67-TRIAL- لعلي احد أهم نتائج  الحرب علي غزة هو المشروع السياسي الذي تبلور في الأيام  الأخيرة  للحرب , عندما قررت القيادة الفلسطينية عدم الرجوع إلي المفاوضات العبثية ووضع برنامج سياسي شامل ومتكامل لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية , وعرض هذا المشروع  علي كافة الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير والفصائل الأخرى خارج المنظمة واخذ موافقتها علي التحرك الدولي وفق هذه الرؤية الفلسطينية الموحدة , وكان نتاج هذا المشروع التحرك السياسي الدولي علي المستوي الدبلوماسي الرسمي والشعبي , من خلال الجولات التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكثير من الدول العربية والأوروبية لحشد الدعم والتأييد لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي احتلت عام 67 وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف , وحل كافة القضايا العالقة الأخرىمثل اللاجئينوالمياه والمستوطنات والحدود . 
أن المعركة السياسية والقانونية التي تخوضها القيادة الفلسطينية في أروقة مجلس الأمن  ضد استمرار الاحتلال هي بمثابة وضع العربة أمام الحصان ، إما القبول بقرار دولي من مجلس الأمن يضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال أو الذهاب لكافة المنظمات والمعاهدات الدولية ، وهنا يجب علي الجميع تحمل مسؤوليته السياسية والوطنية بالوقف صف واحد خلف القيادة الفلسطينية وتقديم كافة أشكال الدعم والتأييد لها في مواجهة التصريحات  والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية وتفويت الفرصة علي أي محاولة إسرائيلية لاستدراج المقاومة الفلسطينية للتصعيد في غزة للخروج من الأزمة الدولية ، وتوحيد الصف الفلسطيني بما يضمن تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطيني من أدارة الشأن العام في غزة ، والإسراع في إعادة الأعمار , ورفع مستوي دخل المواطن الفلسطيني بغزة , وتقوية الجبهة الداخلية ودعم صمود الشعب الفلسطيني, من خلال الكف عن التصريحات الإعلامية الغير مفيدة في هذا التوقيت , وإفشاء لغة الوحدة الوطنية والبعد عن كل لغة التخوين والتشكيك التي توتر الجبهة الداخلية وتساعد علي الهجوم علي القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس .
إن التحرك السياسي التي تقوده القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو شكل آخر من أشكال النضال و الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي, يهدف إلي تعرية حكومة اليمين المتطرف في المحالف الدولية , ووضعها في الزاوية إما القبول بقرار دولي من مجلس الأمن يحدد جدول زمني لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف , أو انضمام فلسطين إلي كافة المعاهدات والمنظمات الدولية وبالأخص معاهدة روما التي أنشئت محكمة الجنايات الدولية , بما ضمن محاكمة كل مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمين حرب عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني خلال سنوات الاحتلال , وهنا تمكن الحكمة والحنكة السياسية في القدرة علي توظيف أوراق الضغط علي الإدارة الأمريكية ومعها الحكومة الإسرائيلية , من خلال استخدام ورقة الانضمام لكافة المعاهدات والمنظمات الدولية كورقة ضغط قوية في مواجهة التعنت الإسرائيلي في المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية .
أن السياسة تعرف بأنها فن الممكن , بمعني فن تحقيق الممكن بأفضل طريقة من خلال استخدام كافة أوراق الضغط المتوفرة بين يدك لضمان الحصول علي اكبر نتائج  وفق الأهداف والرؤية التي وضعتها القيادة السياسية والشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
231

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد