ترامب والاستيطان: إشارة تحذير أم ضوء أخضر؟

مستوطنات

القدس /سوا/ في أعقاب البيان الذي أصدره البيت الأبيض، بشأن الاستيطان، والذي لا يعتبر المستوطنات عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام، في حين بناء المستوطنات وتوسيع القائمة قد لا يكون مفيدا لتحقيق هذا الهدف، تباينت النظرة الإسرائيلية من الموقف من النقيض إلى النقيض، فكان هناك من رأى في البيان على أنه إشارة تحذير للحكومة الإسرائيلية، بينما توخى آخرون الحذر أو التزم جانب الصمت، وصولا إلى اعتبار الموقف على أنه ضوء أخضر لمواصلة الاستيطان.

وفي تقرير ورد عبر موقع "عرب 48" فقد تبين أن اعتبار المستوطنات ليست عقبة أمام السلام كان مدعاة لاعتبار البيان على أنه بمثابة ضوء أخضر لمواصلة البناء الاستيطاني بحيث لا يتعارض مع السعي المفترض للتوصل لاتفاق سلام.

وفي المقابل، فإن اعتبار التوسع الاستيطاني وبناء مستوطنات على أنه لا يخدم الوصول إلى الهدف، في التوقيت الذي صدر فيها، بعد أسبوعين من دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وقبل اجتماعه بنتنياهو، أتاح المجال لمحللين إسرائيليين لاعتباره على أنه بمثابة إشارة تحذير لرئيس الحكومة الإسرائيلية قبيل اجتماعه بترامب.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة 'هآرتس'، باراك رفيد، أن الحكومة الإسرائيلية تقع تحت طائلة التحذير من قبل الإدارة الأميركية، وذلك في أعقاب سيل البيانات الإسرائيلية التي تحدثت عن بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتي جعلت البيت الأبيض يتردد بداية في التعقيب عليها.

وبحسبه فإن البيان الذي صدر عن البيت الأبيض، الليلة الفائتة، والذي اعتبره أول وأهم رد لإدارة الرئيس ترامب بهذا الشأن، ورغم أنه تمت صياغته بأكف من حرير ودبلوماسية، إلا أن السطر الأخير واضح جدا، بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة، وهو أن الحكومة الإسرائيلية تحت التحذير أيضا.

ويضيف أن ترامب في الواقع عاد إلى سياسة الرئيس الأسبق جورج بوش الأبن بشأن المستوطنات، بمعنى أن الهدف النهائي بالنسبة له هو اتفاق سلام إسرائيلي – فلسطيني على أساس حل الدولتين. كما أن الحدود التي وضعها ترامب مماثلة لتلك التي وضعها بوش، وهي معارضة إقامة مستوطنات جديدة وجاهزية للبناء في المستوطنات القائمة فقط ضمن حدود المساحة المبنية، أي البناء داخل الكتل الاستيطانية فقط.

ويأتي توضيح موقف ترامب هذا، بحسب المحلل السياسي، قبل أن تجري الإدارة الأميركية الجديدة أية محادثات مع الفلسطينيين أو مع زعماء دول عربية، باستثناء المحادثة القصيرة مع الملك الأردني عبد الله الثاني يوم أمس.

ويضيف أنه من الواضح أنه بعد أسبوعين من دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وقبل لقائه بـ12 يوما برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، فإن قضية المستوطنات تعود لتلعب الدور المركزي في الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة. ومن هذه النقطة فمن الممكن أن يتصاعد الخلاف بهذا الشأن.

وتابع رفيد أن القرار الأول ببناءء 2500 وحدة سكنية كان بالتنسيق مع البيت الأبيض. أما القرار الثاني ببناء 3 آلاف وحدة سكنية، قبل ثلاثة أيام، فلم يكن منسقا، كما أن إعلان نتنياهو عن نيته إقامة المستوطنة الأولى منذ 20 عاما في عمق الضفة الغربية، لم يجعل البيت الأبيض قادرا على احتوائه، فأوضح أنه إذا كان يستطيع غض النظر عن 'البناء المراقب' فإنه لا يستطيع السكوت على تهور الحكومة الإسرائيلية في البناء الاستيطاني.

وينهي المحلل بالقول إن بيان البيت الأبيض كان إشارة تحذير لنتنياهو، وإن آخر ما يحتاجه الأخير هو أن يغلق ترامب الهاتف في وجهه، أو يكتب تغريدة على تويتر مفادها أنه يتوقع شيئا مقابل الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

يذكر في هذا السياق أن عدم مسارعة الإسرائيليين إلى الرد على بيان البيت الأبيض كان أكثر ما يدل على توخي جانب الحذر في الرد، والأمر نفسه دفع مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، اليوم الجمعة، إلى القول، وبحذر، إنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير التصريح الأخير للبيت الأبيض على البناء في المستوطنات مستقبلا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد