تقديرات إسرائيلية: التقارب بين مصر وحماس أدى إلى التصعيد الأخير والسبب!!

قصف إسرائيلي/ أرشيف

القدس /سوا/ من يتابع بيانات الجيش الاسرائيلي حول ما يحدث على حدود قطاع غزة سيفهم التغير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة على الوضع الأمني. 

حسب بيانات رسمية، في الأشهر الأخيرة وقعت 88 حالات اطلاق نار نحو آليات للجيش الاسرائيلي كانت تتجول قرب السياج الحدودي، إضافة إلى ان اطلاق الصاروخ الأخير نحو اسرائيل يوم السبت الماضي هو الخامس خلال الشهر الحالي، وذلك حسب تقرير نقله موقع أطلس للدراسات الإسرائيلية عن موقع (نيوز ون) العبري.

وقال التقرير: " خرق اتفاق اطلاق النار بين اسرائيل و حماس ، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بعد عملية الحرب الإسرائيلية  الأخيرة على غزة صيف 2014على يد منظمات متمردة داخل قطاع غزة معنية بالمساس بحكم حركة حماس وجرها لمواجهة عسكرية جديدة مع اسرائيل". 

وأضاف: " حسب تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية، أعادت حماس فعليًا بناء قدرتها العسكرية التي تضررت في الحرب الأخيرة، لكن ليس لديها الآن مصلحة بتصعيد الوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل لأسبابها الداخلية".

وأشار التقرير إلى أن "التقارب بين مصر حماس هو من أدى لتصعيد على الحدود الجنوبية مع اسرائيل بشكل غير مباشر،  في إطار التفاهمات الأمنية مع مصر، التزمت حركة حماس بالعمل ضد التنظيمات السلفية التي تدعم داعش داخل قطاع غزة و تساعد فرع التنظيم في شمال سيناء".


السلفيون مسؤولون عن التصعيد

ولفت التقرير إلى أنه في الأسابيع الماضية " اعتقلت الأجهزة الأمنية بغزة حوالي 8000 ناشطًا سلفيًا في القطاع". حسب مصادرللموقع، فإن العشرات منهم متورطون في إنتاج صواريخ واطلاقها نحو اسرائيل والجزء الآخر في مساعدة فرع داعش في سيناء بإقامة بنى تحتية سلفية جهادية في القطاع.

وأوضح الموقع أن " المعلومات التي جمعت منهم في التحقيقات تم تحويلها للاستخبارات المصرية من أجل ارضاء مصر وإبداء حماس استعدادها ل فتح صفحة جديدة في العلاقات مقابل تخفيف الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح بشكل افضل من ذي قبل".

صحيفة "المدن" نقلت في 19 مارس حسب مصادر في حماس أنه بالمجمل يعمل في غزة 8 تنظيمات سلفية جهادية مختلفة تضم حوالي 2000 شخص. النواة الصلبة المعتقلة بيد أجهزة الأمن بغزة بلغ عددهم 70 ل 120 معتقل مشتبه بهم بالتخطيط لهجمات في أماكن عامة، محلات، صالونات حلاقة نسائية ومقاهي في القطاع. أحد المعتقلين اعترف أنه تلقى تعليمات مباشرة من تنظيم داعش في سوريا، ومعتقل آخر اعترف أنه وضع عبوة ناسفة في مبنى تدريب للذراع العسكري لحماس في دير البلح.

حسب أحد التقارير، الصواريخ التي أطلقت على يد السلفيين نحو إسرائيل تعود لتنظيم حماس والجهاد الاسلامي. النشطاء السلفيين، الذين استقال جزء منهم من حماس، يتسللون خلال ساعات الليل للأماكن التي يتم دفن القاذفات بها بالأرض، يجهزونها للإطلاق عن طريق ساعة مؤقتة ويفرون.

هذا وقد اتضح أنه رغم أن يحيى السنوار، القائد الفعلي للذراع العسكري لحماس، الذي انتخب ليصبح قائد جديد للذراع العسكري لم ينجح بكبح نشاطات التنظيمات السلفية "المتمردة" ضد اسرائيل.

وتابع الموقع: " مصادر في حماس نقلت قبل اسبوعين أن يحيى السنوار سيتعامل مع التنظيمات السلفية بيد من حديد وذلك للحفاظ على الهدوء على الحدود مع اسرائيل، لكن استمرار اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل يعكس انه لم ينجح حتى الآن بكبح تلك التنظيمات".

وأضاف أنه في الأيام الأخيرة بدأ تصعيد في نشاطات التنظيمات السلفية ضد إسرائيل من أجل محاولة تسخين الحدود من جديد وذلك في أعقاب إجراءات اتخذتها الأجهزة الأمنية لحماس ضدهم.

الطرفان غير معنيان بتصعيد

في البداية اتخذت اسرائيل سياسة الرد الهجومي مقابل أي اطلاق صاروخ للتنظيمات "المتمردة" وذلك لإجبار حركة حماس لتحمل المسؤولية، لتطبيق سيادتها في قطاع غزة ومنع اطلاق الصواريخ. لكن قبل اسبوع نقلت حركة حماس رسالة تحذير لإسرائيل انها ستغير سياساتها وستتخذ سبل رد جديدة على أي قصف لسلاج الجو الاسرائيلي في القطاع، حسب مبدأ "صاروخ مقابل صاروخ، وموقف مقابل موقف.

الرسالة التي نقلت في أعقاب قصف إسرائيلي مكثف تسبب باغتيال مجموعة نشطاء للذراع العسكري في أحد الانفاق في القطاع. وحسب مسؤولين، اسرائيل قررت الاعتدال بالرد العسكري على اطلاق الصواريخ التي تطلقها التنظيمات السلفية لإسرائيل وذلك لأنها لا تريد تصعيد الوضع الامني في القطاع. اسرائيل أيضًا ليس لديها أي مصلحة الان بالخروج لجولة قتال جديدة في غزة.

وبذلك فإن المصلحة لمنع حرب أخرى في القطاع هي مصلحة مشتركة بالنسبة لإسرائيل ولحماس، يمكن الترجيح أن الطرفان سيبذلان جهودًا لتهدئة الوضع الامني، بشكل متناقض خُلقت وحدة مصالح مؤقتة فقط بينهما. الأمر انعكس ايضًا في تصريحاتهم، خليل الحية، نائب المكتب السياسي لحماس قال قبل عدة أيام أن حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وغير معنية بحرب".

وزير الأمن افيغدور ليبرمان أيضًا أوضح في وسائل الإعلام أن "إسرائيل ليس لديها أي نية بالاستباق لخطوة عسكرية في القطاع. دلائل على ذلك يمكن رؤيتها عن طريق زيادة الدوريات على طول السياج الحدودي للقطاع في محاولة للعثور على مطلقي الصواريخ وتشديد الضغط على التنظيمات السلفية في غزة.

وأردف التقرير: "الشارع الغزي يتابع بقلق هذه التطورات، سكان القطاع ليس لديهم أي مصلحة بحرب اخرى مع اسرائيل. الاسبوع الماضي فقط وصل لمئات عائلات القطاع من السلطة الفلسطينية اموال وصلت من دول الخليج لإعادة اعمار بيوتهم التي هدمت في عملية الجرف الصامد. وهناك توقعات من قبل السكان في غزة ان حركة حماس ستنجح في السيطرة على الوضع والتنظيمات السلفية".

وختم الموقع تقريره قائلا: " يحيى السنوار ما زال في بداية طريقه السياسي الجديد ومن المرجح أنه سيتصرف حسب مزاج الجمهور الغزي  من اجل ان يثبت قيادته".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد