227-TRIAL- هل من المعقول ان يتعرض قطاع غزة لعدوان قاسي ومجرم و بحاجة الى دعم ومتابعة على مدار الساعة و الوزراء يقضون اجازة العيد في منازلهم بدلا من العمل في حال الطوارئ؟ و هل من المعقول ان ينتظر الجرحى الذين هم بأمس الحاجة للسفر للعلاج في الخارج مدة اسبوع كي تعود للوزارات العمل لاستخراج جوازات السفر لهم؟ من الذي يتحمل المسؤولية عن موت او تأخر شفاء عدد من الجرحى؟
يبدو ان الحكومة الغائبة غير مدركة حجم النكبة التي يمر بها القطاع الذي أعلن عنه منطقة منكوبة إنسانياً في ظل استمرار عدوان اسرائيلي قاسي، والتداعيات الخطيرة للوضع الانساني المتدهور في القطاع.
ومن أجل تذكير الحكومة الغائبة فقط، فان عدد الضحايا في القطاع وصل الى نحو 2000 شهيد و 10 ألاف جريح، ونحو نصف مليون إنسان اجبروا على النزوح من منازلهم، اضطروا للجوء في مراكز الايواء في المدارس، والحال المأساوي المعاش في تلك المراكز من العوز وانتشار الامراض ونقص مياه الشرب والنظافة الشخصية وغياب الاهتمام وغيرها من الامور الحياتية للناس، بالإضافة الى تدمير عشرات الآلاف من المنازل بشكل كلي وجزئي وتدمير المصانع و المنشأت المدنية ومئات المؤسسات الاهلية وتدمير محطة توليد الكهرباء وآبار المياه ومحطات الصرف اصرف الصحي.
الكل يعرف أننا نعيش فى مرحلة مهمة جدا ونحتاج إلى كل الجهود، نحتاج إلى خطة وطنية للخروج من الأزمة، نحتاج إلى إرادة وصدق و خيال جديد فى التعامل مع النكبة الانسانية التي يعيشها القطاع في كل الملفات والقضايا، لكن الحكومة لم تقدم أى شيء فى أي من القضايا السابقة التي تم الاتفاق عليها في اتفاق الشاطئ حتى الآن، اللهم إلا أننا نرى الوزراء والوزارات تعمل العمل يوما بيوم كالموظفين.
الناس تدرك ان الحكومة الغائبة لم تقدم حتى قبل العدوان أي خطط او برامج للعمل في قطاع غزة، وظلت تتعامل معه وكأن الانقسام ما زال مستمر ربما لان رئيس الوزراء وعدد من الوزراء هم من الحكومة السابقة ما زالت مسيطرة عليهم عقلية الانقسام في التعامل مع القطاع.
والدليل على ان الحكومة تتعامل مع القطاع بعقلية الانقسام يكفي ذكر سلوك وتعامل وزيرة التربية والتعليم في الحكومة التي أعلنت اثناء العدوان عن نتائج الثانوية العامة في طريقة توحي عدم ادراكها لحجم العدوان والقتل والدم المسفوك، ولم تكتفي بذلك فهي أكدت قبل يومين على ان العام الدراسي سيكون في موعده.
الوزيرة قالت ان العام الدراسي سيبدأ في موعده المقرر سابقاً، كان على الوزيرة ان تقول أننا ننتظر إعلان وقف العدوان وعودة المهجرين الى بيوتهم و انها وضعت الخطط من أجل العودة للدراسة في موعدها والأخذ في الاعتبار ما نتج عنه العدوان من تدمير للمدارس والعمل مع الحكومة على توفير مأوى مناسب للعائلات التي هُجرت وتقيم في المداس وان الوزارة تعمل على اقامة اماكن للترفيه عن الطلاب. العدوان لم ينتهي والوزيرة اكدت على عودة المعلمين في السابع عشر من الشهر كما تبقى للموعد الذي حددنه الوزارة لعودة الطلاب 12 يوم، والنازحين في المدارس، وعدد كبير من المدارس تم تدميرها، ومدارس اخرى بحاجة الى اعادة تأهيل كما الناس والمعلمين و الطلاب وهذا بحاجة الى اعادة تأهيل ودعم وإرشاد نفسي وترفيه والقيام بنشاطات لا منهجية، من قبل متخصصين وليس من معلمين هم بحاجة الى دعم وإرشاد من ما عانوه ما زالوا.
منذ تشكيل الحكومة لم يقم أي من الوزراء بالتواصل مع المسؤولين من وكلاء الوزارات او المدراء العامين في حكومة غزة للتعاون او العمل معهم لحين اعادة هيكلة الوزارات والموظفين، حتى في ظل العدوان لم تقم الحكومة بالاتصال مع المسؤولين في غزة، ويشكو المسؤولين في غزة من عدم التواصل، باستثناء وزارة الصحة التي شكلت لجنة مشتركة بين الضفة وغزة للتغلب على المصاعب وأرسلت وفدا طبيا كبيرا للمساعدة في علاج الجرحى.
الحكومة الغائبة شكلت لجنة طوارئ مركزية خاصة من اجل معالجة تدهور الاوضاع الانسانية في القطاع، وحتى الان لم نسمع او نرى خطة لهذه اللجنة، او حتى قدوم الوزير المكلف برئاستها من القدوم الى القطاع لإدارة العمليات الانسانية من القطاع.
Mustafamm2001@yahoo.com mustafa2.wordpress.com 104

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد