الاذاعات المحلية ..دور هام في تغطية العدوان والملاذ الاخباري الوحيد لسكان القطاع

68-TRIAL- غزة / سوا / ما ان تبدأ طبول الحرب تقرع على قطاع غزة، حتى تصبح الاذاعات المحلية أول وسائل الاعلام التى يعتمد عليها سكان قطاع غزة،لمتابعة ما يدور حولهم من تطورات ميدانية وذلك نظرا للانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والاعطال التى تصيب شبكة الانترنت .
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يجتمع ثلاثة أصدقاء على باب أحد المنازل ممسكين بالمذياع (الراديو) لمتابعة كافة الاحداث والتطورات الناتجة عن استمرار الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
ويقول باسم الاشرم (35 عاما) لوكالة (سوا) :"الردايو مهم جدا في وقت الحرب لانه ينقل الأحداث بشكل سريع عبر المراسلين المنتشرين في كافة مناطق قطاع غزة".
ويعتبر الأشرم جهاز الراديو الملاذ الوحيد لمتابعة الأحداث نظرا لان التيار الكهربائي منقطع بشكل كامل عن مخيمهم اضافة لان شبكة الانترنت غير متوفرة بسبب ارتباطها بالكهرباء.
ومنذ التاسع والعشرين من الشهر الماضي يعاني قطاع غزة أزمة كهرباء ناتجة عن توقف محطة التوليد الوحيدة عن العمل بشكل كامل نتيجة استهداف مدفعية الاحتلال لخزانات الوقود المزودة للمحطة.
كما ان التيار الكهربائي القادم من اسرائيل توقف في اعقاب استهداف طائرات الاحتلال لمحاولات الكهرباء الرئيسية على الحدود الشرقية لقطاع غزة ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع مناطق قطاع غزة باستثناء مدينتي خانيونس ورفح التى تتزودان بالكهرباء من الجانب المصري.
ويضيف الاشرم :" نجتمع مع الأهل والاصدقاء امام أحد المنازل للاستماع للاذاعات لمعرفة تطورات الاوضاع ولولاها لما عرفنا أي شيئ حتى أننا نستفيد منها في معرفة أماكن الخطر والتي قد تساعدنا في النجاة بحياتنا. 
وأثر انقطاع التيار الكهربائي على اداء بعض الاذاعات المحلية التى لم تستطع مواصلة التغطية ، اضافة لاستهداف بعضها من قبل قوات الاحتلال كإذاعة الوطن والاقصى التى تم قصفها أكثر من مرة بصواريخ الطائرات الحربية الامر الذي أدى الى توقف بثها بشكل كامل.
ويثنى الشاب بلال العايدي (25 عاما ) على دور الاذاعات المحلية في نقل الاحداث والتطورات الميدانية في الحرب الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة ومحاولة مراسليها الوصول الى المناطق الخطرة لنقل معاناة المواطنين وامكان الاستهدافات والقصف.
ويقول لـ(سوا):" الاذاعات المحلية أثبت جدارتها في نقل الصورة الحقيقة للمواطنين حيث انها تواكب التطورات المتلاحقة اولا بأول ويقوم مراسلوها بعمل شاق حيث انهم لا يعرفون النوم ويواكبون الاحداث اول باول لنقلها للمواطنين".
ويؤكد ان للاذاعات المحلية دوراً مهما في توعية المواطنين وكشف محاولات الاحتلال لاختراق الجبهة الداخلية وترشد المواطنين للطريق الصحيح ، اضافة لنقل مناشدات المواطنين لمساعدتهم في الابتعاد عن المناطق الخطرة التى يعتاد جيش الاحتلال قصفها".
ويؤكد عبد الناصر أبو عون رئيس قسم المذيعين في إذاعة ا القدس المحلية ان للاذاعات دور كبير وهام خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة من حيث نقل الاخبار وتعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها امام حالة الضغط.
يقول لـ(سوا) ندرك ان المهمة كبيرة وصعبة نظرا لانقطاع التيار الكهربائي وعدم مشاهدة التلفاز والقنوات فكان الاعتماد على الإذاعات المحلية وما نبثه للجمهور من معلومات وتحشيد للرأي العام فبذلنا كل جهد لتوفير المعلومات وربما تاخرنا لدقائق حتى تخرج المعلومة دقيقة امام زحمة الأحداث والأخبار المتلاحقة ".


ويضيف أبو عون:"الإذاعات كانت تعمل بظروف ومناخات غير طبيعية نظرا للحالة الأمنية واستهداف الأبراج والمقار الإعلامية فهذا ربما أوقعنا بضغط سرعان ما تغلبنا عليه أمام الكلمة والمحافظة على رسوخ الجبهة الداخلية فضلا عن المشاكل الفنية والناجمة عن انقطاع الكهرباء ومد الإذاعات بالوقود لاستمرار عملها والمحافظة على طاقمها الذي واصل الليل بالنهار لان هناك زملاء في مناطق التماس والجنوب لم يستطعوا الوصول لعملهم ما اضطر القيام بتحميل دوامهم وعملهم  لآخرين عملوا لأكثر من 20 ساعة متواصلة مع اشتداد الضربات والغارات".
ويرى المذيع في إذاعة الاقصى الصحفي أحمد زغبر ان انقطاع التيار الكهربائي المستمر وعدم تمكن المواطنين من مشاهدة الفضائيات ومواقع الانترنت جعل دور الاذاعات هام جدا في ايصال معاناة المواطنين للجهات المختصة في قطاع غزة.
ويقول لـ(سوا) :" نقوم في الاذاعة بتوجيه المواطنين وارشادهم بعدم التجمهور في الامكان التى يتم استهدافها اضافة الى بث نصائح حول كيفية التعامل مع الغازات التى يتم رشها ليلاً من قبل الاحتلال".
ويتابع:" ننقل رسائل ومناشدات المواطنين للجهات المختصة في قطاع غزة مثل الدفاع المدني وطواقم الاسعاف والطوارئ وشركة الكهرباء والصليب الأحمر".
ويؤكد ان دور الاذاعات هام جدا في ظروف الحرب والعدوان حيث انها تقوم في بعض الاحيان بربط المواطنين ببعضهم البعض خاصة اذا كان بعض العائلات محاصرين في مناطق خطرة مع أقارب لهم في مناطق أمنه للاطمئنان على بعضهم البعض.
بدوره يبين محمود عليان المدير التنفيذي لاذاعة الشعب ان دور الاذاعة في مثل هذه الظروف يكون بالدرجة الأولى التركيز على الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية التى ترتكب في قطاع غزة.
ويقول لـ(سوا) :" الاذاعة تخصص في مثل هذه الظروف خطوط ساخنة لمساعدة المواطنين الذي يتعرضون لقصف او يقعون في مناطق تتعرض لقصف ولا يستطيعون الخروج منها ،فيتم التواصل مع الصليب الأحمر او الجهات المعنية لانقاذ حياتهم".
ويوضح عليان ان الاذاعة واجهتها بعض الصعوبات كالمكان الذي تتواجد به حيث انه تعرض للقصف الاسرائيلي مما حدا بطاقمها ان يغادر ويبحث عن مكان آمن لمواصلة الرسالة الاعلامية،إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود لان الاذاعة تعمل على مدار الساعة لنقل الاحداث ما اثر عليها بشكل كبير .


235
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد