قرأت باهتمام بالغ ما كتبه ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حول رؤيته لأبعاد احتمالية إقدام الإدارة الأمريكية الجديدة على نقل مقر سفارتها من تل أبيب إلى القدس .

جل ما تقدم به القدوة يعتمد اعتماد كبير على السلطة الفلسطينية ومرافقها السياسية وقدره تلك السياسة على إقناع العالم بان نقل السفارة إلي القدس سيعجل بصراع طويل الأمد في الأراضي الفلسطينية، وهذا ما تريده الحكومة الإسرائيلية من اجل إعادة سيناريو المقاطعة 2002م ، وفرض حصار عسكري وسياسي على الرئيس محمود عباس وحبسه في المقاطعة بحجه دعمه للإرهاب وتأجيج مشاعر الفلسطينيين والعرب للثأر من التصرفات الإسرائيلية بحق مدينة القدس، في ظل وجود الإدارة الأمريكية الجديدة والمتوقع أن تكون الأكثر تطرفا نحو الفلسطينيين والأكثر قربا من الإسرائيليين، فإن طموحات نتنياهو بتحقيق مشروع "إسرائيل 2020"، لن يحققها له إلا دونالد ترامب.

ما تحدث به القدوة عن خطة شاملة بعدة محاور يطمح باعتمادها من القيادة الفلسطينية للرد على موضوع نقل السفارة أن تمت عملية النقل وأن تكون هناك خطة يمكن البناء والعمل من خلالها وتشمل عدة نقاط ومحاور منها المقاطعة السياسية، وتفعيل الاتفاقيات الدولية، وأهمية قرارات مجلس الامن، وأهمية اتفاقيات السلام الإسرائيلية العربية.

ما أود أن اطرحه للقارئ الفلسطيني والعربي هو إمكانية إضافة،" صورة عامة لمدينة القدس" ،في قلب العلم الفلسطيني، وأن يعمل الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني " منظمة التحرير الفلسطينية" بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية والمثقفين والكتاب والأدباء والشعراء والفنانين وكل أطراف وأطياف المجتمع الفلسطيني، على ترويج الفكرة للرد على موضوع نقل السفارة الأمريكية إلي القدس.

إليكم أن تتخيلوا صورة العلم الفلسطيني الجديد الألوان الأربعة وفي وسطها صورة عامة لمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وإليكم أن تتصورا العلم الفلسطيني الجديد وهو يرفرف في أروقة الأمم المتحدة، وإليكم أن تتصورا الرئيس الفلسطيني يعقد مؤتمرا صحفيا ويستقبل وفدا أمريكيا والعلم الفلسطيني الجديد خلفه، إن حجم الالتفاف الشعبي والجماهيري وبأدواته وإمكانيته البسيطة هي من تصنع الفارق وهي من تضع وترسم السياسات وليس الغرف المغلقة من تؤثر في صناعة السياسة الفلسطينية، فالمتغيرات على أرض الواقع هي من تفرض كلمتها والممارسات الفلسطينية وحجم الرد يجب أن يأخذ الطابع الشعبي والجماهيري بالإضافة إلي العمل الرسمي والدبلوماسي، فلا أحد يستطيع أن ينكر الدور السياسي والدبلوماسي في المعركة الفلسطينية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها غير كافية، ولا يخشاها الاحتلال كثيرا لأنها صامته ، ولكن ما يخشاه الاحتلال الإسرائيلي أن يجد الجماهير الفلسطينية ترفع علمها الفلسطيني الجديد .

في نظرة عامة على العلم الفلسطيني فانه " راية استخدمها الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني، يتكون هذا العلم من ثلاثة خطوط أفقية متماثلة، (من الأعلى للأسفل، أسود، وأبيض، وأخضر) فوقها مثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته عند بداية العلم (القاعدة تمتد عموديا) ورأس المثلث واقع على ثلث طول العلم أفقيا، صمم "الشريف حسين" العلم الحالي على أنه علم الثورة العربية عام 1916، واستخدم الفلسطينيون العلم في إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917، وفي عام 1947 فسر حزب البعث العربي العلم كرمز للحرية وللوحدة العربية،أعاد الفلسطينيون تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948. حيث تم الاعتراف بالعلم من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني، وفي الاجتماع الأول في (28-5-1964) وضع المجلس الوطني الفلسطيني ميثاقه القومي، ونصت المادة (27) منه على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب كالتالي: أخضر فأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر، ونطمح بأن يكون للقدس مكانه في العلم الفلسطيني.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد