أديب يهودي بارز: لو كان نتنياهو رئيس حكومة في 1948 لما قامت إسرائيل

الأديب مئير شاليف

القدس / سوا / يبدي أحد أبرز الأدباء في إسرائيل قلقه مما يحدث فيها خاصة فقدان قادتها الرؤية، معتبرا أن المستوطنين أدخلوها في زقاق دون مخرج. ويوضح لماذا يعارض نعتها (دولة يهودية ).


وفي حديث مطول لملحق صحيفة « يديعوت أحرونوت» لا يتردد الأديب مئير شاليف عن القول إنه لو كان بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة عام 1948 لما قامت إسرائيل. 


ويرى أن مشكلة دونالد ترامب لا تكمن بتطرفه القومي بل بجهله وقصر نفسه، موضحا أن الفظاظة والانفعالية هما طبع لا فكرة. ويتابع «هذا ناهيك أنه يغير رأيه كل الوقت ويبدو رجلا مع تركيبة نفسية إشكالية. ترامب انتخب احتجاجا على توجهات النخب الأمريكية والمؤسسة الحاكمة وعلى التوجهات الرسمية لكنه هو أيضا فوجىء ولا يعرف ماذا يفعل ولذا فهو يواصل حملته الانتخابية».

ويقارن شاليف بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل من هذه الناحية ويقول إنه في الأخيرة أيضا اختارت بعض الأوساط طيلة سنوات، الإدلاء بأصواتها ضد مصلحة الدولة وذلك بعدما خضعوا لل حماس ة الدينية لدى جماعات صغيرة وبانفعالهم الزائد أدخلوا إسرائيل في زقاق لا مخرج منه». 


وعلى غرار مثقفين آخرين من اليسار الصهيوني يشير الى أنه شخص متفائل بطبيعته لكنه يشعر أنه لم يعد بالإمكان العودة للخلف من المكان الذي بلغته إسرائيل. معتبرا أن المستوطنين يدركون أنه لن يحدث لهم شيء لأنهم محميون، ويقول إنهم أشخاص غير شجعان لأن الدولة تدور حولهم منذ 50 عاما ومم موضوعها المركزي ولا يوجد في إسرائيل رئيس حكومة قادر على الوقوف في وجوههم». 


وردا على سؤال حول نتنياهو حيال هذه القضية يقول شاليف إن « قائد إسرائيل اليوم بلا رؤية ولا يهمه ما يحدث للبلاد بعد عشرين عاما وبالتأكيد بعد 50 عاما. هذه دولة تحتاج لقرارات كبيرة من قادة كبار ونحن بحاجة لقائد بقامة دافيد بن غوريون اليوم». ويضيف «لو كان نتنياهو رئيس حكومة وقتها لما قامت إسرائيل لأنه لا يقوى على اتخاذ قرار يقبل أو يرفض فيه قرار التقسيم».

وردا على سؤال آخر يقول إن أمله سيخيب لو استقال نتنياهو من منصبه على خلفية التحقيقات بالفساد معه، وأنه كان يتمنى استقالته لأن أداءه سيىء. ويضيف «خطة نتنياهو تقوم على كسب الوقت لحظة وراء لحظة قبيل الهاوية وعندها سينهي دوره السياسي تاركا مهمة التحطم لخليفته. اعتزاله السياسة بسبب الشمبانيا والسيجار هدية له لأنه ينبغي أن يقوم الناخب بطرده من منصبه وهذا لن يحدث- لاسيما أننا لا نملك بديلا مميزا».


رغم كونه مؤيدا لفكرة الصهيونية الأولى الداعية لبناء دولة هنا وبخلاف أدباء كثر يقر شاليف بأن البلاد شهدت تطهيرا عرقيا للفلسطينيين في 1948 ويتهم اليسار الصهيوني بالتورط بالاستيطان بعد 1967 الذي يصفه بالعمل الأحمق.

ويعلل رفضه لوصف إسرائيل بالدولة اليهودية بالإشارة إلى أن تيودر هرتزل أيضا أسماها «دولة اليهود»، منبها الى أن صفة «الدولة اليهودية» تعني منحها مسحة دينية كما هو الحال مع «الدولة الإسلامية».

ويتابع «هرتزل كان قائدا مع رؤية بخلاف قيادات اليوم. لا اعتقد أن على الدولة تزويد خدمات دينية لمواطنيها. على الدولة تأمين حرية اعتقاد وهي ليست بحاجة لتسديد رواتب لرجال دين وحاخامات».

وواصل متسائلا «هل تدفع الدول الأوروبية رواتب للكهنة والرهبان وهل أصلا هناك وزارة أديان؟ لا يوجد مثل ذلك إلا في إسرائيل وإيران». 


ويوجه شاليف انتقادات لوزير التعليم المستوطن رئيس حزب « البيت اليهودي « نفتالي بينيت ويقول إنه يفرط بالتركيز على البعد اليهودي في المدارس الرسمية العلمانية دون أن يدخل مضامين علمانية للمدارس الدينية.


شاليف ابن لشاعر يميني يستذكر النقاشات الساخنة مع والده بعد حرب 1967 ويقول إنه عاد بعدها للبيت وقال له إن على إسرائيل إعادة الضفة والقطاع لأنهما مساحة قليلة مع عدد كبير من الفلسطينيين. ويتابع «قلت ذلك من باب عملي لا أيديولوجي فجن جنون والدي خاصة بعدما قلت: «ابتلعنا لقمة كبيرة وستخنقنا» فثارت ثائرته وكانت هذه أول مرة أعود فرحا للقاعدة العسكرية حيث كنت أخدم.

ولاحقا كتبت في قصيدة إن كل بلد الأجداد وأماكنها المقدسة لا تساوي جثة صديقي الذي قتل في الحرب. والدي استشاط غضبا واعتبر القصيدة هجوما شخصيا عليه ولم يتحدث معي طيلة أسابيع رغم أنها كانت ردا واضحا على قصيدة «المكان والزمان» للشاعر أوري تسفي غرينبيرغ».


ولا يتوقع شاليف نهاية إسرائيل كدولة يهودية صراحة بخلاف بعض زملائه ممن يخشون تحولها لنظام عنصري، يخلص شاليف بالحديث معه للقول إنه لو كان رئيسا للحكومة اليوم لبادر لفصل الدين عن الدولة ولإخلاء المستوطنات وبعرض تعويضات سخية أولا على سكانها، ولاستثمار الكثير في العلوم لكنهم للأسف غير قادرين على اتخاذ قرار ونحن منجرون وراءهم».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد