مع تطور الإعلام في العالم، وفي ظل التكنولوجيا برزت أدوات إعلامية جديدة أطلق عليها فيما بعد (الإعلام الاجتماعي) أو (الإعلام الجديد)، ويمثل هذا الإعلام بارقة أمل لدى الكثيرين من خلال عدم احتكار المؤسسات الرسمية أو من يهادنها للمعلومة. فصار هناك مساحة واسعة للبوح، وللترويج للحقائق بعيداً عن تلويثها بالأكاذيب الرئاسية أو الحكومية.

وقد راودني تساؤل عن مدى صناعة مصطلح يخص الأدب متناغماً مع الإعلام، كأن نطلق مصطلح (الأدب الجديد) ولكن كيف يكون الأدب جديداً؟ ثم أليس هناك ما هو جديد كل يوم في مجال النثر والشعر وغيره من الآداب والفنون الأخرى؟ ومن الذي يقوم بإطلاق الأسماء والمصطلحات؟ وهل المواطن العربي سيظل رهينة التبعية في شتى المجالات؟

الأدب اليوم يعيش مرحلة جديدة، سواء في المادة المطروحة أو التقنية التي يعتمد عليها الكتاب والأدباء. حيث أن الكاتب صار متأثراً بشكل أو بآخر بجمهور القراء، يستمع لنصائحهم وقصصهم من خلال التواصل الاجتماعي وعبر مواقع الفيس بوك وغيرها. يطور من بنيته النصية وفكرته التي صارت تتشكل بهيئة وحلة جديدة. ولعل السينما كانت عامل جديد لصناعة أفكار جديدة عميقة. فالكتاب يعتمدون على قراءة الآداب الأخرى ومتابعة التطور الحاصل حتى في مجال المسرح والسينما وهو ما يقدم مادة تليق بجمهورنا العربي. بالإضافة إلى الجوائز التحفيزية التي تقوم بها بعض البلدان العربية للآداب والفنون كرسالة جديدة نحو نهضة الأمة المنتظرة.

إن المواطن العربي يحتل الروايات والقصص الجديدة، ولكن همومة ومشاكله ليست بالصورة النمطية، وإنما بحلة جديدة كالتقنيات المقدمة والتي تعتمد على عنصر التشويق والجذب. وهو ما نجح به كثير من الجيل الجديد من الكتاب والذين حصل بعضهم على جائزة البوكر وبعضهم تأهل للقائمة الطويلة وآخرون للقائمة القصيرة، مما يعني أن هناك أدب جديد يحتل الصدارة برؤية شابة وفتية تضج بالحياة، حتى أنها تأخذ بلب النقاد والمحكمين والقراء والمهتمين.

الأدب العربي ورغم كل تم كتابته بحاجة إلى تصدير للخارج، ونحن بحاجة لمترجمين أدباء يستطيعون نقل المادة بذات الجودة التي كتبت بها، حتى تحقق غايتها ولا تحدث فجوة بين القارئ والمادة المقدمة. أو بين الهدف الذي أراده الكاتب وبين ما أراده المترجم. وعليه فهي دعوة للمؤسسة الرسمية والمؤسسات الأهلية، المحلية والعربية والدولية أن تعني بترجمة الآداب العربية لنقل هموم أبنائها وطموحاتهم علها تستطيع أن تجيش العقول الغربية لنصرة القضايا الأخلاقية في الوطن العربي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد