المالكي: نتطلع إلى وضع قرارات قمة عمان موضع تنفيذ ومتابعة

رياض المالكي

البحر الميت/سوا/ قال وزير الخارجية رياض المالكي ، إننا نتطلع بشكل كبير إلى وضع قرارات قمة عمان موضع تنفيذ ومتابعة من أجل إعادة الاستقرار والأمن والعمل الجاد والمشترك الذي يتطلب دعم الصمود والتحرك السياسي بقيادة الرئيس محمود عباس

وأضاف المالكي في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الثامنة والعشرين في الجلسة المغلقة والذي تسلمت رئاسته الأردن، وذلك تمهيدا لعقد القمة بعد غد الأربعاء، إن مفصلية هذه القمة وأهميتها تنبع من عاملين أساسيين، الأول أن ما تشهده ساحتنا العربية والمنطقة بشكل عام من تحديات، وعدم استقرار أساسه الإرهاب المنفلت من عقاله، والذي يضرب  مقدرات وإمكانيات أمتّنا ودولنا، ويضعف ما له علاقة بالتنمية والاقتصاد، ومناحي الحياة، بل يجعل المنطقة بأكملها تعيش حالة من الإحباط والتخبط وتداخل الظروف، والتدخلات الاقليمية والدولية، الأمر الذي يحتاج ليس فقط إلى قرارات على أهميتها، وإنما لخطط، وآليات فاعلة وبإرادة قوية موحدة، من أجل التخلص من الواقع السائد، الذي لا يمكن استمرار السكوت عليه بسبب المخاطر الجمة الناتجة عنه.

وأشار إلى أن العامل الثاني، هو عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وتعقيدات تطوراتها السياسية والميدانية الناتجة عن تعنت الحكومة الاسرائيلية اليمينية، وإجراءاتها المتطرفة، وتبنيها بشكل كامل لتوجهات وأفكار المستوطنين، بما في ذلك استمرارها في هذا الاستيطان الذي يعيق وبشكل كامل كافة الجهود الدولية والمبادرات، التي تسعى إلى تحقيق تقدم في العملية السياسية، وتنفيذ الرغبة الأممية والإجماع الدولي لحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 و القدس الشرقية عاصمة لها، وحل كافة القضايا المتعلقة بالصراع العربي والإسرائيلي.

وتابع وزير الخارجية، ان أنظار أبناء شعوبنا العربية تتركز نحو قمتنا هذه، وكلهم وكلنا أمل أن تكون مميزة، بحجم التحديات المفروضة على أمتنا، والعمل بطريقة مبدعة وجديدة، تبدأ من توحيد الجهد العربي والاستفادة القصوى من قوة العامل العربي ودوره، وتأثيره في السياسة الدولية، والحياة الاقتصادية والتحالفات المتاحة من أجل إنجاز الأهداف المرجوة، ووضع الأسس الكفيلة لانطلاق تنمية حقيقية، تفضي إلى آفاق رحبة، علّها تشكّل أملا لهذه الأمة ودولها وشعوبها، بعد أن يتم تجاوز كل الأوضاع الميدانية الصعبة التي تمر بها الأمة، وخاصة الإرهاب الذي هو سبب كل هذه المصائب.

وأكد المالكي، أنه بالرغم من صعوبة الأوضاع على الساحة العربية، إلا اننا لم نلمس للحظة واحدة أن هناك تراجعا من طرف الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني، بل على العكس، أكد الجميع على أنها قضية مركزية عربية، ولا زال  القادة العرب والشعوب العربية، تقف وتستمر بالوقوف خلف الشعب الفلسطيني وقيادته، تقدم كل الدعم بكل أشكاله، ودون ذلك الدعم يصعب السير لوحدنا، والولوج الى الساحة الدولية والدبلوماسية العالمية، أو في تحقيق النصر النهائي الذي طال انتظاره وأن شعبنا الفلسطيني في الوطن يشكل أداة الصمود الحقيقية للوقوف في وجه كل مخططات الاحتلال وممارساته التي لا تخفى عليكم، والإجراءات اللاإنسانية والمخالفة للقانون الدولي، وتصرفاته وخطواته الاستيطانية الخطيرة، بما فيها المصادرة، ومشاريع الضم، وما تقوم به في القدس، من توجه خطير لتهويد المدينة وأماكنها المقدسة وتحديداً ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من تهويد، زد على ذلك انكارها، وعدم التزامها بما يصدر عن الشرعية الدولية، والمؤسسات الدولية ومجالس حقوق الانسان، والقرارات الدولية الصادرة سواء عن الجمعية العامة أو مجلس الأمن الدولي، وخاصة قرار 2334، الخاص بالاستيطان، وإدانته والدعوة إلى وقفه. والحالة هذه، فهو سيظل بحاجة إلى دعم صموده، وثباته على أرض وطنه، من أخوته وأشقائه.

وقال المالكي، إننا نتطلع بشكل كبير إلى وضع قرارات القمة العربية هذه، موضع التنفيذ والمتابعة من أجل، أولاً: إعادة الاستقرار والأمن وحل كافة المشاكل في العديد من الدول العربية، وثانياً: من أجل العمل الجاد والمشترك الذي يتطلب دعم الصمود، ودعم التحرك السياسي، والجهد الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس، على طريق إنهاء الاحتلال، والضغط الدولي على اسرائيل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن المشار إليه، والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشاد وزير الخارجية بالجهود التي قامت بها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وبقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لبدء مرحلة نهوض جديدة في العمل العربي المشترك، وتحقيق الأهداف بناء على المنطلقات المستندة الى عوامل التاريخ والجغرافيا والحضارة والدور الإنساني، لأمة عظيمة قادرة على أن تفرض وجودها بين الدول، كما كانت يوماً ما، وكما ستعود إليه في يوم قريب، وعسى أن يكون ذلك غير بعيد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد