إسرائيل تترقب وتتابع ميثاق حماس الجديد
غزة / خاص سوا / من المقرر أن تعلن حركة حماس ، مساء اليوم الاثنين، عن وثيقتها السياسية الجديدة بعد عامين من المداولات الداخلية في مؤسسات الحركة بشأن ما ستحمله هذه الوثيقة من تغيرات في مواقف الحركة تجاه عدد من القضايا.
وسيكشف عن بنود الوثيقة كاملة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
ووفق تسريبات إعلامية ستنص الوثيقة الجديدة لحماس على العديد من القضايا والمواقف والرؤى التي قررت الحركة تغيير مواقفها فيها منها القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل، والتأكيد على حق عودة اللاجئين.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت اليوم إن اختيار هذا التوقيت لطرح الوثيقة، قبل يومين من سفر الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأتي في محاولة من الحركة لعرض نفسها كقوة لا يستهان بها على الساحة الدولية، وكتنظيم براجماتي.
وتابعت الصحيفة :"كذلك، لا تُذكر جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم أم لحماس، ويؤكد الميثاق أنها وكونها حركة تحرير فلسطينية، فإن الحركة لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى. وهو ما يعد رسالة مباشرة للقاهرة عقب التوترات التي حدثت بين الجانبين منذ الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم".
الصحيفة الإسرائيلية تابعت :"وفقا لعناصر في حماس، سوف يهاجم الميثاق الجديد الصهيونية وإسرائيل لأنها قامت على سلب حقوق الفلسطينيين ، لكن وبعكس الميثاق القديم الذي كتب عام 88، لا يعتبر التنظيم الصراع مع اليهود حربا شاملة ، فسوف يحدد هدفه في الصراع ضد المحتل وليس اليهود. علاه على ذلك، يتوقع أن تعترف حماس بالنضال الشعبي السلمي ضد الاحتلال كأداة شرعية، إلى جانب النضال المسلح".
وسوف يستعرض الميثاق الذي يضم 41 مادة مبادئ جديدة للحركة، جاءت متأثرة بالتطورات الدولية والإقليمية وما شهدته الساحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية.
وأكدت الحركة أن الحديث يدور عن اختصار المواقف التي عرضها قادتها بما في ذلك المؤسس الشيخ أحمد ياسين .
بدوره أكد المحلل السياسي أكرم عطا الله إن إسرائيل ستقول أنها لا تكتفي وأن هذه الوثيقة لا تعترف بإسرائيل وستعلن عدم تغير أي شيء فيها وستعرب عن عدم رضاها عنها بكل الظروف.
وقال خلال حديثه لوكالة (سوا) الإخبارية إن "إسرائيل تريد أن تبقي أمام العالم أن هناك تنظيمات لا تعترف بها وبالتالي تصور نفسها أنها دولة مهددة وضحية".
وأضاف: " إسرائيل ستقرأ حديث حماس عن حدود 67 بهدوء ولكن لن تتحدث عن تطور، مشيرا إلى أن بعض الكتاب الإسرائيليين يشيرون إلى ذلك ولكن "السياسية الرسمية ستتحفظ على الكثير من البنود وستبقي على دعايتها القديمة".
ويرى عطا الله أنه من الصعب تصور حدوث حوارات بين حماس وإسرائيل، مرجحا أن يكون ذلك نوع من التهديد تستخدمه الحركة، ولكن أن تذهب إلى حوار مع إسرائيل هذا يعني انتفاء مبرر وجود حماس كحركة مقاومة.
ولفت إلى أن إسرائيل عند ذلك ستطلب اعترافا بها واشتراطات، وحركة حماس فيما إذا استجابت فإن هويتها ستنتهي.
وتابع: " خيار البندقية أمام حركة حماس أقرب من التفاوض، إلا إذا لعبت أطرافا خارجية أدوراً من التهدئة وحوارات غير مباشرة بين الجانين، أما الحوارات المباشرة فهو خيار صعب".
من جهته، قال المحلل السياسي هاني حبيب: " من المفترض أن يجد إعلان الوثيقة ترقبا هاما ليس فقط من إسرائيل، بل من الساحة الفلسطينية الداخلية إضافة إلى المجتمع الدولي، باعتبار أن هناك عملية مراجعة للأيدولوجيات والمواقف التي ستتخذها حماس في الفترة المقبلة ".
وأضاف حبيب لـ(سوا): " إسرائيل معنية جداً بمراقبة بنود هذه الوثيقة باعتبار أن شأنا كبيرا سيكون لها في عملية الصراع الإسرائيلي واستحقاقاته".
وأشار حبيب إلى أن الكثير من قادة حماس تحدثوا خلال سنوات سابقة بشكل متنافر القبول بالعودة إلى خطوط حزيران1967، لكن أن يسجل ذلك بوثيقة رسمية تصدر عنها فإن ذلك يعتبر تطوراً بالغ الأهمية يمكن الاعتماد عليه في عملية تسوية سياسية في المستقبل تكون حماس شريكا في هذه التسوية.
واستبعد حبيب حدوث حوارا مباشرا بين حماس وإسرائيل، إلا إذا كان هناك تراجعات على المستوى الإسرائيلي بما يتيح عملية مفاوضات مباشرة.