"القدس المفتوحة" والزرقاء تفتتحان مؤتمر "المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية"
عمان/سوا/ افتتحت جامعتا القدس المفتوحة الفلسطينية والزرقاء الأردنية، اليوم الأربعاء، المؤتمر العربي الأول حول المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية، وذلك في أروقة جامعة الزرقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وافتتح المؤتمر بالسلام الملكي الأردني والسلام الوطني الفلسطيني، وبحضور ورعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني، عادل الطويسي، ورئيس مجلس إدارة جامعة الزرقاء د.محمود أبو شعيرة، ود.محمود الوادي رئيس جامعة الزرقاء، ورئيس جامعة القدس المفتوحة، د.يونس عمرو، ورئيس اللجنة التحضيرية مدير فرع نابلس بجامعة القدس المفتوحة، د. يوسف ذياب عواد، ورئيس المؤتمر عميد كلية العلوم التربوية بجامعة الزرقاء، د.عمر همشري، ورئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء د. راتب سعود.
وثمن الوزير الطويسي في كلمته بافتتاح المؤتمر هذه المبادرة المشتركة لإيجاد اهتمام يسلط الضوء على فلسفات جديدة لا يمكن للجامعات أن تكون بعيدة عنها، معتبراً المسؤولية المجتمعية من أبرز نقاط التحول للجامعات.
وقال إن الجامعات المتفوقة في العالم اتجهت إلى ثالوث جديد هو التعلم بدلا من التعليم والبحث والتطوير والابتكار، بدلا من البحث العلمي والمسؤولية المجتمعية بدلا من خدمة المجتمع، وبدأ المخططون في الجامعات المتفوقة لوضع الرؤى والاستراتيجيات التي تحقق المهام الجديدة للقرن الحادي والعشرين، ومن هنا يأتي عقد هذا المؤتمر في جامعة الزرقاء، لمناقشة موضوع المسؤولية المجتمعية في الجامعات العربية وسبل تطويرها.
إلى ذلك، قال د. عمرو، إن جامعة القدس المفتوحة هي الحاضنة والمبادرة إلى هذا الاهتمام المسؤول، لافتاً إلى أن الجامعة قد مأسست عملها ضمن هذا الاهتمام، ناقلاً تحيات القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لهذا البلد العربي الأصيل قيادة وحكومة وشعبًا.
وقال عمرو: إنه انطلاقاً من أهمية الشراكة في تأطير المسؤولية المجتمعية للجامعات وتعزيزها، عقدت جامعة القدس المفتوحة وجامعة الزرقاء اتفاقية تعاون جسدت هذا المؤتمر، وهو مؤتمر علمي عربي يتناول المسؤولية المجتمعية للجامعات، إدراكًا منهما لما يمكن أن تلعبه الجامعات من دور بارز في تشخيص المشكلات المجتمعية والإسهام الفاعل بالتغلب عليها، خاصة أن للجامعات دورًا رئيسًا في ذلك بحكم الخبرات والكفاءات لديها، عدا عن احتوائها عناصر بشرية مدربة من مختلف الاختصاصات والشرائح والتوزيع الجغرافي، وهذا يعد بمنزلة نقاط قوة تمكن الجامعات من الاستمرار في تعميم الخبرة وتوسيع انتشارها ضمن منهجية علمية قائمة على خطة محددة زمانيًا ومكانيًا.
وقال لقد سعت جامعة القدس المفتوحة ومنذ نشأتها إلى تحقيق مبدأ العدالة في التعليم، وأرست ضمن فلسفتها إتاحة المجال لكل راغب فيه أبد الحياة، وهي بذلك تعزز استثمار الوقت في أمور مهمة بدلاً من أن يستسلم الناس للفراغ القاتل، المسبب الرئيس للكثير من المعضلات والمشكلات المجتمعية.
ومن جانبه، أشاد د. محمود الوادي بالمؤتمر وبدوره الفاعل في إثراء العمل الأكاديمي العربي ضمن هذا الاختصاص والاستحقاق المنشودين، مشيدًا بمواقف صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني في حماية الأردن ونسيجه الاجتماعي الرصين، كما أشاد بالشراكة العلمية لشعبين شقيقين جسدهم مؤتمر علمي يعد من أوليات المرحلة.
وقال: إنه سيقدم (105) باحثين في (5) جلسات على مدار يومين كاملين ضمن محاور المؤتمر واهتماماته، مشيرا إلى أن جامعة الزرقاء تجسد الوحدة العربية منذ إنشائها في العام 1994 لتكون منارة المفكرين والعلماء العرب والعالمين، وضمت 14 كلية وثلاث عمادات و45 تخصصا من أجل التغيير نحو الأفضل وتحقيق المستحيل وإضاءة كل طريق مظلم ومغلق.
وأشار إلى أن المؤسسات التي تتبنى المسؤولية المجتمعية تحقق ازدهارا ونموا أكبر بكثير من المؤسسات التي لا تتبنى المسؤولية المجتمعية.
من جانبه، قال د.همشري: إن جامعة الزرقاء هي جامعة كل العرب وإنه لشرف لنا أن نلتقي كباحثين عرب لنتداول الأفكار حول المسؤولية الاجتماعية للجامعات العربية.
وأضاف أن الجامعات تعد العمود الفقري للمجتمعات ويتوقف نجاح المجتمعات على مستوى تقدم المخرجات فيها ودرجة تفاعلها مع المجتمع وأصبحت الجامعات أحد أهم معايير تقييم المجتمعات، وهي تستمد وجودها وأهدافها من المجتمع ذاته.
وأوضح أن الجامعات تقدم خدمات علمية تسهم في تطوير المجتمع وتنميته وتنشر الوعي لدى الطلبة حول قضايا المجتمع واتجاهاته وتطور استراتيجية واضحة المعالم للمسؤولية المجتمعية، ليس على بيئة المسؤولية المجتمعية الخارجية بل الداخلية، بغرس قيم المسؤولية المجتمعية لدى الطلبة.
وقال إن المؤتمر يهدف لتعزيز التعاون في مجال تعليم المسؤولية المجتمعية بين الجامعتين وجامعات الدول العربية، وتفعيل مسؤولية الجامعات العربية وتقديم مبادرات حول المسؤولية المجتمعية في الجامعات العربية.
إلى ذلك، قال د.عواد خبير المسؤولية المجتمعية، إن عقد المؤتمر هو إنجاز عربي مسؤول مجتمعيًا، يتيح المجال لتوسيع الاهتمامات ووضع التشريعات المناسبة نحو مستقبل واعد يبشر بتنامي المسؤولية المجتمعية ثقافة وممارسة.
وأضاف إنه قلما حظي موضوع جدير بالاعتبار والتأثير قدر ما بلغت إليه المسؤولية المجتمعية، لا سيما أن المشكلات التي باتت تعصف بالمجتمعات تقحم الجميع بتحمل مسؤولياتهم في تشخيص المشكلات المجتمعية وبناء استراتيجيات فاعلة للتغلب عليها.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم تكريم عدد من المساهمين في إنجاح المؤتمر وعلى رأسهم الوزير الطويسي ومحمد السميران محافظ الزرقاء، والعميد محمد أبو جسار مدير دفاع مدني الزرقاء، وأ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة.