31-TRIAL- يلوح في الأفق بوادر للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، بطرح مصر مبادرة تقوم على وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية برا وبحرا وجوا، على ان تتوقف الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، و فتح المعابر بشكل كامل. وتابعت مصر قولها بان المبادرة تشمل جميع الفصائل ولا تقتصر على حركة حماس .
إسرائيل أعلنت موافقتها على المبادرة المصرية وتسببت هذه الموافقة في إحداث شرخ داخل الائتلاف الحكومي اثر قيام نتنياهو بإقالة نائب وزير الدفاع "داني دانون" الذي رفض المبادرة المصرية ويعكس ذلك كله حالة الوضع الداخلي الإسرائيلي والمأزق الذي وضع فيه نتنياهو. حماس رفضت المبادرة بشكل قاطع ووضعت شروطا تتعلق بإنهاء الحصار والإفراج عن أسرى صفقة "وفاء الأحرار".
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع بدأت الدبلوماسية الفلسطينية بالتحرك على مختلف الأصعدة من اجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأجبر الموقف الفلسطيني الدول الكبرى صاحبة التأثير في السياسة الدولية على التحرك باتجاه وقف إطلاق النار من كلا الجانبين، حيث باشرت الولايات المتحدة الأمريكية اتصالاتها ببعض الأطراف الإقليمية التي لها دور في المنطقة، وترتبط مع الجانبين او بعض منهم بعلاقة يمكن التأثير فيها. فقامت بالاتصال بكل من مصر وقطر وتركيا لاستكشاف إمكانية التوصل الى حل يتم بموجبه وقف إطلاق النار.
وكانت الأعين مشدودة نحو مصر للقيام بهذا الدور بسبب علاقاتها مع كافة الأطراف. وبعد سلسلة من الاتصالات والمشاورات التي قام بها الأشقاء المصريون تم طرح مبادرة تقوم على وقف متبادل لإطلاق النار بين الجانبين. لكن هذه المبادرة اصطدمت بالرفض أحيانا والقبول أحيانا أخرى، وسنتناول مواقف القوى ذات العلاقة بالأحداث الجارية ومدى استجابتها للمبادرة المصرية .
1.الولايات المتحدة التي تمتلك دائما أوراق الحل في كثير من القضايا الدولية مثار خلاف ،ويزداد حضورها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. وتعتقد الولايات المتحدة أن ثقل مصر وحجمها ومكانتها السياسية الدولية والإقليمية وعلاقاتها مع مختلف الاطراف ، يعطيها دورا يمكن ان يساهم في قبول الأطراف لمبادرتها ، رغم تحفظات حماس على الدور المصري،وان كانت الولايات المتحدة قد أبقت الباب مفتوحا أمام مبادرات أخرى تساعد في إنهاء الوضع القائم، إلا أن الولايات المتحدة تولي اهتماما للدور المصري بعد إدراكها انه لا يمكن تجاهل دور مصر الإقليمي ،وربما أرادت الولايات المتحدة تجديد الثقة في النظام المصري بما يمكنها من إعادة علاقاتها مع مصر التي تضررت في السابق، وإعادة الدعم الذي توقف نتيجة الأحداث التي جرت في مصر. وتشجيعها على محاربة ما يسمى بــ " الارهاب الاسلامي"
2. إسرائيل الطرف الرئيسي في الحرب الدائرة وصاحبة العدوان على القطاع استجابت للمبادرة المصرية دون قيد او شرط.حيث ان اسرائيل تصغي لمصر جيدا وترتبط معها بعلاقات سلام وتتطلع لاستمرار الدور المصري في محاربة المتشددين الإسلاميين الذين باتوا يشكلون خطراً على "امن إسرائيل"، هذا إضافة الى ان إسرائيل تتطلع لشراكة اقتصادية مع مصر.كما ان إسرائيل تدرك جيدا الدور الإقليمي الذي تتطلع به مصر، وأنها قادرة على ممارسة ضغوطها على كافة الأطراف بما فيها إسرائيل . وتدرك ايضا أن أي تحرك مصري سيكون وفق المصالح العربية والقومية. هذا بالإضافة الى ان إسرائيل تدرك جيدا أيضا بان حماس لن يكون لديها مشكلة في التوقيع على هدنة جديدة حيث ان هناك قاعدة اتفاق مسبقة بينهم تم توقيعها برعاية مصرية في عهد الرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي.
3.حماس التي رفضت المبادرة المصرية قبل ان تولد والذي كان متوقعا ويعود ذلك لأسباب أيديولوجية وعقائدية وليست لأسباب سياسية فقط، حيث فرضت العلاقات المتوترة بين الطرفين نفسها على مواقف حماس الرافضة للمبادرة المصرية. لكن حماس تدرك انها لن تستطيع ان تبقى طويلا في حالة عداء مع مصر، وكان من المفترض ان يكون هذا الحدث مناسبة جيدة لبدء إعادة العلاقات مع مصر التي تتحكم في معبر رفح المتنفس الوحيد للقطاع. لكن حماس تفضل ان يكون هناك مبادرة قطرية تركية بسبب علاقة حماس الإستراتيجية مع هذه الأطراف وتعتقد ان هذا التحالف سيدافع عن مواقف حماس ويكون بمثابة داعم لها في هذه الأزمة.
مهما كانت السيناريوهات والمواقف الا انه لا يمكن تجاوز القيادة الفلسطينية في أي حل او اتفاق قادم وهذه الحقيقة تقر بها كافة القوى الدولية والإقليمية، رغم ان حماس تحاول التفرد بالحل وترسل إشارات بان هذه الحرب حربها والحل حلها لكن العالم يعترف بشرعية واحدة صاحبة الولاية السياسية على القطاع وهذا ما أقرته حماس واعترفت به بتوقيعها على اتفاق المصالحة.  202

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد