يدور الكلام الكثير ويحبر الورق بلا حساب حول الانتخابات وأهميتها للفلسطينيين ونطالع مقالات حول ذلك وكان آخرها للأصدقاء د. أيوب عثمان و د. سفيان أبو زايدة ( الانتخابات بين حماس وعباس) ولكن السؤال لماذا الانتخابات وعن ماذا ستسفر؟
وهل ستشيل الزير من البير وعلى فرض إجرائها أي مسخ ستلد؟! فنظرة سريعة للخلف لنرى نتائج الانتخابات الأخيرة عام 2006 والتي أجريت بتوصية ملزمة من الإدارة الأمريكية حاملة لواء الديمقراطية للخراب العربي وفازت فيها حماس وكانت النتيجة أن حماس لم تتمكن أن تحكم بديمقراطية الصناديق لأسباب دولية وعربية وفلسطينية ( فتح وحماس) لذا نستطيع أن نقول ديمقراطية زائفة كحال كل العرب انفجرت بعدها الأمور وأصبح لدينا كيان غزاوي تسوسه حماس بما نرى وآخر ضفاوي يسوسه عباس بما نعلم . ونتساءل هل سيلتحم الجسد الفلسطيني بالانتخابات؟ بالتأكيد لا وألف لا وهذه هي أسبابنا.
ففي غزة حماس غير متحمسة لذلك إلا إذا أعطيت موضع قدم في الضفة، و رام الله لا تريد غزة من الباب للطاق كما يقول المثل الشعبي ، والانتخابات سوى تجديد وتفويض لنفس البلاء الذي يركبنا من أيدلوجيات ذاتية مبتدعة للحكم ليس إلا! والشعب كما نرى واقع بين التشنج والاستكانة عبداً للراتب ورغيف الخبز وتوارى الوطن وما نفع الوطن كما قال الصديق بسام زكارنة إذا ضاع المواطن؟!!
ألم يكن الانقسام الناتج عن ديمقراطية زائفة مسببةً لثلاثة حروب على غزة وإغلاق تام وانهيار كامل شامل (يرجى مراجعة تقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي وكافة المنظمات الدولية التي تؤكد أن عام 2015 هو موت قطاع غزة الشجاع) هل هناك اقتصاد؟(سوى الراتب) مع أن لدينا وزراء وخبراء اقتصاد بعدد شعر الرأس وهل لدينا ماء للشرب أو طاقة كهربائية وهل حال الصحة والتعليم والبطالة يوازي جودة ما كان أيام الاحتلال؟ ألم يكن اللغط الشديد حول المصالحة الوهمية هي الراتب ومن يعرف غير ذلك فليقل لنا ما يعرف.
ربما يتساءل البعض لماذا هذه النظرة العدمية. والإجابة اعتقد موجودة لدى الشعب الفلسطيني ودعونا من الفصائل والفسائل كبرت أم صغرت لأن حاله الكفر الشعبي في قمة القرف حيث سئمت من التلاعب بالألفاظ والكلمات والأفكار البيزنطية وربما نستعير ما أدركه الإمام الشافعي حين سئل هل من يحمل قربة فساء يبطل وضوءه ؟! وديمقراطيتنا هي كمن يحاول حمل قربه فساء الديمقراطية وصولاً لإنهاء الاحتلال؟!
لنتحدث بصراحة أن الخلل الداخلي أكثر خطورة من الاحتلال بل خادم له. أريد القول أن الفوضى العقلية وفقدان الاتجاه وانعدام برنامج سياسي لمقاومة أو مفاوضة حتى الأفكار التي يكتبها الكتاب ذوي الرؤية من الفلسطينيين هي أفكار غير واضحة لأن الحكام لا يلتفتوا إليها إلا من منظار حجم الإساءة لهم أو تسفيه آرائهم وأعمالهم. لقد انعدم هامش الثقة بين الشعب ومن يجلسون وراء مقود السيارة الخربة نعم هناك سلطة في غزة والضفة ولكنها سلطة متعسفة فظة تمتطى صهوة الشعب. من يذهب للمجالس والدواوين والشقوق والمقاعد الشعبية عليه أن يصغى لكلمة الراتب والمعبر دون أي أمر آخر.
ألم يصبح الراتب متحكماً في الرقاب أكثر من الاحتلال ؟ ألا يشارك العرب والمسلمون (سنة وشيعة) في ذلك تحت مبدأ من يأكل خبز السلطان يضرب بسيفه! أي أن نبايعهم على السمع والطاعة!! بعقلية القطيع
لذا إن كان لي حق إسداء النصح لشعبنا الصابر الصامد أطلب أن لا يشارك في لعبه ليس هو السيد فيها وإلا ستكون الندامة حيث لا يجدي الندم
ولا نامت أعين الجبناء
كاتب فلسطيني ووزير عدل سابق

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد