نقل السفارة الامريكية للقدس لعب بالنار قد يفجر الأوضاع

السفارة الامريكية

غزة / خاص سوا /  وصف شخصيات سياسية فلسطينية اعتزام الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده لدى اسرائيل من مدينة تل ابيب الى القدس بأنه (إعلان حرب)، محذرين في ذات الوقت من خطورة القرار الامريكي على السلام في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمراسل صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الخميس انه لم ينس وعده بشأن نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وقال انه شخص "لا يخرق وعوده".

ولمح الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى أن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس قد يسفر عن نتائج من شأنها "تفجير" الوضع، وأبدى قلقه إزاء تراجع فرص حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحثّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على عدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس من تل أبيب.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن مناشدة عباس جاءت في رسالة أوضح فيها أن نقل السفارة ستترتب عليه "آثار مدمرة على عملية السلام وخيار حل الدولتين وأمن واستقرار المنطقة، على اعتبار أن قرار سلطة الاحتلال بضم القدس الشرقية لاغٍ وباطل ومخالف للقانون الدولي".

وقال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن قضية نقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس هي قضية هامة وأساسية بالنسبة لهم، وهي مسألة لا يوجد بها أي مكانية للاجتهاد، "ولا يمكن على الطلاق أن نسمح بها".

وأكد العالول في تصريح لإذاعة صوت فلسطين، اليوم الخميس ان أي اجراء أمريكي بنقل السفارة يعني تغيير كل السياسات عبر الفترة الماضية، مضيفا: "العالم كله بما فيه الادارات الامريكية المتعاقبة تؤكد ان القدس هي أرض محتلة تحديدا القدس الشرقية، والأراضي التي احتلت ما بعد عام 1967، وهذا تأكيد أمريكي على هذه المخالفة الاسرائيلية".

وأضاف: "نحن أعددنا العديد من الخطوات، واستبقنا أي حدث من الممكن أن يحدث، حيث ان الرئيس محمود عباس أرسل مجموعة كبيرة من الرسائل الى كل زعماء العالم، ودول العالم المعنية وذات التأثير في هذه المسألة، يحذرهم فيها من اتخاذ مثل هذه الخطوة، بما فيها رسالة الى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب".

وقال العالول: "نأمل أن الانطباع المتسرع وغير المتزن الذي أخذه العالم أجمع عن الرئيس الجديد ترامب، أن لا يكون صحيحا".

وأكد أنه سيكون هناك العديد من الخطوات التي لها علاقة بالانضمام الى عدد جديد من المنظمات الدولية وتفعيل محكمة الجنايات الدولية والموقف بشأنها، اضافة لتوصية من اللجنة التنفيذية من أجل سحب الاعتراف بدولة إسرائيل.

وأردف العالول: " سيكون هناك العديد من الخطوات السياسية، فضلا عن الخطوات الميدانية، لأننا لا نستطيع على الاطلاق أن نحتمل أن تحدث مثل هذه المسالة (نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس)".

كما أكد أنه سيكون هناك موقف من القوى الوطنية في العالم العربي والاسلامي، تجاه الولايات المتحدة وخطوتها، وتجاه وجود سفاراتها في هذه الدول ووجود وقاعدها في هذه الدول، والعديد من القضايا.

وقال العالول أن هناك تظاهرة جماهيرية في مدن الضفة الغربية، ستجتمع فيها جماهير من مدن رام الله و نابلس والخليل لتأكد وتعلن تمسكها بالقدس ورفضها لأي خطوة أمريكية بنقل السفارة الاسرائيلية الى القدس.

وأشار الى أن الوقت اليوم يؤكد أن الشعب الفلسطيني جاهز من أجل الدفاع عن القدس والتضحية من أجلها.

ونوه الى أن تلك الخطوة تشكل صرخة للأمة العربية لان القدس ليست للشعب الفلسطيني لوحده، "هي للأمة العربية والاسلامية وللمسيحيين في العالم، وللمجتمع الانساني"، وهي صرخة تقول لهم: ماذا أنتم فاعلون؟ نعم سكان القدس وحراسها جاهزون للتضحية من أجلها، ولكن هل تتخلون عن الفلسطينيين وتتركون القدس تئن؟".

بدوره قال المحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله، أن نقل السفارة الأمريكية الى القدس هو "لعب بالنار" لا يمكن للمنطقة أن تحتمله، وهو أمر خطير جدا وغير مقبول فلسطينيا وعربيا واسلاميا، وهو بمثابة "اعلان حرب اسرائيلية أمريكية على الفلسطينيين".

واعتبر عطا الله خلال حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب مغامر وغير متزن ومندفع ولا يمكن توقع سلوكه، ويُخشى ان يذهب بعيدا.

ويعتقد عطا الله ان المعارضة الدولية لهذا القرار في موسكو من الممكن أن تلعب دور، اضافة لمعارضة الأجهزة الامنية الأمريكية لأنها تتحمل مسؤولية العنف الصادر ليس فقط في فلسطين بل في العالم كله، مضيف: "وبالتالي هل هذه المعارضة ستتمكن من وقف هذا التنفيذ؟ أعتقد من الممكن أن يتوصلوا الى صفقة، وستكون على حساب الفلسطينيين".

وردا على سؤال حول دور المؤسسات الرسمية الفلسطينية لاسيما الرئاسة، يرى المحلل عطا الله أنه ينبغي عليها "قلب الطاولة" على اعتبار أن هذا الامر لا يخضع لمفاوضات، مضيفا: "الشعب الفلسطيني يقاتل منذ 70 عاما ودفع عشرات الآلاف من الشهداء، واذا لم يدافع عن القدس عن ماذا يدافع!".

كما اعتبر أن نقل السفارة الأمريكية الى القدس هو اعلان حرب ويجب على الفلسطينيين أن يُعلنوا الحرب، مؤكدا أن المسألة ليست بتلك البساطة وليست بتلك السوء ولا يجب أن يمر.

وأشار عطا الله الى أن على اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية أن تفهم ان الشعب الفلسطيني لديه من الارادة ما يمكن أن يقاتل الى عشرات السنين القادمة، وعند الاقتراب من الخطوط الحمراء يتحول الى قدر من الشراسة والعنف الذي تمكنه من الدفاع عن مقدساته وممتلكاته.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد