الطيب عبد الرحيم: لقاء الرئيس عباس والسيسي يؤكد رسوخ العلاقات بين البلدين

الطيب عبد الرحيم

رام الله /سوا/ قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن تونس ما كانت يوما لنا محطة عابرة بل واحة لاستراحة المحارب قليلا، وأُفقاً لنرى فلسطين أقرب لنمضي على ذات الطريق التي لم نحد عنها يوما بقرارنا المستقل، طريق الكفاح الوطني.."

وأضاف في كلمته بالإنابة عن الرئيس محمود عباس ، إننا اليوم نمر بأصعب مراحل كفاحنا الوطني، ونواجه أخطر التحديات والمؤامرات التي تحاول النيل من معنويات شعبنا ومن الشرعية الفلسطينية، وأن الحراك السياسي الأخير أسقط الثرثرة الإسرائيلية القائمة على الوهم.

ونقل عبد الرحيم، تحيات الرئيس محمود عباس، وتهانيه لتونس الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً لمناسبة يومها الوطني الجليل، وأصدق التمنيات بدوام عزها ورفعتها وتقدمها على طريق التنور والازدهار والانتصار على الإرهاب خاصة، وقد أنجزت تونس الشقيقة مهمتها التاريخية بالتحول الخلاق نحو دولة القانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

واستذكر عبد الرحيم، بهذه المناسبة، كلمات الشهيد القائد الراحل "أبو عمار": "ما كانت تونس لنا محطة عابرة، بل واحة لاستراحة المحارب قليلا، وأُفقاً لنرى فلسطين أقرب لنمضي على ذات الطريق التي لم نحد عنها يوما بقرارنا المستقل، طريق الكفاح الوطني.."، وكلمات الشاعر الراحل الكبير محمود درويش: "نقفز من حضنها إلى موطئ القدم الأول، بعدما تجلت لنا فيها في البشر والشجر والحجر صور أرواحنا المعلقة كعاملات النحل على أزهار السياج البعيد".

واستعرض أمين عام الرئاسة، المحطات التاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وقال: " لقد وفرت تونس برعاية من الرئيس الحكيم بورقيبة لتواجد منظمة التحرير بقيادة الأخ أبو عمار كل احتياجاتها ومتطلباتها بكل احترام وتقدير لأي قرار فلسطيني ولكل خطوة باتجاه الوطن، كما وفرت البيئة الحاضنة اللازمة دون أي تدخل أو أدنى تقصير لتُعبِّر فلسطين عن إرادتها الحرة وقرارها المستقل الذي يخدم المصالح العليا ويؤسس للغد والمستقبل الفلسطيني وفق ما يراه ويقره الفلسطينيون لأنفسهم بعد سنوات طويلة من النضال والصمود ضد محاولات التدخل والاحتواء ومصادرة القرار.

وقال: "اليوم نمرّ بأصعب مراحل كفاحنا الوطني، ونواجه أخطر التحديات والمؤامرات التي تحاول النيل من معنويات شعبنا ومن الشرعية الفلسطينية، الوطنية والدستورية والنضالية، بمخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف أولاً ومؤتمرات التجميع المحمومة من المدفوعين والمدفوع لهم ثانياً، وإننا نرى أن كل هذه المخططات وهذه المؤامرات إنما تتواصل لأن نضالنا الوطني وبخاصة عبر حراكنا السياسي المنظم والعقلاني والحكيم والذي يقوده الرئيس أبو مازن بات يراكم الإنجازات ويؤتي ثماره المرجوة تباعاً".

وأكد الطيب عبد الرحيم، في هذا الخصوص، على أن الثوابت الفلسطينية واضحة، وقال: "إننا نتجاوب بكل الثقة بالنفس مع كل المساعي لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأشار الى أن الحراك السياسي الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية له من الأهمية البالغة ما لا يمكن تجاهله، لأنه أسقط وعلى نحو حاسم الثرثرة الإسرائيلية القائمة على الوهم أساساً بأن شمس الشرعية الفلسطينية قد بدأت تغرب، وبنفس القدر أسقط هذا الحراك الخطب الموتورة لمؤتمرات التجميع المحمومة مدفوعة الأجر في حياة ريجنسي في فرنسا وتركيا والتي حاولت ذات الغاية التآمرية.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة كما أوردتها وكالة "وفا":

سعادة السفير الحبيب بن فرح

أصحاب المعالي والسعادة

السيدات والسادة

الحضور الكريم

اسمحوا لي بداية أن أنقل لكم أطيب تحيات الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن مع أجمل التهاني والتبريكات لتونس الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً لمناسبة يومها الوطني الجليل وأصدق التمنيات بدوام عزها ورفعتها وتقدمها على طريق التنور والازدهار والانتصار على الإرهاب خاصة وقد أنجزت تونس الشقيقة مهمتها التاريخية بالتحول الخلّاق نحو دولة القانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

والحق أنها لمفخرة عربية بامتياز، نراها في فلسطين بشارة نصر لنا حتما، لأن اشقاءنا يكبرون في هذا العصر بمواجهة مختلف تحدياته ويتقدمون في دروب المستقبل بمنتهى العزم والإصرار الوطني والإنساني على البناء الأمثل والحياة الأجمل.

واسمحوا لي أيضا أن ألتمس من القصيدة شيئا من لغتها لأن تونس تستحق لغة الجماليات وأكثر، ولأننا كلما قلنا تونس تآلف ياسمينها أطواقا من المحبة والألفة والسخاء حول أعناقنا لنظل نتنفس عطر هذا الياسمين الحي، ولنتذكر ما قاله الرئيس الخالد فينا الأخ أبو عمار... ما كانت تونس لنا محطة عابرة، بل واحة لاستراحة المحارب قليلا، وأُفقاً لنرى فلسطين أقرب لنمضي على ذات الطريق التي لم نحد عنها يوما بقرارنا المستقل، طريق الكفاح الوطني، ولهذا لم نخرج من تونس إلى هجرة أخرى، بل كنا وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش نقفز من حضنها إلى موطئ القدم الأول، بعدما تجلت لنا فيها في البشر والشجر والحجر صور أرواحنا المعلقة كعاملات النحل على أزهار السياج البعيد، وقد صدقت نبوءة الشاعر حين قال لتونس، غدا سنلتقي على أرض اختك فلسطين، وها نحن نلتقي يا تونس على أرض اختك بعد أن امتزج دمنا في حمام الشط لنحتفي سوية بعيدك الوطني الذي يسمح لنا بأعظم أحلام الحرية والاستقلال .

لقد وفرت تونس برعاية من الرئيس الحكيم بورقيبة لتواجد منظمة التحرير بقيادة الأخ أبو عمار كل احتياجاتها ومتطلباتها بكل احترام وتقدير لأي قرار فلسطيني ولكل خطوة باتجاه الوطن كما وفرت البيئة الحاضنة اللازمة دون أي تدخل أو أدنى تقصير لتُعبِّر فلسطين عن إرادتها الحرة وقرارها المستقل الذي يخدم المصالح العليا ويؤسس للغد والمستقبل الفلسطيني وفق ما يراه ويقره الفلسطينيون لأنفسهم بعد سنوات طويلة من النضال والصمود ضد محاولات التدخل والاحتواء ومصادرة القرار.

أيتها الأخوات ...أيها الإخوة

لن نكف عن الأحلام العظيمة وتونس معنا، لأننا ندرك كم هي واقعية أحلامنا وكم هي ممكنة التحقق لأن تضحيات شعبنا تجعلها كذلك، ولأن هذه التضحيات لن تذهب هباء، ولأننا متمسكون بالثوابت وماضون في طريق الحرية ذاتها / وإذا كنا اليوم نمرّ بأصعب مراحل كفاحنا الوطني، ونواجه أخطر التحديات والمؤامرات التي تحاول النيل من معنويات شعبنا ومن الشرعية الفلسطينية، الوطنية والدستورية والنضالية، بمخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف أولاً ومؤتمرات التجميع المحمومة من المدفوعين والمدفوع لهم ثانياً، فإننا نرى أن كل هذه المخططات وهذه المؤامرات إنما تتواصل لأن نضالنا الوطني وبخاصة عبر حراكنا السياسي المنظم والعقلاني والحكيم والذي يقوده الرئيس أبو مازن بات يراكم الإنجازات ويؤتي ثماره المرجوة تباعاً، فمنذ فترة كان لنا في مجلس الأمن الدولي وبعد خمس وثلاثين عاما القرار رقم 2334 المناهض للاستيطان الإسرائيلي البغيض تصديقا للخطاب السياسي الفلسطيني: بأن هذا الاستيطان هو العقبة الكأداء في طريق السلام العادل، قبل ذلك كان لنا قرار الجلوس على مقعد الدول في الأمم المتحدة، وان كان بصفة مراقب ومن ثمّ رفع العلم الفلسطيني، وبالأمس كان الرقم الفلسطيني الصعب، رقم الشرعية الفلسطينية، الذي كرسه شعبنا وبايعه، ليؤكد مرة أخرى استحالة تجاوزه، بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس أبو مازن والذي وجه الرئيس ترامب خلاله دعوة للرئيس أبو مازن لزيارة البيت الابيض للبحث في سبل إحياء عملية السلام، لقد كانت مكالمة الرئيس ترامب مع الرئيس أبو مازن واعدة، وسريعاً أرسل الرئيس الأمريكي مبعوثه السيد جرينبلات ليلتقي الرئيس أبو مازن وليستمع إلى ثوابت الموقف الفلسطيني.

كان اللقاء استكشافياً ومشجعاً، فقد أكد السيد الرئيس على موقفنا الثابت وهو حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي نتطلع لمؤتمر القمة في عمان ليؤكد على تنفيذها من ألفها إلى يائها وليس العكس.

وأود أن أؤكد لكم أن ثوابتنا واضحة، ونتجاوب بكل الثقة بالنفس مع كل المساعي لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية.

نتفهم تخوفات البعض عندما يسترجع ذكريات سابقة عن تضييع الوقت لكنني أؤكد أنه عندما تتجاوب القيادة الفلسطينية برئاسة الأخ أبو مازن مع كل المساعي لإنصاف شعبنا ونيل حريته فذلك دون انحراف البوصلة أو الانجرار إلى دهاليز التسويات المنقوصة والمشبوهة والمشوهة التي قبلها البعض على نفسه باستمرار الانقسام والعمل على تعميقه بكل الطرق والأضاليل لضرب م.ت.ف وإنهاء المشروع الوطني وبإصرارهم على إقامة الدولة في غزة بإجراءات مدروسة عبروا عنها ذات يوم بالكونفدرالية وبتبريرات واهية ونفي كاذب لأبعاد الوقائع على الأرض التي تؤكد ذلك، ويريدون من الآخرين أن يشاركوهم فيها لإبعاد الشبهة ولفترة محددة حتى ينتهي الغرض لكن الجميع رفض الانسياق وراء هذا المخطط بتشكيل ما يسمى "لجنة إدارة قطاع غزة".

أيتها الأخوات، أيها الإخوة

إن هذا الحراك السياسي الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية له من الأهمية البالغة ما لا يمكن تجاهله، لأنه أسقط وعلى نحو حاسم الثرثرة الإسرائيلية القائمة على الوهم أساساً بأن شمس الشرعية الفلسطينية قد بدأت تغرب، وبنفس القدر أسقط هذا الحراك الخطب الموتورة لمؤتمرات التجميع المحمومة مدفوعة الأجر في حياة ريجنسي في فرنسا وتركيا والتي حاولت ذات الغاية التآمرية.

إننا اليوم بصدد الاشتباك الأصعب على هذا الصعيد، ولن نتوهم نزهة في دروبه، لا سيما أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو ما زالت تتهرب بكل الطرق وتعلن أن الاستيطان من ثوابتها التي لا تقبل التفاوض وتعمل على فرض نظام الأبرتهايد، وهو أمر لن نقبل به ولا العالم بأي حال من الأحوال.

الحفل الكريم

لا يشتد الصراع مع الباطل كما حدث في جنوب إفريقيا إلا حين تلوح نهايته في الأفق ويبدو آخر النفق، وإنها لفرصة تاريخية اليوم ونحن ذاهبون إلى القمة العربية في الأردن الشقيق، أن نعيد ترتيب أوراقنا العربية بالحوار الهادئ والبناء على أسس الرؤية الصائبة، وفي مقدمة ذلك حلُ القضية الفلسطينية وتحقيقُ السلام العادل، لأن في ذلك مفتاح الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية، وأن الأمن القومي لن يتحقق إلا عبر هذه الطريق، ولدينا اليوم المبادرة العربية للسلام، ومؤتمر باريس، وقرار مجلس الأمن 2334 ولدينا ما يشبه الإجماع الأوروبي، المؤيد لحل الدولتين، وهناك اعترافات برلمانية دولية تتوالى بدولة فلسطين، وعلى هذا الصعيد افتتحت الفاتيكان الصديقة سفارة فلسطين في قلب الفاتيكان في أول سابقة من نوعها، وهناك اليونسكو ومنظمات دولية أخرى وتقرير الاسكوا الذي رفعته الفارسة ريما خلف وتم سحبه تحت الضغط حتى إشعار آخر بالرغم من كل الوقائع الدامغة لنظام الأبرتهايد الاحتلالي، مما يعني أننا أمام واقع ينبغي حسنُ استغلاله على نحو إيجابي، لصالح فرض السلام العادل، بقوة وحدة الموقف العربي إلى جانب مشروع دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية وبحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الأممي 194 ومبادرة السلام العربية، ومن هنا أيضاً تأتي زيارة السيد الرئيس لجمهورية مصر العربية اليوم ولقاؤه بأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لتؤكد وحدة الهدف وعمق وصفاء ورسوخ العلاقات المصرية الفلسطينية أولاً والتنسيق السياسي على ضوء التطورات الأخيرة ولكي يخرج مؤتمر القمة العربية بوحدة تستطيع أن تواجه ما يحاك لها من مؤامرات النيل من استقرارها ومحاولات تفتيتها بالإرهاب البغيض.

وبقدر ما ندرك ونتطلع إلى هذه الوحدة في الموقف العربي وضرورتِها القصوى إلى جانبنا وضد الإرهاب، ندرك ونتطلع ونعمل على إنهاء الانقسام القبيح أولا، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في آن واحد، وفي هذا السياق لا بد من تجديد الأطر الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعقد المجلس الوطني سواء بدورة عادية أو بمجلس جديد إذا ما جاءت حماس إلى درب الصواب الوطني وتخلت عن تبعيتها ومشروع الدولة المسخ.

السيدات والسادة

إن خياراتنا واضحة وجلية في هذا المضمار ولا سبيل أمامنا سوى الحوار لمن يؤمن به لمعالجة كل خلل في ساحتنا الوطنية، فخيارات العنف والقمع والعسف ليست إلا خيارات المشاريع التصفوية، ولأننا شعب الأمل وصناع مقوماته الواقعية لن نحيد عن درب توحيد شعبنا طال الزمن أم قصر.

مرة أخرى نرفع لتونس الشقيقة أسمى آيات العرفان بالجميل والمحبة والوفاء وخالص التهاني والأمنيات بدوام العز والرفعة وكل عام وتونس العزيزة رئيسا وحكومة وشعبا بألف خير وعافية وازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد