قراءة اسرائيلية: ما هي احتماليات التصعيد مجددا في قطاع غزة؟

251-TRIAL- القدس / سوا / قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، حول استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة، هذا الأسبوع، انه عندما دخل وقف اطلاق النار الذي انهى 50 يوما من الحرب بين اسرائيل و حماس ، في 27 آب، جرى الحديث عن اجراء مفاوضات خلال 30 يوما. وهذا لا يعني ان اطلاق النيران سيستأنف في نهاية هذا الأسبوع، ولكن، على أي حال، لقد تم تحديد موعد نهائي تنظر اليه الأطراف.
وأضاف هرئيل في تحليل كتبه على صحيفة هآرتس، "ان المصاعب التي تواجهها حماس في عرض انجاز على سكان القطاع، لتبرير معاناتهم خلال حرب الصيف الأخير، تعقد الوضع وتثير التخوف من الآتي. قادة حماس يبثون في الأيام الأخيرة، رسائل مختلفة بشأن نواياهم. فموسى ابو مرزوق قال انه اذا لم يتم رفع الحصار، فلا مفر من حرب أخرى. وقال محمود الزهار، ان حماس ستوافق على تواجد قوات السلطة الفلسطينية في القطاع، ولكن كقوة مراقبين فقط وليس كقوة امينة. وفي السلطة يتذمرون من أن حماس تنوي خلق صعوبات أمام ارسال رجال السلطة الأمنيين إلى قطاع غزة وأنه بدون الاتفاق على ذلك، سيكون من الصعب إعادة فتح المعابر الحدودية مع إسرائيل ومصر امام الحركة المنتظمة للأشخاص والبضائع".
ويضيف هرئيل: "في الخلفية تتواصل التوترات بين السلطة وحماس، لكن مصر تتوقع من المعسكرين ارسال وفد مشترك الى محادثات القاهرة. وتقف في مركز الخلاف بين الجانبين، مسالة السفن التي غرقت في البحر المتوسط وعلى متنها فلسطينيون من قطاع غزة، هربوا منه في مسعى للبحث عن مستقبل افضل في اوروبا. وتستغل السلطة هذه القضية لاتهام حماس بالتسبب بضرر للشعب الفلسطيني، لأن شكل ادارتها للسلطة هناك يجعل الناس يصلون الى حالة من اليأس، وبالتالي محاولة ترك القطاع بأي طريقة، خلافا لأسطورة النضال. وتدعي السلطة ان نشطاء من حماس يقومون بتفعيل الأنفاق التي يهرب الناس عبرها الى سيناء، في طريقهم الى البحر للهرب الى اوروبا".
ويتابع: "في مسالة اطلاق النيران، يدعي الجهاز الأمني الإسرائيلي انها لن تستأنف في نهاية الاسبوع. والادعاء الذي تبني عليه إسرائيل هو ما قاله وزير الامن موشيه يعلون، الاسبوع الماضي، من أن الردع الإسرائيلي قوي بما يكفي، وحماس لن تخاطر بمواجهة عسكرية أخرى، امام الاضرار التي خلفتها حرب الصيف في غزة. ولكن هناك مركبات اخرى من شأنها اثارة الغليان، في مركزها، الى جانب العداء بين السلطة وحماس، وتيرة الترميم البطيئة".
ويكمل: "في الأسبوع الماضي اعلنت الأمم المتحدة عن انشاء آلية للإشراف على تحويل مواد البناء المطلوبة للترميم، ولكن الاموال تصل ببطء والبيروقراطية بطيئة ايضا. ومن المتوقع ان يبقى الناس في غزة بدون مساكن طوال أشهر كثيرة".
وانهى هرئيل حديثه بالقول: "لا يمكن تجاهل احتمال تصعيد التوتر في حال وقوع مواجهات عسكرية موضعية. وقد اشتكى الفلسطينيون في القطاع عدة مرات، قيام الزوارق الحربية الإسرائيلية بإطلاق النيران على زوارق الصيد التي تقترب من حدود منطقة الصيد التي تسمح بها إسرائيل. كما اشتكوا توغل قوات برية إسرائيلية عدة مرات داخل السياج الحدودي لتمشيط المنطقة والبحث عن عبوات. ويتضح ان الجهاد الاسلامي هو الذي اطلق القذيفة على منطقة مفتوحة في محيط غزة، الأسبوع الماضي. وقد يكون ذلك جراء محاولة اطلاق نيران فاشلة. على كل حال، اسرائيل لم ترد عسكريا، واكتفت بتهديد حماس واتهامها بخرق وقف اطلاق النار". 37
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد