جامعة الأزهر تمنح درجة الماجستير في العلوم السياسية للباحث مصطفى الرزاينة
غزة / سوا / خلصت دراسة بحثية إلى أن إيران دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، وتتبنى النهج الواقعي في سياستها الخارجية القائمة على بناء القوة والمصلحة القومية والبراغماتية في التعامل مع الخارج، وتمتلك كل المقومات التي تؤهلها للعب دور إقليمي، خاصة في المنطقة العربية التي تعيش حالة من الفراغ.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية تخصص العلوم السياسية، اليوم، للباحث مصطفى زهير الرزاينة، بعنوان "السياسة الخارجية الإيرانية وأثرها على المستقبل السياسي لليمن خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى 2015م"، في برنامج الدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة الأزهر بمدينة غزة، والتي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من الدكتور رياض العيلة مشرفاً ورئيساً، الدكتور كمال الأسطل مناقشاً داخلياَ والدكتور عدنان أبو عامر مناقشاً خارجياً.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة بما يتناسب مع عنوان ومحتوى الدراسة، من خلال طرح السؤال الرئيس والمعنون بـ "ما هي انعكاسات السياسة الخارجية الإيرانية على المستقبل السياسي لليمن"، الذي ينبثق عنه أسئلة فرعية أبرزها "محددات السياسة الخارجية الإيرانية بعد ثورة الخميني سنة 1979م، وحدود علاقة إيران باللاعبين الأساسيين في اليمن سواء كانوا داخليا أم خارجيا، وأثر ومستقبل التنافس الإقليمي على وحدة واستقرار اليمن"، والتي شكلت الإجابة على هذه الأسئلة محور الدراسة.
واستخدم الباحث الفلسطيني في دراسته، المنهج الوصفي التحليلي من حيث المحددات والأهداف والأدوات وتحليل مضمون الخطابات والبيانات المتعلقة بموضوع الدراسة, كذلك استشراف مستقبل الأزمة اليمنية في ضوء التطورات اليمنية.
وخلص الباحث إلى أن قوة السياسة الخارجية الإيرانية يجعلها قادرة على فهم المتغيرات الإقليمية والدولية وصناعة التحالفات . لافتاً إلى أن دول الخليج لم تحسن قراءة المشهد السياسي الإقليمي بشكل جيد وخاصة بما يتعلق بالأزمة اليمنية مما زاد التحديات على الصعيد الأمني في ظل عدم وجود رؤية مشتركة تجاه الأزمة في اليمن.
واستنتج الباحث أن الأطراف اليمنية الداخلية تلعب دوراً مهماً في تأجيج الصراع بين إيران والسعودية في ظل استقواء معظم الأحزاب السياسية اليمنية بالخارج لحل المشاكل الداخلية في اليمن.
وتوصل الباحث في دراسته، إلى أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغياب العدالة وهيبة الدولة في اليمن تعد من أهم الأسباب التي أدت لانكشاف اليمن على التدخلات الإقليمية. موضحاً أنه من الصعب إيجاد حل للأزمة اليمنية نتيجة الاستقطاب الإقليمي والدولي وعدم تلاقي الإرادات المحلية والدولية لإنهاء الأزمة اليمنية.
وتوصل الباحث إلى أن سيناريو بقاء اليمن كأقاليم متحاربة على المستوى القصير والمتوسط هو الأرجح ما سيقود في النهاية إلى الانفصال.
وأثنت لجنة المناقشة والحكم على الباحث والمجهود الذي بذله، ومن ثم منحته درجة الماجستير. وحضر المناقشة عائلة الباحث، وحشد من الطلبة، والأكاديميين، وشخصيات اعتبارية سياسية وعسكرية ومجتمعية وزملاء الباحث.