بينت يمنع منح جائزة اسرائيل للرسم لفنان يساري

نفتالي بينت

القدس / سوا /  قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بعد عامين تماما من خطابه المثير للجدل والذي هاجم فيه "الحفنة" ومن "يقبلون التعويذات ويسجدون على قبور الأولياء"، يدفع الفنان والكاتب الاسرائيلي يئير غربوز الثمن – مع الفائدة. فقد علمت "يديعوت احرونوت" ان وزير التعليم نفتالي بينت منع منح جائزة اسرائيل له.

غربوز، الرسام والكاتب واليساري المخضرم، لم يخف ابدا مواقفه السياسية، ولكن الخطاب الذي القاه عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في 2015، نجح باثارة رجال المعسكر ضده، واعتبر احد الاحداث المؤثرة جدا في الانتخابات السابقة، واحد مسببات هزيمة اليسار.

ففي الخطاب الذي القاه قبل عشرة ايام من الانتخابات، تحدث غربوز عن "الحفنة"، وقال: "قالوا لنا بأن الشخص المقيت الذي قتل رئيس الحكومة، جاء من داخل حفنة من الناس المهووسين.. قالوا لنا بأن اصحاب القمصان الصفراء والرمز الاسود – رجال "كهانا على حق"، ومن يصرخون الموت للعرب هم حفنة – مجرد حفنة! ومن المؤكد ان اشرار بطاقة الثمن هم حفنة.. وقالوا لنا ان العنصريين الذين يهددون ويشتمون لا يمثلون المجتمع الاسرائيلي بتاتا، وانهم مجرد حفنة! ومن يعتقدون بأن الديموقراطية تعني استبداد الغالبية، هم حفنة".

ولامست بقية تلك الفقرة العصب الحساس بشكل خاص: "من يقبلون التعويذات، عبدة الأصنام ومن يسجدون على قبور الأولياء – مجرد حفنة! حتى من يتحرشون جنسيا ويغتصبون هم حفنة. وافراد الشرطة الذين انحرفوا والكذبة الذين كذبوا، لا يمثلون المجموع. اذا كان هؤلاء جميعا هم حفنة فقط، فكيف يمكن لهذه الحفنة ان تحكمنا؟ كيف تحولت تلك الحفنة الى غالبية، من دون أي ازعاج؟"

لقد تم التعامل مع خطابه كهجوم فظ وشديد ضد المتدينين وابناء الطوائف الشرقية واليمين كله، وأثار غضبا كبيرا وانتقادات قاسية.

ومنذ الانتخابات غاب غربوز قليلا عن اعين الجمهور وهدأت العاصفة؟ ومؤخرا اجتمعت لجنة جائزة اسرائيل للفنون وناقشت امكانية منحه الجائزة تقديرا لسيرته الفنية، لكن دستور الجائزة يحدد ان كل فائز في كل فئة يجب ان يحظى بتأييد كل اعضاء اللجنة، بالإجماع وبدون استثناء.

وقد اجتمع اعضاء اللجنة مرتين، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل الى اتفاق واجماع. لقد دعم ثلاثة من بين اربعة اعضاء منح الجائزة لغربوز، بينما عارض الرابع.

ويشار الى ان وزير التعليم بينت هو الوزير المسؤول عن الجائزة من قبل الحكومة، والدستور يحدد بأنه لا يتدخل في عملية اختيار اسماء المرشحين. ولكن في حال عدم اتفاق اعضاء اللجنة في مسألة ما يتم تحويل الموضوع اليه، ويمكن للوزير ان يأمر بعقد اجتماع اخر للجنة، او الغاء منح الجائزة في الموضوع المحدد. وبعد عدم نجاح لجنة فن الرسم بالاتفاق على المرشح، امر الوزير بينت بعدم الاجتماع مرة اخرى، والغاء منح جائزة الرسم لهذا العام، وبالتالي منع منح الجائزة لغربوز.

وقال مصدر مطلع انه لم يسبق لأي لجنة من لجان جائزة اسرائيل عدم الاتفاق على مرشح معين في كل فئات الجائزة، كما يندر جدا توجه اللجنة الى الوزير.

وقال مكتب بينت معقبا ان "الوزير بينت لم يكن ضالعا في أي مرحلة من مراحل عمل اللجنة، وعندما تم اعادة الموضوع اليه تصرف وفقا للنظم".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد