هل أذابت زيارة الرئيس عباس جليد العلاقات بين القاهرة ورام الله؟
غزة / محمود البزم/ خاص سوا/ شكلت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جمهورية مصر العربية ولقاءه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تطوراً مهماً، لا سيما في ظل ما تردد مؤخراً عن توتر العلاقة بين الجانبين.
واجتمع الرئيس عباس، امس الاثنين، مع رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وذلك في مقر قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة.
وأثار منع السلطات المصرية لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب من دخول أراضيها، أواخر الشهر الماضي، تساؤلات حول مستقبل العلاقة المصرية مع القيادة الفلسطينية.
وذكرت "هآرتس" العبرية، في وقت سابق، أن تدهور العلاقة يعود لمعارضة الرئيس عباس مبادرة سلام حاول نتنياهو دفعها إلى جانب السيسي، ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، إضافة لعدم موافقته على عقد لقاء قمة مع زعماء عرب آخرين، الأمر الذي أغضب القاهرة ودفعها لطرد الرجوب.
مستشار الرئيس للشؤون الدينية د. محمود الهباش قال إن السلطة الفلسطينية لم تشكك أبداً في علاقتها الاستراتيجية مع مصر، مؤكدا على قوتها ومتانتها، بالرغم من وجود تباين في وجهات النظر.
وأضاف الهباش في حديث خاص مع وكالة سوا الإخبارية " حتى إن حصلت بعض الخلافات هنا وهناك، فإن ذلك لا يعكر صفو العلاقات في بعدها الاستراتيجي على الأقل" .
وأكد الهباش أن الزيارة تأتي في إطارها الاعتيادي كجزء من التنسيق المستمر مع القيادة المصرية، مشددا على أن مصر لم ولن تكون إلا مع الموقف الفلسطيني والشرعية الفلسطينية.
وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد والذي حضر لقاء الرئيس عباس بالسيسي أنه جرى الاتفاق على ضرورة التحرك دولياً خاصة في ظل الزيارات القريبة للرئيسين الفلسطيني والمصري والملك الأردني للولايات المتحدة.
وقال الأحمد: " تم الاتفاق أيضا على ضرورة التحدث بلغة موحدة كأمة عربية مع المجتمع الدولي، فيما يتعلق بقضيتنا، وتهيئة الظروف لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأضاف أن " القمة تناولت الاستعدادات حول القمة العربية (28) والتي ستعقد في الأردن الشهر الجاري، وأكدت على ضرورة الخروج بقرارات موحدة لتنقية الأجواء وتعميق التنسيق العلاقات الثنائية المصرية الفلسطينية في المجالات كافة".
من جهته أكد المختص بالشأن الفلسطيني طلال عوكل ان زيارة الرئيس عباس للقاهرة اذابت جليد العلاقات ، معتقداً ان الأمور ستعود لمجاريها حتى ولو بقيت بعض النقاط العالقة بين الجانبين.
وقال عوكل لـ"سوا" أنه لا مجال لان تنحكم العلاقة لحالة توتر مستمر بحكم الجغرافيا والتاريخ والسياسة.
وبين أن الطرفين لا يستطيعان الاستمرار في دفعها الى القطيعة، خصوصاً وأن هناك قمة عربية مقبلة ، مشيراً الي ان هناك جهد امريكي باتجاه المفاوضات ما يلزم وجود تفاهم مشترك.
وأوضح أن قضية فلسطين تفرض نفسها على كل العرب نظرا لمركزيتها، مشيرا إلى أن تاريخ مصر مرتبط بتاريخ هذه القضية، وهي خاضت حروب ودفعت أثمان كبيرة من أجلها، وبالتالي عمق ذلك التلازم يعكس تأثير كل طرف على الأخر.
وتابع: " لا أحد يستطيع تجاهل أن زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة ولقاءه ترامب أحدثت تأثيرا نسبياً لدى الإدارة الأميركية، التي أوشكت على نقل السفارة للقدس، ولكنها عادت وترددت وأخذت تبحث عن مخارج"، مؤكدا على أهمية الدور العربي في التأثير على توجهاتها.