ماذا يحدث لو: اختلفت الفصائل الفلسطينية وتراشقت إعلاميا وصعدت ونددت ورددت وشرقت وغربت في مواقفها، وفي نفس الوقت:

1- المعابر مفتوحة.

2- الكهرباء في حالة الوصل.

3- الكل يسعى لتسهيل حياة المواطن الذي أثقلته الهموم.

4- الحصار مرفوع

5- فرص العمل متوفرة ولو بالحد الأدنى، الذي يدفع اليأس عن الناس.

لقبل الناس بفكرة ما يحدث من اختلاف سياسي وتراشق إعلامي وتعايشوا معه دون أدنى مشكلة، ولكن حقيقة الأمر مختلفة تماما عن كل هذه الافتراضات، فالمواطن يُطحن يوما بعد الآخر، ويزيد العبء عليه ما يراه من قيادات الشعب الفلسطيني من اختلاف كبير في وجهات النظر، وانعكاس هذا الاختلاف على حياة الناس، ما سبب ضيقا ويئسا غير مسبوق في النفوس، وطرح تساؤلا مفتوحا على ماذا نختلف:
- هل نختلف على طريقة الارتقاء بشعبنا وتحسين ظروف حياته.

- أم نختلف على طريقة تحرير فلسطين.

- أم أننا أصبحنا نهوى الاختلاف ولا نستطيع العيش بدونه.

أم أن الخلاف على من يحكم، وماذا يحكم، اسمحوا لي يا سادة أن أهمس بكلمة في هذا الإطار، لأن قادتنا مختلفون حتى على توصيف الحيز الجغرافي الذي نعيش فيه، هل هو دولة، أم أنه سلطة تحت احتلال، أم أنه كيانان فلسطينيان منفصلان واحد في الضفة وآخر في غزة ، احترنا حقيقة في مفهوم الدولة إذا كنا كفلسطينيين غير متفقين في هذا الإطار وغير موحدين خلف برنامج أو مشروع يتم التوافق وليس الاتفاق عليه على الأقل، ماذا نقول عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يرانا في هذه الحالة فيتهم جزءا من الوطن بالإرهاب والجزء الآخر بعدم وجود شريك حقيقي للسلام، ويلعب بوضوح على وتيرة التناقضات الفلسطينية الفلسطينية فيزيدها ويؤججها، ونحن كفلسطينيين ما زلنا ننساق ونساق، ننساق خلف توجهاتنا المختلفة، ونساق بتوجهات ورؤى غيرنا يمنة ويسرة.

دعونا نفترض ونقول، ماذا يحدث لو:
1- اتفق الفلسطينيون على مفهوم الدولة.

2- اتحد الجميع من أجل الوصول إلى هذه الدولة.

3- احترمنا المواطن وأعطيناه حقه في أن يمارس دوره وأن يختار من يمثله.

4- كفلنا حياة كريمة لكل مواطن من خلال توفير بيئة ملائمة للحياة وفرصة عمل وحرية حركة وانتقال.

ألا نكون بذلك أقرب إلى الدولة، ألا نكون بذلك قدمنا نموذجا للعالم وقبل العالم للمواطن الفلسطيني، في أحقيتنا بهذه الدولة وقدرتنا على إدارتها بكل نزاهة وشفافية، أم أننا سنبقى نراوح مكاننا ونلهث خلف شعارات كثيرة لم تقدم للمواطن الفلسطيني شيء حتى الآن والواضح أنها لن تقدم له شيئا في المستقبل أيضا.
وأخيرا لا نريد أن نعيش في عالم افتراضي نحلم فيه بالدولة والحرية والعيش الكريم، والواقع للأسف بخلاف ذلك تماما، فما الذي يمنع من أن تعود الوحدة من جديد ويتم الاتفاق على برنامج فلسطيني موحد يعيد الأمل لمن فقده ويضعنا على الطريق الصحيح مرة أخرى.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد