هل سيتحقق الحلم الاسرائيلي بمراقبة المقاومة عبر بوابة اعادة الاعمار؟

165-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد/ لم تخف إسرائيل وحلفائها على مدار الأعوام الماضية رغبتها الشديدة في فرض رقابة دولية على تحركات ونشاطات المقاومة في قطاع غزة.
وزادت هذه الرغبة وأصبحت أمراً ملحاً بالنسبة لإسرائيل بعد عدوانها الأخير على قطاع غزة وفشلها العسكري الميداني الذريع في الحرب.
ودفع انحدار مستوى الجيش الإسرائيلي في المعركة البرية الحكومة الإسرائيلية ومن خلفها حليفتها الولايات المتحدة الأميركية وبعض الأطراف الأخرى إلى طرح قضية ادخال مفتشين ومراقبين دوليين لمراقبة نشاطات وتحركات المقاومة ونزع أسلحتها املاً في الحد من قدراتها والقيام بدور الجيش الاسرائيلي بالوكالة.
ولكن مع اصرار المقاومة وعدم تخمير الفكرة على المستوى الدولي تم تأجيلها إلى حين نضوجها حتى جاء الموعد المناسب لتنفيذ الفكرة من خلال استغلال عملية اعادة الاعمار واللهفة الكبيرة لسكان القطاع والمسؤولين الفلسطينيين لبدئها رغم انها احد استحقاقات اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع قبل نحو شهر ليضع حداً لأكثر من خمسين يوماً من العدوان الاسرائيلي المدمر.
ويبدو ان اسرائيل استعاضت عن فكرة استخراج قرار اممي يقضي بارسال قوات دولية الى قطاع غزة على غرار ما جرى في لبنان في عام 2006 بوضع شرط قاسي للموافقة على اعادة اعمار قطاع غزة من خلال فرض وادخال مفتشين دوليين بالمئات الى قطاع غزة لمراقبة دخول مواد البناء.
وهنا تكثر علامات الاستفهام حول العدد الكبير للمفتشين الدوليين الذين سينحدروا بكل تأكيد من جنسيات غربية موالية اسرائيل.
وقطاع غزة محدود المساحة لا يحتمل من الناحية الأمنية تواجد هذا العدد الكبير من المفتشين "500 مفتش ومراقب دولي" وهذا ما يثير مخاوف المقاومة وسيدفعها بالتأكيد الى رفض هذا المقترح جملة وتفصيلاً مع معرفتها المسبقة بالآثار السلبية المترتبة على قرارها.
وبالرغم من انتظار حماس ان يقدم لها مقترح مكتوب بشكل رسمي كما قال الدكتور صلاح البردويل القيادي فيها لـ"سوا"، إلا أن مقترح كهذا يدفعها للتفكير كثيراً قبل ابداء رأيها عليه.
ويؤكد البردويل أنه لم يعرض على حركته أي آليات تتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك عقب تسريبات إعلامية إسرائيلية حول آلية الإعمار التي اتفقت عليها السلطة مع إسرائيل والأمم المتحدة، مضيفاً أن ما يهم حركته هو سرعة اعمار غزة.
وحذر البردويل من أن اي اجراء من شأنه أن يعيق الاعمار لاسباب امنية او سياسية لن يدفع المنطقة للهدوء بل سيعمل على اطالة عمر الحصار والاعمار والاحتلال وسيضر أكثر ما ينفع.
وقال البردويل إن الهواجس الاسرائيلية التي ترتكب بناء عليها اسرائيل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني لا بد أن تنتهي.
وستجد فصائل المقاومة وخصوصاً حركة "حماس" نفسها بين خيارين قاسيين وهما اما أن تقبل بنشر هؤلاء المراقبين وتتحمل تبعات وجودهم الأمنية او ترفضهم وتتحمل استمرار معاناة المواطنين والمشردين.
وحتى الشارع المتلهف لرؤية عملية الاعمار على ارض الواقع غير متشجع تماماً لهذه الفكرة ويرى فيها انتقاصاً من حريته وكرامته .
يذكر أن دبلوماسيين أوروبيين وموظفين "اسرائيليين " رفيعي المستوى قالوا إن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سيري، معني بنشر مئات المفتشين الدوليين لمراقبة عملية إعمار قطاع غزة في أعقاب الدمار الهائل الذي خلفه العدوان.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الاثنين عن الدبلوماسيين الأوروبيين قولهم إن سيري يسعى إلى إحضار ما بين 250 إلى 500 مفتش من قبل الأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن خطة سيري تقضي بانتشار مفتشي الأمم المتحدة في مواقع بناء المشاريع الكبرى، مثل إعادة بناء أحياء أو مبان عامة كبرى سيجري ترميمها.
كما أنهم سيراقبون مواقع يتم تخزين فيها مواد بناء، مثل الإسمنت والباطون ومواد مثل الأنابيب الفولاذية أو قضبان حديدية، والمواقع التي ستتوقف الجرافات والمعدات الهندسية الأخرى.
وبحسب الدبلوماسيين الأوروبيين والموظفين الإسرائيليين فإن مهمة المفتشين الدوليين ستكون التأكد من أن مواد البناء والمعدات الهندسية تستخدم لغرض الاعمار فقط لا غير وألا تصل أيدي حركة حماس لغرض حفر أنفاق أو بناء ملاجئ منيعة.
213
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد