آخر عهدنا بما انتسب للإسلام من الحكام هم العثمانيون الذين استشرى الفساد والضعف بحكمهم حتى تقاسمته الدول الغربية بعد ان غررت بالعرب واوهمتهم بانها " ستمنحهم " .. خلافة عربية بينما كان المهندسان سايكس بيكو يرسمان خريطة جديدة للعالم العربي والاسلامي ويبدو لي ان الانتدابات والاحتلالات التي اطلق عليها العرب " الاستعمار " وارجو ملاحظة الفرق ما هي الا توطئة لتنصيب انظمة موالية او "بدائل استعمارية "مستبدة تجثم على صدورنا مثل شواهد القبور الى يومنا هذا وتؤثر في سلوكنا الثقافي الى ابعد تفاصيله بطريقة يصعب حتى على دعاة الاصلاح والتغيير معها ان يستدلوا على الانصاف والموضوعية وفي حالتنا الفلسطينية وهي صورة مقتطعة من الحالة العربية الاسلامية العامة - ورغم خصوصية قضيتنا لارتباطها بالاحتلال نعاني نفس المنطق وعندما خرج علينا ثعلب ينادي بالديمقراطية لامور تحوك في صدره كانت النتيجة الانقسام بين الضفة و غزة وآلهة الغرب تراقب من بعيد بينما تمسك لنا بخيوط الدمى وتعرض بل تفرض على طفولتنا البلهاء ما تريد .. في الضفة تستضعف فتح حماس والمقاومة وفي غزة تستضعف حماس فتح والاخرين ولا ادري لضبابية المشهد بالتحديد من منهما على حق ولكن الواضح ان تنظيماتنا واحزابنا على هذا المستوى ما هم الا اطفال بلهاء يلعبون بكرة التاريخ النارية وفوق كل ذلك فانك لا تجد ممن ينتقدون الوضع القائم ويعملون او بالأحرى يظنون انهم يعملون على تغيير هذا الوضع من يقوم انتقاده او محاولات تغييره على النزاهة والموضوعية فربما ينعقد مؤتمر هنا في غزة مثلا يجلد به ظهر حماس من كل صوب وكل اصحاب الرؤى المختلفة حضور الا صاحبة الشأن وان حضرت فحضورها قليل لا يمكن ان يتصدى لسيل الاتهامات العارم وكم السياط الهائل " اين العلم والموضوعية والنزاهة والاخلاص لفكرة الاصلاح في ذلك " واخلص من مشهد مثل هذا وربما مشهد او مشاهد تقابله على الطرف الاخر الى ان دعاة الاصلاح والتغيير من شتى اصناف التوجهات هم ايضا غير منصفين وغير موضوعيين ولو الوا الى ما آلت اليه حماس او فتح لأساءوا مثلهم او ربما اكثر وانظر الى منابرنا الاعلامية التي لا تزيد عن كونها مزارع لتوجهات بعينها فصحيفة تنتمي لحماس لا تقبل الراي الاخر اطلاقا او العكس صحيفة فتحاوية او موقع الكتروني لا يقبل ايضا الاخر وحتى من يزعمون الاستقلال ولا اريد ان اتورط بذكر الاسماء تجدهم يجلدون بكل همجية ظهرا يمثل لونا واحدا بينما لا يذكر اللون الاخر الا في شطر سطر ربما لذر الرماد في العيون وخلاصة القول انه لا فرق بين تنظيماتنا الكبيرة النافذة المتخاصمة ولا بين من ينتقدون وضعها القائم فالكل كما يقول قيس بن الملوح " الكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك " والحق وما كنت انوي ان اذكر الحق لضئالته وانزوائه بحيث لا يكاد يلاحظ .. الحق ان هناك دوما من يقال فيهم "الا من رحم الله " ولكنهم لا اثر لهم ويكادون لا يذكرون لأسباب كثيرة اهمها متعلق بالوضع الموصوف اعلاه وفي النهاية يا سادتي فامتنا العربية والاسلامية وصورته المقتطعة في فلسطين بحاجة وبالمختصر المفيد الى " شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " اما اشجارنا فلم يصقل زيتها كل نيران الارض ومحكات التاريخ الموجعة ما زالت مثل طفل يلهو بالجمر يحسبه نورا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد