ان الاسس الديمقراطية التي تبنى عليها البرلمانات في العالم قائمة بشكل كامل على رضى واختيار المواطن، فاما ان يرضى المواطن عن اداء البرلمان واعضائه في الدفاع عن حقوقه وتعدي الحكومات عليها ، ويعيد انتخاب ذات النواب والبرلمان، واما ان يتخاذل البرلماني عن خدمة ناخبه الذي كان سببا في انتسابه للبرلمان والحصول على عضويته، وبهذا سيكون من حق المواطن في حينه إعادة النظر في إختياره السابق ويغير ما يريد من إختياراته في الإنتخابات القادمة.

إن ما سبق هي الأسس التي أقيمت عليها الديمقراطية التي تُعطي المواطن حق محاسبة نواب البرلمان على تقصيرهم من خلال صناديق الإقتراع.

ولأول مرة استمع الى ان نائبا في البرلمان الفلسطيني يناقش من انتخبوه او من لم ينتخبوه بحدية وندية وصلت الى حد اظهار الغضب الشخصي، بهدف الدفاع عن قرارات ووجهات نظر ضريبية لا أساس لها في القانون الفلسطيني، وتصب مزيداً من الزيت على نار الفقر والحرمان في غزة .

والأبشع من ذالك كله هو أن يدافع النائب عن نفسه امام رجال الاعمال بالقول:” انا مستغرب ليش انتو معتبرين انفسكم متضررين من القانون الضريبي، المواطن هو المتضرر”!!، ما هذا الدهاء السياسي والقانوني يا سعادة النائب؟؟!!!!.

الى هذا الحد وصلت الأمور بكم، وأنتم من انتخبكم المواطن لحمايته من تغول الحكومات السابقة وفسادها!!، الم يتم انتخابكم بهدف وقف تهديد السلطة التنفيذية وفسادها على المواطن؟؟، ألم تعلنوا في حملاتكم الانتخابية بأن ذخيرتكم للتحرير هو المواطن؟؟

ماذا جرى يا سعادة النائب حتى تلقي بهذا الكلام وكأن المواطن لا يمثل قيمة ثمينة ولا ذخراً استراتيجياً على طريق التحرير؟؟!!!.

أنا مواطن يا سعادة النائب، وقد شعرت بالمهانة والكرب مما قُلت، وكأنني وأبنائي وزوجتي لا نمثل لسعادتكم اي قيمة يمكن أن تدافع عنها، بل على عكس ذالك ، وكأنك تقول لي “انا السيد وانتم العبيد”.

وعليه يا سعادة النائب إسمح لي بالقول :” لستَ سيداً، ولسنا عبيداً، واذا ما صح تبريرك بأن تصريحاتك مجتزأة، فعليك وبكل الاحوال ان تقدم اعتذار لكل الأمهات المكلومة ولكل الأباء الذين يعانون من اجل تأمين لقمة عيش ابنائهم، ولكل طفل يفقد الاحساس بالطفولة لعجز والديه على تأمينها له، ولكل شاب لا يستطع العمل والزواج وبناء بيت لقلة ما في اليد، ولكل فتاة بات سن العنوسة يداهمها لقلة الخاطبين ، ولكل مواطن انتخبك لتكون ممثلا له، ولكل مواطن لم ينتخبك فان فضل وكرم هؤلاء جميعاً يكلل جسد سعادتكم من اعلى الرأس الى اخمص القدمين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد