطأ الحركة التي يجب أن تفك ارتباطها مع جماعة الإخوان المسلمين التي أصبحت ملف امني في الأردن يتولاه جهاز المخابرات الأردني.
أقر النائب الأردني بوجود تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، مشيرا إلى أن موضوع التوطين هو تحدي لم يعد موجودا بعد إغلاقه بشكل تام ونهائي، باعتبار أن كل شخص يحمل هوية وجواز سفر هو مواطن أردني مهما كانت جذوره أو معتقداته.
وأكد أن التحدي الاقتصادي يتمثل في المديونية العالية بمقدار 27 مليار، تستعمل من الغرب كأداة ضغط على الاردن لدفعه نحو قبول حلول في الضفة الفلسطينية، أو دور في القضية الفلسطينية، مشددا على أن الاردن لا يمكن ان يقبل بمغامرة في فلسطين أو أي تجاوب مع أطروحات التوطين.
وأضاف أن الأردن يستقبل 1.3 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى 350 ألف لاجئ فلسطيني، يجب عودتهم لديارهم ضمن حق العودة.
وتفاعل الحضور مع مداخلة النائب الأردني، بعدما فتح مدير مركز بال ثينك عمر شعبان باب الحوار وطرح الأسئلة بين المشاركين والضيف من خلال طرح أسئلة تناولت كل جوانب العلاقات الأردنية – الفلسطينية، وحضرت بقوة مطالب الفلسطينيين في غزة بتحسين إجراءات منح "عدم الممانعة" لسفر الغزيين للأردن.
وطالب الحضور النائب الأردني أن يعمل الأردن وبرلمانه على مساعدة الأطراف الفلسطينية على المصالحة، والمساهمة في إنهاء حصار قطاع غزة، مشيدين بالخدمات التي يقدمها المستشفى الأردني الميداني وما يقدمه من خدمات طبية للمرضة في قطاع غزة.