108-TRIAL- بعد أربعة أيام من غياب المعلومات وتسريب الشائعات حول ما يجري في القاهرة من مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي فاجئنا رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد أن الوفد الفلسطيني لم يتلقى أي رد على مطالب الفلسطينيين.
الوفد الفلسطيني المفاوض متمسك بمطالب الفلسطينيين ولم يتخلى حتى الان عن أي من المطالب التي تعتبرها اسرائيل مستحيلة، وانها مستعدة للموافقة عليها من خلال ما يسمى تسهيلات في حرية الحركة وإدخال مواد البناء تحت رقابة دولية صارمة.
وظهر خلال العدوان مدى السقوط القانوني والأخلاقي لما يسمى المجتمع الدولي ومشاركته في العدوان وقتل المدنيين و منحه الغطاء لدولة الاحتلال للدفاع عن نفسها من صواريخ المقاومة الفلسطينية. الوفد الفلسطيني متمسك بمطالبه وتمسكه بتلك المطالب وهذا جاء نتيجة للصمود الفلسطيني وقدرة المقاومة على ايقاع الخسائر الكبيرة والفادحة في صفوف الجنود الاسرائيليين، و يجب على الوفد الفلسطيني ان يتمسك برفع الحصار ومطلب توحيد الضفة وقطاع غزة وربطهما عبر فتح معبر بيت حانون ايرز امام المواطنين، فهو مقدم على معبر رفح ويجب التمسك بهذا المطلب وتجديد الحركة بين شطري الوطن.
كل المطالب الفلسطينية عادلة ويجب ان تتركز على رفع الحصار، ولا يجب الركون على المفاوضات في القاهرة، فأولا او اخيرا هي مفاوضات على وقف اطلاق النار وتحقيق المطالب المتعلقة برفع الحصار وهي مفاوضات قابلة للتطبيق وفي ذات الوقت غير قابلة كلها للتطبيق ومن دون ضمانات دولية حقيقية، وهناك اسئلة كبيرة حول ما يجري في القاهرة وماهية الاتفاق ومدى التزام اسرائيل به وعدم نقضه في أي وقت.
وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية ان لا تبقى صامتة وتنتظر ما تسفر عنه مفاوضات التهدئة في القاهرة من نتائج غير مضمونة ولا تستطيع حل كل القضايا، والقيام بجهد سياسي وحراك دبلوماسي من قبل القيادة تجاه العالم، وتستغل هذه الفرصة كي يتم رفع الحصار بشكل دائم واستغلال الادوات التي تمتلكها القيادة الفلسطينية في مخاطبة المجتمع الذي ساهم في فرض الحصار وما زال يفرض الحصار، ويبحث عن حلول لمساعدة الاحتلال ولم يفكر برفع الحصار بشكل حقيقي.
القيادة الفلسطينية مطالبة بالعمل الفوري وعدم الانتظار نتائج مفاوضات القاهرة ومماطلة اسرائيل ورفضها لرفع الحصار وتلبية شروط الفلسطينيين ومطالبهم العادلة، وتعرية مشاركة المجتمع الدولي في العدوان ومشاركته في فرض الحصار على قطاع غزة.
وفضح السقوط الأخلاقي للمجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة ودول أوروبا الولايات المتحدة الامريكية العدو الاول للشعوب، المجتمع الدولي ما زال ينظر للمطالب الفلسطينية الحياتية وهي في حقيقتها حقوق إنسانية أساسية من رفع الحصار و فتح المعابر والسماح بحرية الحركة والبضائع ووقف العدوان والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القطاع كأنها حقوق ثانوية، و ما يميز هذا العالم وسقوطه الأخلاقي المستمر انه شريك في الحصار ويعمل مع اسرائيل لإخضاع مطالب الفلسطينيين الاساسية للابتزاز من خلال المفاوضات و إقناع الفلسطينيين بالتنازل عنها أو عن بعضها، وتحقيق بعض منها كتسهيلات ومكرمات وكأنها امتيازات ثانوية وليست حقوق إنسانية أساسية من حق كل البشر التمتع بها وعدم المساومة عليها او الانتقاص منها او التفاوض عليها. السقوط الأخلاقي للمجتمع الدولي يتمثل كل يوم تجاه الفلسطينيين هو بمطالبة الضحية بالتنازل عن حقوقه الاساسية.
وعليه القيادة الفلسطينية مطالبة بالعمل و الضغط على المجتمع دولة الاحتلال التي تحاول الان استغلال اعادة اعمار غزة من خلال الرئيس عباس فالسلطة عليها العمل من أجل فتح جميع المعابر، والتمسك بموقف وطني ورفض شروط اللجنة الرباعية الدولية التي شاركت ووافقت على شروط اسرائيل و فرض الحصار، وهي ما زالت تشارك في استمراره وتزيد من معاناة الفلسطينيين وتطيل أمد الحصار و الاحتلال.
mustafamm2001@yahoo.com mustafa2.wordpress.com 292

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد