بعد تسعة ايام من العدوان: غزة تعيش الهدوء بدون تهدئة

288-TRIAL- غزة / سوا/ يعيش قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى حالة من الهدوء الحذر مع اعلان إسرائيل قبول المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار. وبالرغم من رفض الاذراع العسكرية والفصائل للمبادة المصرية إلا أن الهدوء لا يزال سيد الموقف سيما بعد وقف الغارات الجوية من قبل إسرائيل وفي المقابل تراجع حدة اعمال المقاومة واقتصار اطلاقها للقذائف على أهداف عسكرية ملاصقة للحدود. وأدخلت المبادرة المصرية الأطراف الفلسطينية في حيرة شديدة بعد أن قبلت اسرائيل المبادرة واعلنت التزامها بها ومنحها فرصة 24 ساعة كي تلتزم المقاومة فيها. ونقت كتائب القسام صحة ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام عن وجود  مبادرة وقف إطلاق نار بين المقاومة والاحتلال.   وأضافت القسام في بيانٍ عسكري صدر عنها فجر اليوم بأنه لم تتوجه لها أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في المبادرة التي يتم تداولها "المبادرة المصرية".  وتابعت قائلةً" إنه إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".   وقالت الكتائب" إن معركتنا مع العدو مستمرةٌ وستزداد ضراوةً وشدةً، وسنكون الأوفياء لدماء شهداء معركة "العصف المأكول" الأبرياء وكافة شهداء شعبنا، وإننا نعد شعبنا أن هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدىً، ولن يجهضها أحدٌ كائناً من كان في هذا العالم". وأدخلت هذه الحالة المواطن في غزة في دوامة من التشكك وعدم اليقين والحيرة حول طبيعة الوضع الأمني. ويترقب المواطنون ببالغ الاهمية والتوتر ما ستشهده الساعات القادمة واذا ما ستشهد من تثبيت لحالة الهدوء أو انهيارها. ولم تخف غالبية الشارع رفضها الكامل للمبادرة التي لم تتضمن ضمانات برفع المعاناة والحصار و فتح المعابر واطلاق سراح الأسرى. وعبر المواطنون في احاديث منفصلة مع "سوا" عن استيائهم الشديد من المبادرة داعيين المقاومة وخصوصاً حركة حماس الى رفضها والاستمرار في التصدي للعدوان مهما كلف الأمر. وقلل الشاب مالك النجار من مدينة غزة من أهمية المبادة، محذراً من المخاطر التي تحملها. وعبر النجار عن صدمته الشديدة من المبادرة، مضيفاً أن الشعب في غزة يستحق مبادرة افضل بكثير ترفع الظلم عنه وتمنحه فسحة من الأمل في انهاء الحصار وفتح المعابر. أما المواطن تحسين عبد العال فعبر عن احباطه الشديد من المبادرة، مشيراً إلى أنه قرأها أكثر من مرة ولم يجد فيها أي بند في صالح الشعب الفلسطيني. ويخشى عبد العال من قبول المقاومة للمبادرة بشروطها الحالية الأمر الذي سيحبط الشارع بكل تأكيد. وقال إنه لا يجوز القبول بهذه المبادرة بعد الكم الهائل من التضحيات التي قدمها المواطنون والتي وصلت الى 200 شهيد واكثر من 1400 جريح منذ بدء العدوان قبل تسعة أيام. من جانبها دعت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مجاهديها وكافة المجاهدين إلى عدم التعاطي نهائياً مع ما يشاع عبر بعض وسائل الإعلام حول التهدئة. وطالبت السرايا مجاهديها بالبقاء على جهوزية تامة، وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم الالتفات للشائعات المنتشرة عبر وسائل الإعلام. وشددت سرايا القدس على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مستمرة. من جانبها، أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية فجر اليوم الثلاثاء ، بأنه لم يتحدث معها أي احد بخصوص وقف إطلاق النار أو الحديث عن التهدئة. قالت الحركة في تصريح لها :"إن الحديث عن التهدئة لم نسمع به إلا عبر الإعلام ولم يحدث أي تواصل بهذا الخصوص" مؤكدة في الوقت ذاته بان وقف إطلاق النار لا يكون عبر الإعلام". كما ورحبت الحركة في تصريحها بأي دور عربي وخاصة من الشقيقة مصر  على أن تكون المبادرات بالتواصل مع فصائل المقاومة".
89
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد