مركز أبحاث إسرائيلي:الشرق الأوسط على فوهة بركان

معارك في الموصل

القدس / سوا / رأى "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية أن القصف الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات السورية بريف حمص فجر الجمعة لا يمكن أن يمر مرور الكرام، محذرًا  من تورط إسرائيل في حرب إقليمية حال استمرار التصعيد في سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا.

وكتب "بن مناحيم" في تحليله المنشور على موقع "مركز القدس للشئون العامة والسياسية" الأحد  :"الشرق الأوسط على فوهة بركان، خرج الرئيس الأمريكي ترامب في هذه المرحلة كمنتصر كبير في عيون الأمريكان والدول الغربية، لكن الوضع يمكن أن يتعقد. بشار الأسد معروف كرجل عنيد وثأري وكذلك الرئيس الروسي بوتين، لن يسامح بسهولة وسوف  يسعى لإثبات أنه أقوى زعيم في العالم وليس الرئيس ترامب".

وبعد الهجوم الذي استهدف بعشرات الصواريخ من طراز توماهوك قاعدة جوية سورية تمثل نحو 25% من القدرات الجوية للجيش السوري النظامي، هدد الأسد بالانتقام، كما هدد حزب الله واشنطن بأن الهجوم سيكون له انعكاسات خطيرة على مصالحها بالشرق الأوسط.

وقال المحلل الإسرائيلي :”أرادت الولايات المتحدة من خلال الهجوم في سوريا نقل رسالة للرئيس بشار الأسد، وإيران وكوريا الشمالية، صحيح أن الرسالة وصلت، لكن سيكون للهجوم تبعات على الوضع في سوريا وكذلك في تركيا، وأوكرانيا وأوروبا الشرقية، وكل هذا يتوقف على الرئيس بوتين".

واعتبر أن تعليق روسيا التفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن تنسيق الطيران في المجال الجوي السوري يمكن أن يؤدي لحوادث جوية بين الطائرات الأمريكية والروسية.

وقال "بن مناحيم" إن إسرائيل راضية عن الهجوم الأمريكي وحقيقة أن الرئيس ترامب تبنى موقفًا ضد "محور الشر" المكون من إيران وسوريا وحزب الله واتخذ خطوة عسكرية ضده.

وتابع مستدركا :”لكن روسيا أعلنت أنها ستدعم سوريا بمنظومة دفاع جوي، هذا التطور من شأنه أن يكون خطيرًا على إسرائيل حال حصلت سوريا مثلا على منظومة دفاع جوي من طراز إس-400 يمكن أن تعرض الطيران الإسرائيلي الذي يعمل أحيانًا في سماء سوريا للخطر".

ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستتأثر التفاهمات القائمة بين إسرائيل وروسيا بخصوص الطلعات الجوية الإسرائيلية في المجال السوري، والتي غالبًا ما تستهدف مخازن أسلحة معدة للنقل إلى تنظيم حزب الله في لبنان، وفقًا للرواية الإسرائيلية.

ولفت "بن مناحيم" إلى أن "تعليق التفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الطلعات الجوية في المجال الجوي السوري بعد إطلاق الصواريخ الأمريكية هو سابقة خطيرة يمكن أن تلقي بظلالها على التفاهمات بين إسرائيل وروسيا أيضا".

واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل ساعات من الهجوم الأمريكي على "الشعيرات"  برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، وقام بتوبيخه لإسراعه بإدانة نظام الأسد واتهامه بتنفيذ مجزرة بالسلاح الكيماوي في قرية خان شيخون بإدلب، دون انتظار  التحقيقات الدولية.

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن هذه المكالمة تعد إشارة أخرى مثيرة للقلق حول استمرار التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا في سوريا، وطلب تل أبيب من موسكو الحيلولة دون سيطرة إيران على مناطق سورية، وتوسيع نفوذها هناك.

وختم بالقول: "تلك التطورات خطيرة للغاية وتعقد  أكثرالحرب في سوريا، ومن شأنها أن تتحول إلى كرة ثلج تدهور الأوضاع وصولاً إلى اندلاع حرب إقليمية. على إسرائيل توخي شديد الحذر".
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد