إضاءات على الموقف المصري من العدوان ...بقلم: محمد نزال

86-TRIAL-

وردت لي تساؤلات عديدة من متابعي هذه الصفحة، تتركّز حول الموقف المصري الرسمي من العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، ومدى صحة ما يقال عن زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي إلى الكيان الصهيوني، قبل بدء العدوان، وعن حقيقة وجود وساطة تقوم بها السلطات المصرية مع الإسرائيليين لوقف العدوان. وقد رأيت إزاء هذه التساؤلات، أن أجيب عنها بصراحة وشفافية، كما عوّدتكم، على النحو التالي: *لم تجر السلطات المصرية منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أي اتصالات مع قيادة حركة حماس ، سواء في الداخل أو الخارج، بشأن "وساطة" مع الإسرائيليين. وما بلغنا حتى الآن، أن السلطات المصرية، غير راغبة القيام بهذا الدور. وقد نشرت الصحافة الإسرائيلية، أن بعض القيادات العسكرية المصرية، أبلغت نظيرتها الإسرائيلية، أنها غير معنية بما يجري في قطاع غزة! *أما زيارة التهامي، فقد تم الإعلان عنها ، من جانب إذاعة الجيش "الإسرائيلي"، ولم يتم نفيها من أي مصدر مصري رسمي، بل إن وسائل الإعلام المصرية تناقلت الخبر، على أساس أنه حقيقة! ولا أستبعد ما نشر من أن الإسرائيليين، أبلغوا المسؤول المصري، قرارهم العدوان على قطاع غزة، تماما كما جرى قبيل عدوان 2008-2009، عندما زارت تسبي لفني القاهرة، وأبلغت الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بقرار الحكومة الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، ولقي ذلك مواقفة مبارك حينذاك! 

ويبدو أنهم هذه المرة، ولتلافي الحرج الكبير، الذي يمكن أن تحدثه زيارة مسؤول إسرائيلي إلى مصر، تمت دعوة التهامي لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإبلاغه القرار! *وحول الموقف المصري الرسمي من العدوان، فقد عبّر عنه الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي، بدعوته الطرفين (حماس والإسرائيليين ) إلى وقف "العنف المتبادل"!... وهذا المصطلح يمّثل تطوراً فكريا وسياسيا خطيرا في الموقف المصري، لم يحدث في العهود السابقة،حيث تم وصف مقاومة الشعب الفلسطيني بـ "العنف"، وتمت المساواة بين الضحية والجلاد!.. ويعدّ هذا الموقف متقدما، قياسا بوسائل الإعلام المصرية الرسمية وشبه الرسمية، التي عبّرت عن مواقف مشينة، أظهرت فيها الشماتة بالفلسطنيين عموما، وأهل غزة وحماس خصوصاً، بلغت درجة تأييد العدوان، وتوجيه الشكر إلى نتنياهو، ودعوة الله سبحانه وتعالى، أن يكثّر من أمثاله! طبعا، لايمكن أن تكون هذه المواقف، بعيدة عن التوجيه من" جهات سيادية" يعرفها الجميع!! أرجو أن تكون إجابتي واضحة، لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد


160
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد