مستر ترامب، أتقدمُ إليك بالتهنئةِ على تنصيبك رئيساً تحملُ الرقمَ ال45 للولاياتِ المتحدةِ الأمريكية، نحن في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيد ترامب نعيشُ ظروفا قاسيةً جداً من الاحتلالِ الإسرائيلي، الذي لا يعترفُ بالمعاهداتِ والمواثيقِ الدولية ولا زال يضربُ بعرضِ الحائطِ بكلِّ القراراتِ الأمميةِ التي تنصُ على حريةِ الشعبِ الفلسطيني واستردادِ أرضِه ومقدساتِه.

مستر ترامب، أنت تعلمُ جيدا أن العديدَ من رؤساءِ الدولِ العربية لم يكونوا يتوقعون أن تصبحَ رئيسا وقد خدعونا كثيراً عبر وسائلِ إعلاِمهم بأن السيدةَ كلينتون هي من ستفوزُ، ولكن على أي حالٍ الواقعُ اليوم يقولُ أنك أنت الرئيسُ وأنت تستحقُ، وهذه وجهةُ نظري لأنك تحديتَ كلَّ الظروفِ وخالفت كلَّ توقعاتِ الإعلاميين وفزت وأصبحت الرئيس.

فلسطينيا لا ننظرُ لفوزك ببالغٍ كبير وذي تأثيرٍ كثيرٍ على المجرياتِ الفلسطينية الإسرائيلية، لأنه وبكلِّ بساطةٍ نعلمً أن لديك ملفاتٍ كثيرةً وكبيرةً ابتداءً من قوةِ الدب الروسي في المنطقةِ العربيةِ والشرقِ الأوسط خاصة، ومرورا بتبعاتِ الربيع العربي في المنطقةِ والعمل على استقرارِ الأنظمة العربية التي حدثت فيها ثورات وانقلابات.

ما تبحثُ عنه مستر "ترامب" في المرحلةِ القادمة هو تقييمٌ للواقعِ العربي وتحديدُ نقاطِ القوةِ والضعف خاصةً بعد بروزِ المحورِ الروسي الإيراني التركي السوري وغيابِ المحورِ العربي المعتدل والذي يعيشُ خلافاتٍ حادةً ما بين مصر والسعودية.

مستر "ترامب"، لا تدع "نتنياهو" يخدعُك ويقنعُك بضرورةِ نقلِ السفارةِ الأمريكية من تل أبيب إلي القدس ، فهو مراهقٌ سياسيٌّ صغيرٌ لا يفقه في السياسةِ إلا التطرفَ ومزيدا من الاستيطانِ والمماطلةِ فقط وليس لديه أي فكرةٍ عن حلولِ التسويةِ أو حلِّ الدولتين أو تبادل الأراضي أو عودة اللاجئين أو تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بالحقوقِ الفلسطينية، إنه يريدُ أن يقضيَ على طموحاتِك ويزرعَ في قلوبِ العربِ مزيداً من الكره لسياسة أمريكا في الشرقِ الأوسط هو يبحثُ عن أعداءٍ جددٍ لكم ولا يريدُ لكم التمتع بالأمن والسلام في بلادِكم، من خلال استفزازِ مشاعرِ المسلمين حول العالمِ، ووضعِ أمريكا في مواقفٍ محرجة.

مستر ترامب، مدينةُ القدس والمسجد الأقصى خطوطٌ حمراء لا يمكنُ تجاوزُها فهي تمثلُ قيمةً دينيةً وسياديةً ووطنيةً للفلسطينيين في شتى بقاعِ الأرضِ وللعربِ والمسلمين فيِ أماكن تواجدهم كافة ، ولن نقبلَ بنقلِ السفارةِ الأمريكية إلي القدس لأن ذلك يمثلُ تحدياً للإرادةِ العربيةِ والفلسطينية، وربما تصلُ الأمورُ إلي منعرجٍ خطيرٍ ينعكسُ على المنطقةِ برمتها ونفتحُ بابا جديدا من التطرفِ والإرهابِ بحقِّ الأطفالِ والنساءِ في المجتمعِ الفلسطيني، لأن ميزانَ القوةِ الإسرائيلي دائما ظالمٌ وهو سمٌّ قاتلٌ لبراءةِ أطفالِنا.

مستر "ترامب" قبل أن أختمَ رسالتي أريدُ أن أذكرك بما أقدمَ علية ارائيل شارون سابقا عندما زار المسجدَ الأقصى في عامِ2000م، اندلعت انتفاضةُ الأقصى بعد تلك الزيارةِ المشئومةِ ولحتى هذه اللحظةِ يدفعُ الفلسطينيون والإسرائيليون ثمنَ تلك الزيارةِ التي أطاحت بحزبِ العملِ في إسرائيل ولم تقمْ له قائمةً حتى اليوم، ولم يجدْ الفلسطينيون شريكاً إسرائيلياً مؤمناً بحلِ الدولتين أو وقفِ الاستيطان، وسقط آلافُ الضحايا من الجانبين، لقد سقطت شعاراتُ السلامِ منذ 17 عاماً، ولازال الفلسطينيون يحلمون بالدولةِ ويحلمون بتحقيقِ السلامِ العادل في المنطقةِ فهل أنت رجلُ سلام أم رجلُ حرب ؟. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد