صور: التأهيل والإصلاح تختتم مشروع "نسخ المصحف الشريف" بأيدي نزلائها
غزة /سوا/ اختتمت المديرية العامة لمراكز التأهيل والإصلاح بوزارة الداخلية والأمن الوطني صباح اليوم المشروع الأول من نوعه "نسخ المصحف الشريف بالرسم العثماني"، بأيد نزلاء مركز تأهيل وإصلاح الكتيبة، بالاشتراك مع دار القرآن الكريم والسنة.
وحضر حفل الاختتام، الذي أقيم في قاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزة، كلٌ من الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، د. عبد الرحمن الجمل النائب في المجلس التشريعي، واللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني، والأستاذ، سامي نوفل مساعد وكيل الوزارة، والعقيد فؤاد أبو بطيحان مدير مراكز التأهيل والإصلاح.
كما وشارك في الحفل قيادة وزارة الداخلية والأمن الوطني وعدد من المؤسسات الخيرية والأهلية، والفصائل والقوى الوطنية، ومدراء مراكز الإصلاح والتأهيل وأهالي النزلاء.
وخلال كلمة لها، أكد اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني أن الداخلية ومن خلال مراكز الإصلاح والتأهيل التابعة، تسعى جاهدة عبر استراتيجية متكاملة لإعادة تأهيل النزلاء وفق برامج متخصصة ليكون معاول بناء داخل المجتمع.
وقال أبو نعيم خلال الحفل: إن الأصفاد والحديد والجدران لا تُصلح البشر ولا تجعل الطريق مستقيمة، ومن أراد أن ينجوا يجب أن يمسك بحبل النجاة ونحن سنقدم له العون بما لدينا من إمكانيات وما يغطينا به القانون، لنقل هؤلاء النزلاء نقلة نوعية ليعودوا إلى المجتمع بنظرة جديدة وأمل جديد.
وتابع بقوله: "نعيش في هذه الأثناء لحظات مؤثرة نرى فيها جهد مراكز التأهيل والإصلاح المتميز، فلدينا هنا كتاب الله الذي وضع على هذه السفينة للنجاة بالحياة، كتبه النزلاء بأيديهم".
وأشار أبو نعيم إلى أن العثرات التي وقع بها هؤلاء النزلاء هي نتيجة وجود الاحتلال الذي يستخدم كافة السبل من أجل اخضاع أبناء الشعب الفلسطيني.
وتوجه وكيل وزارة الداخلية إلى المؤسسات والجهات والهيئات الحقوقية والإنسانية وإلى كل من أراد أن يراقب ويتابع مراكز الإصلاح والتأهيل التي أغلقت في بعض الدول على حد قوله، بأن أبوبها في قطاع غزة مفتوحة، لتقديم النصح والمساعدة، في سبيل الارتقاء بنزلائها، وتحسين ظروفهم.
بدوره قال الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي: "لا يوجد بالعالم كله نزلاء يكتبون القرآن الكريم وهو أمر مشرف أن تظفر غزة بهذا المشروع وهو دليل على أنها حرة وأنها ستصنع النصر القادم".
وتقدم بحر بالشكر الجزيل من وزارة الداخلية والأمن الوطني لما تبذله من جهود كبيرة بالتعاون مع دار القرآن والسنة في تأهيل وإصلاح النزلاء عبر مشاريعها وبرامجها التأهيلية المتنوعة والمتميزة.
وشملت فقرات الحفل عرض أوبريت يحاكي واقع النزلاء داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، ويجسد فكرة تنفيذ مشروع نسخ القرآن الكريم على أيديهم، ضمن مشاهد تمثيلية جميلة لاقت أعجاب كل من شاهدها.
وخلال كلمة له قال العقيد فؤاد أبو بطيحان، إن مشروع نسخ القرآن الكريم كاملاً هو نتاج عمل متواصل تقوم به مراكز الإصلاح والتأهيل دعوة إلى الله وتربية للنفوس وإصلاحاً لهؤلاء النزلاء، الذين وقع منهم الخطأ في حق أنفسهم وحق غيرهم.
وأضاف: "نقوم في مراكز التأهيل والإصلاح باستثمار أوقات النزلاء لجعلهم مشاريع نجاح ونحرص على تنفيذ مشاريع تربوية ودورات تدريبية وأعمال مهنية وإنتاجات أدبية".
وأردف أبو بطيحان: "لم تمنعنا قلة الإمكانيات ولا صعوبة الأوضاع ولا ضآلة ما في أيدينا من التفكير بمثل هذه المشاريع والوصول بها إلى بر الأمان والنجاح، مشيراً إلى أن هذا المشروع غيض من فيض وقليل من كثير مما تقوم بها مراكز الإصلاح".
وأوضح أن مراكز الإصلاح تعمل بكل الوسائل الممكنة للارتقاء بالنزلاء ليكونوا حماة لشعبهم، منوهاً إلى أنه سيكون هناك منح ومكرمات مقدمة للنزلاء الذين يتمتعون بحسن السلوك والذي يشاكرون في مشاريع التأهيل والإصلاح، التي تصب في خدمتهم، كالإجازات المنزلية والزيارات الخاصة، والإفراج بعد قضاء ثلثي المدة.
ودعا مدير مراكز التأهيل والإصلاح، نواب المجلس التشريعي بسن قانون يعمل بدوره على التخفيف من الأحكام الصادرة بحق النزلاء الذين يحفظون القرآن الكريم والسنة النبوية.
وتوجه برسالة شكر للنزلاء الذين نالوا شرف نسخ القرآن الكريم بأيديهم، مؤكداً على أن مراكز الإصلاح ستبقى ماضية في مشاريعها نهضة وارتقاءً بنزلائها وإشغال أوقاتهم بما هو مفيد لهم.
وفي كلمة لأهالي النزلاء أكدوا خلالها على أن مراكز التأهيل والإصلاح كان لها الأثر الكبير في إصلاح سلوك أبنائهم وإعادة بناء شخصيتهم وتصحيح أخطائهم من خلال البرامج والمشاريع المختلفة.
وعبّروا عن فرحتهم الكبيرة بأن منّا الله عليهم ورفع رؤوسهم بأن أتم أبناؤهم مشروعاً فريداً من نوعه بأيديهم وهو "نسخ القرآن الكريم".
وتقدم أهالي النزلاء بالشكل الجزيل والعرفان لمراكز الإصلاح والتأهيل على صون أبنائهم وتأهيلهم ليكون لهم بصمة إيجابية في هذا المجتمع.
وفي ختام الحفل تم تكريم النزلاء المشاركين في هذا المشروع، وكذلك تكريم الجهات المشرفة على تنفيذه.