فروانة: التعذيب سياسة إسرائيلية رسمية من معاملة المعتقلين اليومية

غزة / سوا / أكد عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة، أن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بشقيه الجسدي والنفسي، لم يكن بالحدث النادر أو الاستثنائي، وانما شّكل سياسة إسرائيلية رسمية، وحظى بمباركة الجهات السياسية، واضحى جزءاً اساسيا من معاملة المعتقلين الفلسطينيين والعرب اليومية، بغض النظر عن جنسهم أو فئتهم العمرية أو احتياجاتهم الخاصة وأن كل من يعمل في المؤسسات الإسرائيلية المختلفة يشاركون في ترجمة تلك السياسة.

جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير وزعه على وسائل الإعلام بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وإعادة تأهيلهم ، والذي يصادف في 26 حزيران/يونيو من كل عام، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 12 ديسمبر من عام1997، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م .

وأعرب فروانة عن بالغ قلقه من استمرار التعذيب في السجون الإسرائيلية وخطورة تبعاته، الآنية والمستقبلية، على صحة وحياة المعتقل الفلسطيني.

وأضاف "والأخطر وجود هذا التلازم المقيت والقاسي، بين الاعتقالات والتعذيب، بحيث يمكن القول بأن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، من الفلسطينيين، قد تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي، مما يعني أن 100% ممن اعتقلوا تعرضوا للتعذيب".

وبيّن فروانة بأن موقف القضاء الإسرائيلي والمحاكم العسكرية، متواطئ مع الأجهزة الأمنية، حيث يستند في قراراته وأحكامه على ما يقدم له من مستندات ادانة، دون الأخذ بعين الاعتبار أن المعلومات والاعترافات الواردة قد انتزع بالقوة وتحت وطأة الضغط والتعذيب من المعتقلين كافة بمن فيهم الأطفال.

وأكد فروانة بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرّعت التعذيب قانوناً في سجونها ومعتقلاتها، وكانت توصيات لجنة لنداوي عام 1987 هي أول من وضعت الأساس لشرعنته ومنحت مقترفيه الحصانة القضائية، لي فتح الأبواب على مصراعيها لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم و ليُشكل نهجاً اساسياً وثابتاً وممارسةً مؤسسيةً يشارك فيها كل من يعمل في المؤسسات ذات الصلة والاحتكاك مع المعتقلين.


مشيرا الى أن الإحصائيات الموثقة لدى هيئة شؤون الأسرى تفيد بأن (71 ) أسيراً استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال منذ العام 1967. هذا بالإضافة إلى العشرات من الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بما ورثوه عن التعذيب، فضلا عن أن عشرات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا يزالوا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية جراء ما مورس بحقهم من تعذيب .

واعتبر فروانة التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية انتهاكا أساسيا لحقوق الإنسان، وجرم فظيع وبشع يرتكب بحق الإنسانية، يهدف إلى تدمير الإنسان جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته. الأمر الذي يستدعي التحرك الجاد من قبل المؤسسات الدولية لوضع حد للتعذيب، وملاحقة مقترفيه وفقا لما ينص عليه القانون الدولي. بل والسعي الجاد لمساندة ضحاياه وضمان توفير حياة كريمة لهم ولذويهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد