اعتاد نتنياهو  قبل تولي، دونالد ترامب الرئاسة في أميركا أن يُشبِّه الدولةَ الفلسطينية المقترَحة لمن يلتقي بهم من زعماء العالم بدولة، كوستاريكا، لأنها دولة صغيرة، تقع في أميركا الوسطى، وكان تشبيه نتنياهو لا يرجع، لأن عدد سكان كوستاريكا يقارب عدد سكان الفلسطينيين في الضفة و غزة ، أي خمسة ملايين، ولا، لأن مساحتها الجغرافية صغيرة، بل؛ لأن كوستاريكا، فكَّكت جيشَها وألغتْهُ بعد عام واحد من الإعلان عن قيام إسرائيل، أي العام 1949م، فهو يريد دولةً منزوعة السلاح.
عندما أُجبِر نتنياهو على طرح نظرية دولة فلسطين في جامعة بار إيلان 2009م، لم يُعطِ تفصيلاتٍ وافية عن هذه الدولة المقترحة، ظلَّ معتادا على طرح، حلِّ الدولتين عندما يُسافر إلى دول العالم، وحين يعود إلى حكومته، يبتسم ساخرا قائلا لأنصاره: لا تصدقوا ما أقول للعالم باللغة الإنجليزية، موقفي الحقيقي لا يكون إلا  باللغة العبرية فقط! 
أخيرا، اختار نتنياهو (دولة) أخرى، غير كوستاريكا، عرضها  للرئيس الأميركي، دونالد ترامب في زيارته الأخيرة، 14-2-2017 قال له: «دولة فلسطين المنشودة ستكون على غرار إمارة، أندورا.!!
(إمارة أندورا، من أصغر الدول في أوروبا، مساحتها حوالى خمسين ألف كيلومتر مربع، عدد سكانها ثمانون ألف مواطن، وهي دولة سياحية، تقع بين فرنسا، وإسبانيا. يزورها في كل عام عشرة ملايين سائح، عاصمتها، لافيلا، تقع على ارتفاع 1023 فوق سطح البحر، وهي ملجأ للمتهربين من الضرائب، ليست عضوا في السوق الأوروبية، لها برلمان، ورئيس وزراء).
الأهم من كل المعلومات السابقة عن دولة أندورا، أنَّ لها أميرَيْنِ، الأميرَ الأول، هو الرئيس الفرنسي، أما الأمير الثاني الصوري، إسباني هو الأسقف الديني، كونت أرغيل!
هذه الدولة لا تملك جيشا، وليس لها مطار، ولا سكك حديدية، كإمارة فلسطين بالضبط، تتكفل أسبانيا، وفرنسا بحمايتها!
عندما عرض نتنياهو فكرتَه على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان يبدو أن الرئيس، ترامب سمع بدولة، أندورا للمرة الأولى، فهو لا يعرفُ شيئا عنها!
لذا، فإنني أقترحُ على نتنياهو حتى تكتمل صيغة الإمارة الفلسطينية الجديدة أن يحكمها أميران، نتنياهو هو أمير العسكر، أما الأميرُ  الثاني، أميرُ الدعوة والحسبة، يجب أن يكونَ شيخا فلسطينيا، مسلما برتبة لواء متقاعد، أو قسيسا فلسطينيا مسيحيا، أو أن يكون عضو كنيست فلسطينيا محسوبا على فلسطين، باسمه وهويته، بشرط أن يولم، ويذبح كلَّ عام خِرافا بعدد سنوات تأسيس إسرائيل!
هكذا، نكون قد حللنا أزمة دولة فلسطين الواعدة، لتغدوَ إمارة فلسطين النتنياهوية حقيقة واقعية، يمكن تطبيقها على الأرض، باسم إمارة أندورا فلسطين!
للعلم فقط، ظهر مفهوم دولة فلسطين، إلى جانب إسرائيل، بوضوح على يد، البرفيسور اليهودي الأميري، الباحث، جيروم سيغال، رئيس مجموعة السلام في أميركا العام 1989 في كتابه، تكوين دولة فلسطين، البرفيسور سيغال، التقى الرئيس ياسر عرفات العام 1987 في تونس، وكان عرابا للتوافق بين منظمة التحرير وأميركا، وضع الأساس للمفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير، كان الإسرائيليون يسخرون منه، بمن فيهم نتنياهو نفسُه، يسمونه، هرتسل دولة فلسطين!
وضع، جيروم سيغال في ثمانينيات القرن الماضي الأسس الآتية لقيام الدولة الفلسطينية:
المفاوضات بين الطرفين، القدس عاصمة دولتين، وقف الاستيطان، أن تضع أميركا خطة لإنهاء الصراع بين الجانبين!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد