نتنياهو : ملتزم برؤيا حل الدولتين

القدس / سوا/ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، قبل بدء اللقاء الذي جمع بينه وبين مسؤولة ملف الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فريديريكا موغريني مساء اليوم في القدس المحتلة إنه "ملتزم برؤيا حل الدولتين". وهذه هي المرة الأولى التي يصرح بها نتنياهو أنه ملتزم بحل الدولتين بشكل علني منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وأضاف نتنياهو: "أنا أريد أن أعرب من جديد التزامي بالسلام"، وأضاف: "أنا أسعى لسلام ينهي الصراع مع الفلسطينيين مرة واحدة وللأبد. موقفي لم يتغير. أنا لا أدعم حل الدولة الواحدة. أنا لا أعتقد أن ذلك بمثابة حل. أنا أؤيد حل الدولتين للشعبين ودولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل كدولة يهودية". وأضاف نتنياهو أن إسرائيل اتخذت خلال الأشهر الماضية مجموعة من القرارات التي تضمنت تسهيلات للفلسطينيين وأن بنيتها مواصلة مثل هذه الخطوات.

وكانت الكلمات التي انتقاها نتنياهو مقتبسة من خطاب بار إيلان الشهير من العام 2009 والذي أعرب نتنياهو من خلاله لأول مرة عن دعمه لحل الدولتين. وجاءت أقوال نتنياهو هذا المساء على الرغم من أن الخطوط العريضة لحكومته لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية. وشملت الخطوط العريضة التي قدمت للكنيست فقط على جملة عامة بحسبها "ستقوم الحكومة بدفع العملية السياسية وستطمح للتوصل لاتفاق مع الفلسطينيين ومع كل جيراننا".

وجاءت أقوال نتنياهو على ضوء الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ونواياه التوضيح أنه ملتزم بحل الدولتين. وجاءت هذه الضغوطات على خلفية التصريحات التي أدلى بها نتنياهو خلال مقابلة صحفية قال فيها قبل موعد الانتخابات أنه إذا تم انتخابه مرة أخرى فإنه لن تقوم دولة فلسطينية. وجاءت أقوال نتنياهو في إشارة لاسترضاء المستوطنين ودفعهم للتصويت لحزب الليكود.

وكان الرئيس، محمود عباس قد استقبل، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله ، موغريني ، حيث قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات ، في تصريح صحفي مشترك مع موغريني، عقب لقائها الرئيس عباس، "كانت هناك محادثات معمقة بين الرئيس ومفوضة العلاقات الخارجية، تناولت آخر مستجدات العملية السلمية". وأضاف: "نثمن الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، خاصة إدانة الاستيطان، ورفض التعامل مع منتجاته".
وأشار عريقات إلى أن الرئيس أكد خلال اللقاء "نحن مع عملية السلام، ولكن على الجانب الإسرائيلي تحمل مسؤولياته بوقف الاستيطان، والإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود 1967، إذا كنا نريد إطلاق عملية سلام ذات مغزى".

وقال أيضا: "نحن نبذل كل جهد ممكن لإنقاذ السلام، فهناك تعاون كبير مع اللجنة العربية المكلفة ببحث مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي، وكذلك جهودنا في المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها، فكل ما نبذله من جهد الآن للحفاظ على خيار حل الدولتين أمام حكومة إسرائيلية اختارت لغة المستوطنات والإملاءات والاعتقالات والاغتيالات".

وقال عريقات إلى أن حكومة نتنياهو أعلنت قبل عدة أيام عن عدة عطاءات استيطانية في القدس الشرقية، فيما يتحدث نتنياهو عن القدس كعاصمة وحيدة للشعب اليهودي. وأضاف عريقات: "هذا إنكار لحقوق الديانات السماوية الإسلامية والمسيحية، وبالتالي إنكار لكل ما قامت عليه العملية السلمية". وأعرب عريقات عن أمله باستمرار الاتحاد الأوروبي في بذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ التزاماتها، خاصة وقف النشاطات الاستيطانية.

بدورها، أكدت موغريني التزام الاتحاد الأوروبي بعملية السلام في المنطقة، لإقامة دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالبحث عن توفير شروط إعادة إطلاق عملية السلام مع شركائنا في الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة. وأشارت إلى أنها ستعقد عدة لقاءات مع المسؤولين في المنطقة، لبحث توفير هذه الشروط من أجل إعادة إطلاق العملية السلمية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد