غزة: فتيان وفتيات يوقعون كتابهم "بيوت بلا أعمدة"

none

خان يونس/سوا/ وقع 12 فتى وفتاة من مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس جنوب قطاع غزة ، اليوم الاثنين، كتابهم التوثيقي " بيوت بلا أعمدة 2" والذين وثقوا خلاله  30 قصة صحفية لأقرانهم الأطفال أثناء وبعد حرب 2014.

جاء ذلك خلال حفل توقيع وتكريم للمشاركين بحملة الضغط والمناصرة التي قادها مجموعة من فتيان وفتيات مركز بناة الغد.

وشملت الحملة العديد من الفعاليات الاعلامية والتضامنية، التي لاقت صدى واسعا لتسريع الاعمار وايجاد أماكن آمنة للأطفال الذين تعرضوا للتهجير أثناء الحرب الأخيرة على غزة. وحملت الحملة نفس عنوان الكتاب "بيوت بلا أعمدة " وشعار "لانهم يستحقون حياة كريمة"، وذلك في مقر المركز غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحضور  لفيف من الأدباء وممثلين عن المؤسسات الحقوقية والإعلامية  والأهلية .

ووثق الكتاب، الذي يعتبر بمثابة وثيقة إدانة قانونية جديدة للاحتلال، قصص الحرب المفزعة على لسان مجموعة من الأطفال الذين عايشوا الحرب بتفاصيلها المريرة، ووثق  شهاداتهم البريئة بعفويتها.

وبنفس الوقت سلط الكتاب الضوء على قدرت الأطفال العالية على التكيف مع مفردات الحياة الجديدة، وصناعة اللعب من بقايا الركام. واضعا القارئ داخل أجواء الحرب، من خلال سرد الأطفال لقصصهم المأساوية، وتفاصيلها المفزعة عن فقدانهم بيوتهم، وأحبتهم، ولحظات الخوف، وانتظار الموت.

وقالت سهى وادي (15 عاما) احدى الكاتبات المشاركات بكتابة القصص في كلمتها نيابة عن زملائها وزميلاتها: "لم يكن هذا الكتاب حصيلة يوم بل استمر لمدة ثمانية أشهر بعد ان خضعنا لتدريبات متخصصة على كيفية كتابة القصص الصحفية وصياغة احلام وجمال إرادة الأطفال داخل القصص، ومن ثم توزيعنا كمجموعات قمنا بزيارات وجولات ميدانية على أرض الواقع وشاهدنا مدى تفاقم مأساة الاطفال داخل الكرفانات ومدى الانتهاكات التي يتعرضون لها، ادركنا صعوبة الأمر من أين نبدأ؟ ولكن كان هناك اصرار منا  بضرورة ايصال رسالتهم للداخل ولصناع القرار لتسريع اعادة الإعمار وايجاد بيئة آمنة لهم، وبنفس الوقت نقل رسالتهم للخارج للمؤسسات الأممية والحقوقية بضرورة العمل على حمايتهم ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم".

وبدورها قالت مدير مركز بناة الغد آمال خضير "الكتاب الذي هو أحد مخرجات حملة تضامنية واسعة مع أطفال وأهالي الكرفانات الذين  تم تهجيرهم قسرا أثناء الحرب ودمرت بيوتهم في المنطقة الشرقية الحدودية بمحافظة خانيونس، ليس فقط جهداً توثيقيا وإنسانياً بل وثيقة قانونية يمكن استخدامها في المحافل الدولية، إذ تم تدقيقها ومراجعتها قانونياً"، مشيرة الى أن الكتاب تطرق بجانب التوثيق الى نقل معاناة وأحلام الأطفال وبعض التفاصيل الانسانية الخاصة التي عادة تغيب عن وسائل الإعلام التقليدية.

وأضافت خضير أن الحملة التضامنية منحت أبناءنا فرصة مشاركة اقرانهم في الكرفانات أوجاعهم ونقل معاناتهم وتوثيقها ضمن برنامج يهدف الى التوعية الحقوقية، وتعميق الانتماء الى البيئة المحلية من خلال نقل تلك المعاناة نصا وصوتا وصورة فوتوغرافية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد