الأورومتوسطي يكشف أسباب غرق قوارب المهاجرين في عرض البحر

258-TRIAL- غزة /سوا/ كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الأنسان عن أسباب غرق قوراب المهاجرين في عرض البحر، مما أسفرت عن مقتل أغلب من تواجد على القارب من بينهم أطفال ونساء.
وقال الأورومتوسطي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد بغزة حول قارب المهاجرين الفلسطينيين الذي غرق في البحر الأبيض المتوسط، " فكرة الرحلة بدأت عبر وكالات ومكاتب سياحية في أماكن مختلفة، من ضمنها مكاتب في مصر، و "وسطاء" بغزة، تواصلت مع المهاجرين على أساس وعود بالوصول إلى أوروبا بسفن آمنة ومريحة، مقابل مبالغ مختلفة تراوحت بين ألفين إلى أربعة آلاف دولار.
وأوضح أن المهاجرين جهزوا أنفسهم للرحلة، وتدبير الأموال بكل الطرق، بما فيها بيع الممتلكات، والاقتراض، فعلى سبيل المثال، أمّن عدد من المهاجرين من غزة المبلغ من الدفعات التي دُفعت لهم لترميم أو إعادة بناء منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الهجوم الأخير على قطاع غزة.
وأضاف الأورومتوسطي: "بعض المهاجرين هم مصريون، وبعضهم الآخر من السوريين الذين لجؤوا لمصر أو إلى ليبيا في الآونة الأخيرة أما المهاجرون من أصول غزية وبينهم عدد من العوائل، فقد كان عدد كبير منهم متواجدا بشكل مسبق في العريش".
وتابع: "وصل عدد آخر عبر معبر رفح ، إما تحت بند العلاج، أو إكمال الدراسة، أو حصل على تأشيرة إلى دولة ما، ومنهم من دفع 1500$ دولار للخروج من المعبر، بينما وصل عشرات آخرون عبر أنفاق بين الحدود المصرية وحدود قطاع غزة".
وبيَّن الأورومتوسطي  بحسب ما أفاد ناجون، فإن المهربين يأخذون المال ويختفون، ثم يتصلون بعد أيام ويبلغون طالب الهجرة أن يلتقيهم في وقت ومكان محددين.
وأشار إلى أن عند اقتراب موعد الرحلة تم تجميع معظم الضحايا في مدينة دمياط، في شقق مفروشة، وساعة الانطلاق نقلتهم باصات كبيرة إلى شاطئ دمياط وشاطئ الإسكندرية، وهناك كانت "مراكب صغيرة بمحرك" في انتظارهم على الشاطئ لتقلهم إلى قارب آخر في عرض البحر وأثناء نقلهم من الباصات إلى المراكب تم سرقة ممتلكات بعضهم.
وأكد الأورومتوسطي أن القوارب الصغيرة انطلقت في الساعة العاشرة من مساء يوم السبت 6 أيلول (سبتمبر) 2014، واحداً تلو الآخر باتجاه القارب الكبير، وقد استغرقت الطريق معهم إلى القارب الكبير قرابة ساعة.
قال "طبقاً للإحصاءات المتوافرة والإفادات التي جمعها المرصد الأورومتوسطي من الناجين، فإن عدد المهاجرين عند الاجتماع في هذا القارب، والذي يتكون من طابقين، كان ما بين 400 إلى 450 شخصاً، منهم نحو مئة طفل، تكدس منهم نحو 250 في الطابق العلوي، و150-200 في الطابق السفلي".
وأضاف " بعد أن جُمِعَ كامل المهاجرين في المركب الكبير عبر القوارب الصغيرة بدأ المركب بالسير نحو وجهته، كانت الساعة 11:15 مساء السبت 6 أيلول (سبتمبر)، وبعد ساعتين من انطلاق رحلتهم عبر القارب الكبير، انتقل الركاب إلى قارب آخر بناء على طلب المهربين، ثم وبعد يوم ونصف من المسير، أي مساء الإثنين 8 أيلول (سبتمبر)، انتقل الركاب مرة ثالثة إلى قارب آخر، ليكمل طريقه بهم نحو إيطاليا، وهو القارب الذي غرق فيما بعد.
وأوضح الأورومتوسطي أثناء الرحلة توقفت مضخة المياه، وقل ماء الشرب بدرجة كبيرة، ونفذ الطعام إلا القليل من التمور كانت بحوزة بعض الركاب، تقاسمها الركاب فيما بينهم، وكانوا يشربون الماء بغطاء العبوات، وعندما شح الماء بدرجة كبيرة أصبحت الأولوية في الشرب للأطفال.
وذكر أنه في عصر الأربعاء، طَلبَ المهربون من الركاب الانتقال إلى مركب آخر، للمرة الرابعة، وبدا للركاب أن المركب الجديد صغير (طوله 16-18 متر)، ومتهالك، فرفضوا الانتقال إليه، وحدثت آنذاك مشادة عنيفة بين المهربين والمهاجرين، ثم ما لبث المهربون إلا أن نزلوا على رأي الركاب - فيما يظهر - ووافقوا لهم على أن يكملوا المسير دون الانتقال إلى القارب المتهالك.
وتابع :"بعد أقل من ساعة، ظهر فجأة قارب آخر صغير يحمل اسم "الحاج رزق - دمياط"، لمحه الركاب فقط على بعد 50 مترا منهم، وكان على متنه ما بين 5-10 أشخاص، وعند اقترابهم من قارب الركاب أخذوا يصرخون عليهم بلهجة مصرية وقام هؤلاء الأشخاص بصدم قارب الركاب لمرتين – ثلاثة مرات بشكل متعمد، رغم صرخات الناس والتلويح لهم بالأيادي والأقمشة، ما أدى إلى فتح ثغرة فيه، وبدء تسرب المياه إلى داخله، واختلطت مياه البحر بالزيت و الوقود الذي كان يستخدم للمركب".
وأكد أن الأشخاص انتظروا على هذا القارب ليتأكدوا من غرق قارب الركاب فعليا قبل أن يغادروا، وقال الناجون إن هؤلاء الأشخاص ظلوا يلتفون حول القارب وهو يغرق، بينما هم يضحكون ساخرين. 
وقال الأورومتوسطي " يمكن الجزم بأن الحادث كان جريمة متعمدة هدفت إلى التخلص من المهاجرين في عرض البحر، ويظهر ذلك جلياً من خلال صدم القارب أكثر من مرة وعدم مغادرة القارب الذي قام بالصدم إلا بعد أن تأكد من غرق قارب الركاب".
وأشار إلى أن البحرية المالطية أكدت على أن المركب كان في المياه الدولية على بعد حوالي 300 ميل بحري (555 كلم) جنوب شرق مالطا عندما وقع الحادث.
وذكر أن أدى صدم المركب وإغراقه إلى غرق العشرات من ركابه فوراً، غالبيتهم من النساء والأطفال، ولم يتوافر عدد كافٍ من سترات النجاة. فيما ظل 100-150 شخصاً متمسكين بأطراف المركب وألواحه وهم عائمون على سطح البحر ينتظرون من ينقذهم بدون فائدة، فيما تسببت الرياح الشديدة والبرد والعطش في فقدان معظم هؤلاء لحياتهم غرقاً، وأصبح عدد كبير منهم جثثاً طائشة على سطح الماء.
وثق المرصد الأورومتوسطي شهادة لشاب مصري كان على متن السفينة البنمية، أكد المعلومات حول إنقاذ الشابين الفلسطينيين. وقال إنه أثناء الإبحار شاهد عشرات الجثث تطفو على الماء، الشاهد نفسه وقال بأن طائرة ما حاولت انتشال أحد الغرقى الذين كان يعتقد أنهم من الأحياء، ولم يُعرف إذا كانت أفلحت في انتشاله أم لا. فيما لم تؤكد أية مصادر أخرى هذه المعلومة. وأكد أن السلطات المالطية أكدت نجاة ثلاثة فقط من ركاب السفينة، وعثورها على جثتين: إحداهما لرجل يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، والأخرى لطفلة تبلغ من العمر نحو 3 أعوام.
ثمانية فلسطينيين نجوا من حادثة غرق قارب المهاجرين (غير شرعيين) في مياه البحر الأبيض المتوسط الدولية يوم الأربعاء 10 أيلول سبتمبر 2014، بينهم إثنان يتواجدان حاليا في إيطاليا، وثلاثة في مالطا، وثلاثة في اليونان. وفق الافادات المختلفة وملابسات الحادث، نستطيع الجزم بدرجة كبيرة وفاة معظم المهاجرين على متن القارب.

وأكدت السلطات المالطية أنها قامت بتمشيط كل السواحل بالإضافة إلى إجراء عملية مسح كاملة داخل البحر للبحث عن مفقودين، دون العثور على أحد، ويفهم من ذلك أنها قامت بالتمشيط في حدود مياهها الإقليمية فقط دون أن تبذل جهدا أو تنسق من أجل البحث في المياه الدولية.
وأوضح أنه تواصلوا مع الاتحاد الأوروبي والسلطات الإيطالية والمالطية ودعوناها للعمل المشترك من أجل فتح تحقيق في أسباب وملابسات اكتشاف الحادثة بعد أربعة أيام من وقوعها.
وأوصي بضرورة القيام بفتح تحقيق يتناول كافة الانتهاكات التي تخللتها الحادثة، بدءاً من الأماكن التي انطلق منها هؤلاء المهاجرون، والجهات التي تقوم بالاحتيال عليهم وإغرائهم بوعود غير حقيقية، إلى حادثة إغراق القارب عمداً، ثم تباطؤ السلطات في إنقاذ الناجين.
كما ودعا الدول ذات العلاقة، إلى التعاون فيما بينها لكشف ملابسات انطلاق القارب ثم إغراقه، وتحديد المسؤولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة.
وأكد على ضرورة قيام جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط بمجهود منسق من أجل التصدي لعمليات التهريب وتجار الموت. وندعوها إلى تطوير آليات معالجة الهجرة غير الشرعية، وإلى التنسيق المشترك فيما بينها في عمليات الإنقاذ، وإيلاء الاهتمام لإنقاذ أرواح المهاجرين ووضعه فوق أي اعتبار.
كما وطالب بضرورة أن تساعد الدول الأخرى في العالم، ولا سيما الدول الغنية، في المساهمة في تحمل عبء أعداد اللاجئين المتزايدة في العالم. سواء من خلال فتح المجال لاستقبال عدد منهم، أو تقديم الدعم المادي للدول التي تقوم باستقبالهم بأعداد كبيرة. 243
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد