أربعة شروط مختلفة تضعها فتح وحماس قبل بدء الحوارات الثنائية

حماس وفتح

غزة / سوا / استبق مسؤولون في السلطة الفلسطينية وحركة حماس ، وصول وفد حركة فتح إلى قطاع غزة، بهدف البدء بحوارات لإنهاء الانقسام، بوضع كل طرف للآخر خيارين اثنين لاختيار أحدهما، في الوقت الذي استمرت فيه أزمات السكان، خاصة مشكلة نقص الكهرباء والتحذيرات الطبية، بانتظار وصول طرفي الخلاف إلى حلول جذرية تنهي حقبة الانقسام المرير. 


وفي البداية طلبت حماس من وفد فتح بعد أن انتقدت مجددا الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، بحسم أمرهم بين ما اسمته «الشراكة مع أبو مازن في عدوانه على غزة، أو الانضمام إلى خيار القطاع المحاصر».


وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح صحافي، مخيرا وفد فتح الذي يستعد للوصول إلى غزة خلال الأيام القليلة المقبلة «على وفد مركزية فتح أن يحسم أمره، وأن يختار ما بين الشراكة مع أبو مازن في العدوان الرابع والمستمر على غزة وحصار أهلها، أو الانضمام إلى خيار غزة المحاصرة الغاضبة الثائرة، خيار الشعب الفلسطيني في مواجهة كل المؤامرات».بحسب ما أوردته صحيفة القدس العربي


وجاءت تصريحات برهوم هذه بعد يوم من اتهامه للرئيس عباس بأنه يقود بالوكالة «عدوانا رابعا» على قطاع غزة، بعد أن شن الاحتلال ثلاث حروب، من دون أن يحقق أي انتصار.


ولا تزال حركة حماس تواصل تنظيم المسيرات الليلية، في مناطق متفرقة في قطاع غزة، رفضا لتصريحات الرئيس عباس، حيث تحمله المسؤولية عن أزمات غزة، بعد تصريحاته الأخيرة.


وكان الرئيس عباس أكد قبل أيام جديته في تعزيز الوحدة الوطنية، موضحا أنه بصدد القيام بـ «خطوات غير مسبوقة» بشأن الانقسام خلال الأيام المقبلة.


وفي إطار رفض حماس لهذه التصريحات، أكد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في الحركة تصريحات الرئيس عباس بأنها تمثل «إفلاسا سياسيا واهتراء تنظيميا ولن تخيف أبناء شعبنا الفلسطيني». وقال خلال جلسة لنواب حركته أن ما يقوم به الرئيس «يمثل تحركات مشبوهة على المستويين الدولي والإقليمي». وأضاف «تهديداته ضد غزة تهدف لتقديم القرابين للرئيس الأمريكي خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة».


واعتبر أن ولاية الرئيس انتهت، وأن جميع الأعمال والإجراءات منذ يناير/ كانون الثاني 2009 «غير شرعية وباطلة».


وفي المقابل خيرت السلطة حماس بين الحلين اللذين يحملهما وفد مركزية فتح الذي يقوده محمود العالول ، نائب رئيس الحركة، ومن المتوقع أن يصل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى القطاع.


وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن وفد مركزية فتح الذي سيتوجه لقطاع غزة، سيضع حماس أمام خيارين من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.


وقال في تصريحات تلفزيونية أن الوفد سيطرح خيارين أولهما «حل حكومة الأمر الواقع، وتوفير الفرصة لحكومة الوفاق الوطني بتسليمها كافة المهام في القطاع».

واما الخيار الثاني فهو «الذهاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج منظمة التحرير، والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية».

وقال محذرا «في حال عدم موافقتها على أي من الخيارين فعليها تحمل مسؤولياتها في القطاع».


وانتقد هذا المسؤول الفلسطيني الرفيع حماس بشدة، ودافع عن فتح، حيث قال «في الوقت الذي تسعى فيه فتح إلى الحوار وإتباع كافة الوسائل لإنهاء الانقسام، تسعى حماس لتأييده (الانقسام) والانتقال به إلى الانفصال، عبر منح إشارات سياسية لحكومة الاحتلال بأنها جاهزة للحل الإقليمي الخاص بإقامة دولة في قطاع غزة، وتقاسم وظيفي في الضفة».


وشدد المجدلاني على أن قطاع غزة «جزء من الشعب الفلسطيني، وحماس فصيل سياسي لا يمكن أن يمثل الشعب الفلسطيني». وأضاف «عندما نتخذ إجراء معيناً، فهو باتجاه حركة سياسية انقلابية ما زالت تصر على انقلابها السياسي إلى اللحظة الراهنة».

وكان يشير إلى «الخطوات الحاسمة» التي قال الرئيس عباس سابقا إنه سوف يتخذها حال لم تتراجع حماس عن خطواتها. يشار إلى أن حماس كانت قد أعلنت سابقا عن موافقتها على حل «اللجنة الحكومية» التي شكلتها للإشراف على عمل وزارات غزة، حال قامت حكومة التوافق بكامل مسؤولياتها في القطاع، ووجهت في الوقت ذاته اتهامات للحكومة بعدم الاكتراث بمشاكل القطاع.


وشهدت الأيام الماضية، بعد تجديد الرئيس عباس تهديده لحماس باتخاذ «خطوات حاسمة» عدة مسيرات ضد سياساته، واتهمته بـ»التآمر» على غزة، وحملته المسؤولية عن أزماتها، وآخرها مشكلة الكهرباء، بعد توقف محطة التوليد عن العمل، بسبب الخلافات على طريقة شراء الوقود المخصص لها، وما تبعها من تحذيرات طبية حال استمرت الأزمة.


ومع تواصل تظاهرات حماس في غزة المنتقدة للسلطة والرئيس عباس، قال المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي، إن هذه تمثل «رسائل تهديد وابتزاز»، هدفها إفشال الحوار، لافتا إلى أنها انطلقت منذ الإعلان عن تشكيل وفد حركة فتح.


وأوضح أن الهدف من توجه وفد فتح للقطاع هو «إجراء الحوار مع حماس، والتأكيد على تمسك القيادة الفلسطينية وحركة فتح بالوحدة الوطنية، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل بمشاركة الكل الفلسطيني».


واتهم حركة حماس بأنها ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، كونها «لا تريد تحمل أية مسؤوليات تجاه القطاع»، مؤكداً أنها «متمسكة بثقافة اتهام الآخرين وحرق الصور»، وذلك على خلفية حرق صور الرئيس عباس في التظاهرات التي نظمتها حماس مؤخرا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد