بيرن/ سوا/ وقعت وزارتا الخارجية الفلسطينية والسويسرية، اليوم الإثنين، اتفاقية تعاون ثنائي لعام 2017/2018.

جاء ذلك خلال جلسة المشاورات السياسية السنوية التي عقدت في مقر وزارة الخارجية السويسرية في العاصمة بيرن، برئاسة وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، ومن الجانب السويسري سكرتير الدولة والمسؤول السياسي باسكال بايرسفيل، بحضور كل من مساعدة الوزير للشؤون الأوروبية السفيرة أمل جادو، وسفير فلسطين لدى سويسرا إبراهيم خريشة.

وأطلع جرادات الجانب السويسري على خطورة الانتهاكات اليومية التي تمارسها حكومة الاحتلال اليمينية  في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرا من خطورة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه نحو 1800 أسير فلسطيني لتلبية مطالبهم الإنسانية البسيطة.

ودعا جرادات الحكومة السويسرية للتحرك العاجل على المستوى الدولي من أجل إنقاذ حياة الأسرى التي أصبحت معرضة للخطر بعد الْيَوْم الخامس عشر من الإضراب، كما حذّر من خطورة التوسع الاستيطاني الذي يبدد مساعي القيادة الفلسطينية بالحصول على دولة مستقلة.

بدوره، أكد السفير خريشة على أهمية التحرك السريع على جميع المستويات ومع كافة الحكومات والمؤسسات الدولية لتحريك قضية الأسرى وإنقاذهم من الهلاك، خاصة أن سويسرا  تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، وبصفتها البلد الوديع لاتفاقيات جنيف وإنفاذ إعلان مؤتمر الدول الأطراف  السامية الذي عقد عام 2014.

وأطلع خريشة الجانب السويسري على جهود القيادة الفلسطينية لإنجاز وإنجاح الانتخابات المحلية في الثالث عشر من الشهر الجاري، كخطوة أولى في سبيل توحيد شطري الوطن وإصلاح البيت الفلسطيني الداخلي.

وعلى الصعيد الثنائي، شكرت جادو الحكومة السويسرية على دعمها المقدم لفلسطين ماديا وسياسيا، متمنية أن يتوّج هذا الدعم بالاعتراف السويسري بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في أقرب فرصة ممكنة، من أجل إنقاذ حل الدولتين، "الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تعمل إسرائيل على تدميره بممارساتها العنجهية اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني".

ودعت جادو الحكومة السويسرية إلى زيادة الدعم المقدم للمشاريع في مناطق "ج" وفي القدس الشرقية، التي تعمل إسرائيل على تهويدها وإفراغها من سكانها الأصليين.

 وأطلعت نظراءها السويسريين على أهداف الوكالة الفلسطينية للتنمية وعلى المساعدات التي تقدمها فلسطين للخارج.

من جهتها، أكدت بايرسفيل مواقف الحكومة السويسرية الواضحة الداعمة لحل الدولتين والمناهضة للاستيطان المخالف لكافة القوانين الدولية، كما أكدت التزام سويسرا باستمرار دعمها المقدم لفلسطين، مشددة على دعم الحكومة السويسرية للمصالحة الداخلية الفلسطينية وبذل كل الجهود لتحقيق ذلك.

وعلى هامش زيارتها لسويسرا، عقدت السفيرة جادو والسفير خريشة جلسة طاولة مستديرة مع عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في مقر مؤسسة ""Swiss peace، حيث أطلعت جادو الحضور على الممارسات والانتهاكات اليومية للحكومة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في القدس الشرقية والحرم القدسي الشريف، محذرة من تفاقم الأوضاع وتحويل الصراع السياسي لصراع ديني تستحيل السيطرة عليه.

وشدد السفير خريشة على الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه لمؤسسات المجتمع المدني.