برلمان أوروبا يقر إجراءات عاجلة بشأن اللاجئين

بروكسل/سوا/ أقر البرلمان الأوروبي إجراءات عاجلة اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لتحسين توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء وإنشاء آلية دائمة لهذا الغرض، وسط استمرار تدفق اللاجئين من اليونان عبر المجر إلى دول غرب أوروبا. 

 وقد تبنت هذا القرار أغلبية كبيرة، وندد النواب الأوروبيون بما سموه "الضعف المؤسف للتضامن بين الحكومات إزاء طالبي اللجوء". كما أعربوا عن الاستعداد حينما يحين الوقت للموافقة عبر آلية سريعة على المشروع الذي طرحه يونكر، وينص على خطة يستقبل الاتحاد الأوروبي بموجبها 160 ألفاً من طالبي اللجوء, يوزعون على الدول الأعضاء بحصص إجبارية متكافئة. 

كما دعوا أيضا مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى عقد مؤتمر دولي بشأن اللاجئين "بهدف وضع إستراتيجية دولية مشتركة للمساعدات الإنسانية"، على أن يشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية ودولا عربية. وكان يونكر قد كشف عن اقتراحاته -أمس الأربعاء- أمام البرلمان الأوروبي، وقال للنواب "لقد حان الوقت لأن نتعامل بإنسانية وكرامة" مع مسألة اللاجئين.

 وطلب من دول الاتحاد الأوروبي الموافقة بشكل عاجل على تقاسم 120 ألف لاجئ (بالإضافة إلى أربعين ألفا في البرامج الحالية) بحاجة إلى حماية دولية، جاؤوا إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر ويوجدون حاليا في اليونان وإيطاليا والمجر. ومن المنتظر أن يبحث وزراء داخلية الاتحاد الخطط والإجراءات في اجتماع طارئ الاثنين المقبل، ولكن وسط معارضة بعض الدول الأعضاء من أوروبا الشرقية، فقد تدعو بروكسل إلى عقد قمة خاصة للموافقة عليها. 

في هذه الأثناء يواصل مئات اللاجئين التدفق على الحدود المجرية رغم الأسلاك الشائكة التي أقامتها السلطات على طول حدودها مع صربيا. وقد أعلنت السلطات المجرية احتجاز أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمئة لاجئ في مخيمات خلال يوم واحد، وهو أكبر عدد من اللاجئين يحتجز خلال أربع وعشرين ساعة. كما سجل وصول خمسة آلاف لاجئ إلى الحدود الصربية المجرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. 

وقد تسببت الأحوال الجوية المتقلبة في زيادة معاناة اللاجئين السوريين الذين ما زالوا يتدفقون على الحدود المجرية قادمين من صربيا. ويعاني اللاجئون ظروفا معيشية قاسية مع بدء موسم الأمطار خصوصا أن معظم اللاجئين ينامون في العراء أو في خيام شبه بالية. 

وقد انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش بشدة تعامل السلطات المجرية مع أزمة اللاجئين. وفي اليونان حيث نقطة الانطلاق إلى الدول الأوروبية، فقد أفاد مراسل الجزيرة أيمن الزبير بأن السلطات خصصت أعدادا كبيرة من الموظفين والبواخر لتسهيل حركة اللاجئين.

 وأشار إلى أن السلطات التي تقول إنها تستقبل ما معدله ألف لاجئ يوميا، نقلت 15 ألفا إلى المدن اليونانية وخاصة أثينا.

 أما ألمانيا التي أعلنت اليوم استقبالها 450 ألف لاجئ منذ بداية العام الجاري، فقد خصصت 3.5 ملاين يورو (نحو أربعة ملايين دولار) لدعم العمل التطوعي الخاص بمساعدة اللاجئين. من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري -أمس الأربعاء- أن بلاده "ملتزمة" باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين دون أن يذكر عددا محددا.


اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد