قوات مكافحة الارهاب تستعد لاقتحام مجمع الحكومة وسط الرمادي

القوات العراقية

بغداد / سوا/ تستعد قوات جهاز مكافحة الارهاب لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقعة وسط مدينة الرمادي التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في ايار/مايو الماضي، في عملية تقلص مساحة نفوذ الجهاديين.

ويأتي هذه التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة الى مركز المدينة من المحور الجنوبي والذي تمكنت خلالها من فرض سيطرتها على عدد من احياء مركز محافظة الانبار.

وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس ان "قواتنا تستعد الان لاقتحام منطقة الحوز وفيها المجمع الحكومي" الذي تشكل اعادة السيطرة عليه خطوة رئيسية للسيطرة التامة على مدينة الرمادي التي من المؤمل ان تتم خلال ثلاثة ايام بحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب.

ويتعين على القوات الحكومية التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وامتلأت بالدمار والركام.

ويقوم عناصر تنظيم "داعش" قبل الانسحاب عادة بتفخيخ الشوارع والطرق والمنازل ويهربون من خلال انفاق قد تكون هي الأخرى مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات.

وعثرت القوات الامنية خلال عمليات تمشيط الاحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز الطبخ.

قبل الهجوم الاخير، قدر المسؤولون ان 300 من مسلحي التنظيم يتواجدون في مركز المدينة.

واستعادة مدينة الرمادي التي اصبحت معقلا للجهاديين وشهدت اعنف المعارك ضد الجيش الاميركي في السابق، ستسجل اكبر نصر للقوات العراقية.

وأكد المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد ان استعادة المدينة "مسألة حتمية، النهاية قريبة ولكن المعركة ستكون قاسية".

وأضاف أنه "ما زال أمام قوات الامن العراقية الكثير للقيام به. هناك معارك صعبة ستخوضها، وهذا سيستغرق وقتا". وأكد الكولونيل الاميركي أيضا ان آلافا من المدنيين ما زالوا في المدينة، "ربما عشرات الآلاف" وان التنظيم المتطرف يستخدم بعض المدنيين دروعا بشرية.

وافاد عدد من المسؤولين ان عناصر التنظيم يحاولون الهروب من الرمادي عبر الطوق الذي تفرضه القوات العراقية في محيط المدينة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، ان "العشرات من عناصر داعش فروا من مركز الرمادي الى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة".

واضاف المسؤول المحلي ان "ذلك ياتي بعد الضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش في مناطق البكر والضباط والارامل بالجزء الجنوبي من مركز الرمادي".

يقود جهاز مكافحة الارهاب وهي قوات النخبة، العمليات العسكرية التي يشارك فيها الجيش والشرطة المحلية وابناء العشائر، باسناد من طيران التحالف والقوة الجوية العراقية.

وقد خسر تنظيم "داعش" عددا من المدن التي يحتلها في العراق منذ بدء الهجوم المضاد الذي قامت به السلطات الاتحادية واقليم كردستان ردا على الهجوم الكاسح للجهاديين قبل 18 شهرا والذي ادى الى سيطرته على مساحة شاسعة من البلاد.

وقال العقيد ديفيد ويتي وهو ضابط متقاعد من القوات الاميركية الخاصة ومستشار سابق لقوات مكافحة الارهاب "لقد كانت معركة الرمادي معركة استنزاف، وقد عزلت المدينة لفترة طويلة".

وقد اثار البطء في العمليات حملة انتقادات ودعوات لمشاركة فصائل الحشد الشعبي واعطائها دورا اكبر في تحرير الرمادي.

لكن بغداد قررت الالتزام بخطتها التي كانت تقضي باعادة تدريب المقاتلين المحليين من محافظة الانبار واعطائهم واجب مسك الارض بعد تحريرها من قبل القوات الاتحادية.

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي السبت ان تنظيم "داعش" سيطر في بداية هجومه على 40 بالمئة من مساحة العراق الكلية، لكن بعد العمليات العسكرية لا يزال يسيطر على مساحة 17 بالمئة فقط.

وشاركت قوات الحشد الشعبي التي تشكلت من متطوعين من الشيعة خصوصا في عمليات تحرير بيجي وتكريت ومدن ديالى، لكنها لم تدخل في معركة الرمادي.

وقال العقيد ويتي ان استعادة الرمادي "قد يكون لها بعد رمزي في تقوية المقاومة في الانبار ضد داعش بدعم من القوات العراقية".

يسيطر التنظيم المتطرف منذ حزيران/يونيو 2014 على مساحات واسعة من الانبار كبرى محافظات العراق والمحاذية مع سوريا والاردن والسعودية.

ولا يزال التنظيم يسيطر على الموصل، ثاني مدن العراق ومركز محافظة نينوى.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد