الأزهر في غزة.. ستون عاماً في مهب الريح
غزة /سوا/ تهدد الازمة المالية الطاحنة وانعدام الموازنات التشغيلية والتطويرية مستقبل معهد فلسطين الديني (الأزهر) في قطاع غزة القائم منذ ستين عاماً.
وحد غياب التطوير ومواكبة النظم التعليمية الحديثة من اقبال الطلبة على التسجيل والالتحاق بالمعهد الذي يتبع روحياً وتعليمياً لمشيخة الازهر في جمهورية مصر العربية، وانخفض عدد الطلاب من الفي طالب خلال سنوات سابقة الى الف فقط.
وذكرت صحيفة الأيام المحلية، أنه لم يطرأ أي تطوير على مبان المعهد المقامة على مساحة ثمانية دونمات وسط مدينة غزة منذ 1960.
وباستثناء دفع رواتب الموظفين البالغ عددهم 115 موظفاً من قبل الحكومة لا يحصل المعهد على أي موازنات تشغيلية او تطويرية بحسب ما أكده الشيخ الدكتور عماد حمتو عميد المعاهد الازهرية في فلسطين.
ولم تفلح جهود الإدارة حتى اللحظة بالحصول على أموال ومنح عربية او إسلامية لتطوير المعهد الذي تأسس في منتصف خمسينات القرن الماضي.
وعلى عكس جامعتي الازهر والإسلامية اللتين تجاوران المعهد وتتطوران بسرعة مذهلة في الشكل والمضمون بقي المعهد أسير الإهمال رغم انه يكبر الجامعتين بعقود.
وانحدر عطاء المعهد بشكل كبير جداً خلال العقدين الماضيين حينما كان المعهد يمنح كل طالب ما قيمته عشرة دنانير كل شهر في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
وتبلغ الديون المستحقة والمتراكمة على المعهد الناتجة عن غياب الموازنات التشغيلية والتطويرية اكثر من مليون شيكل، كما ان عدداً من الموظفين على بند العقود لم يتلقوا رواتبهم منذ ثلاثة اشهر، إضافة الى عدم قدرة المعهد على توفير اجرة بدل مواصلات للباصات التي تقل الطلاب الى المعهد سيما في فرع خانيونس جنوب قطاع غزة.
عدم القدرة على فتح فروع اخرى
وقال حمتو انه ومن ضمن المخططات التطويرية للمعهد هو توفير مصدر دخل ثابت للمعهد للانفاق عليه من خلال إقامة بعض المحال التجارية.
ويملك المعهد بالإضافة الى المقر الرئيس في مدينة غزة فرعاً اخر في مدينة خانيونس، ولديه طموح وخطط نظرية لاقامة فروع أخرى في محافظة شمال غزة والخليل و نابلس ولكن الازمة المالية وغياب التمويل والمنح تحد من ذلك كما يقول حمتو لـ"الأيام".
وقرر الازهر الشريف بمصر انشاء مقر له في مدينة غزة وأطلق عليه اسم معهد فلسطين الديني (الأزهر) بغزة وذلك في العام الدراسي 54/1955م زمن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، كأول مؤسسة تعليمية علي مستوي الوطن تجمع بين التعليم الديني والأكاديمي.
وأكد حمتو ان الأزمة المالية تحد من قدرة الإدارة على الابداع المهني وتطوير التعليم في المعهد الذي خرج نخبة من مشايخ وأساتذة العلم في قطاع غزة.
ويتبع المعهد إداريا للسلطة الوطنية كما انه يطلع مكتب الرئيس على كل اعماله، فيما يتبع للسياسة التعليمية للمعاهد الازهرية في مصر من حيث المنهاج والكتب الدراسية ونظم الامتحانات ومنح الشهادات العلمية وشروط قبول الطلاب، وما إلى ذلك من سياسات تعليمية حاضرة مستجدة.
وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية العام 1994، صدر قرار الرئيس ياسر عرفات، وبتأييد من الإمام الأكبر شيخ الأزهر بفتح عدة فروع في مدن فلسطين في القطاع وفي الضفة الغربية.
تطور مراحل الدراسة
ويدرس الطلاب في المعهد الديني في المرحلتين الإعدادية والثانوية ويتلقوا تعليماً في 18 مادة تجمع ما بين علوم الدين والدنيا.
ويقول حمتو ان المعهد يركز على فقهية المناهج في ظل النكبات الفقهية التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي وذلك من خلال نشر الفكر الوسطي البعيد عن التطرف والإرهاب.
وأضاف حمتو ان إدارة المعهد حريصة على ان يكون للطلاب ثقافة فكرية إسلامية وسطية والحفاظ على الثقافة الإسلامية والزي الإسلامي.
واستمر معهد فلسطين الديني بغزة محافظا على شخصيته الدينية العلمية التي تخرج منها آلاف الطلاب الذين نهلوا من هذه الثقافة وأكمل الكثيرون منهم دراسته الجامعية في جامعة الأزهر بمصر، كما استطاع هذا المعهد المحافظة على بقائه إبان الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة طوال الفترة من (1967-1994)
وأكد حمتو ان الازهر سيكون مفتاح الحل السياسي في المنطقة والاقليم وممكن ان يكون له دور كبير في تعميق العلاقة مع مصر بحيث يكون منارة كبيرة.
وضرب المعهد بجذوره أكثر فأكثر حين تطورت الدراسة فيه من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية ثم الثانوية ثم إلى المرحلة الجامعية بإقامته على أرضه جامعتين هما، الجامعة الإسلامية عام78/1979م وجامعة الأزهر بغزة العام 1992.
وأشار حمتو الى ان الإدارة تحاول تأمين المستلزمات الضرورية لعملية التطوير الداخلية ومن ثم الانطلاق خارجياً لتعريف العالم على طلاب ومدرسي الازهر.