رام الله: التعليم تصدر بيانا بشأن أزمة صرف رواتب المعلمين وامتناع بعضهم عن الدوام

صرف رواتب - توضيحية

أصدرت وزارة التربية والتعليم ب رام الله ، اليوم السبت، بيانا صحفيا عقّبت فيه على أزمة صرف رواتب المعلمين وامتناع بعضهم عن الدوام المدرسي.

وفيما يلي نص البيان كما نشرته الوزارة:

بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم

الأخوات المعلمات، الإخوة المعلمين، زملاء المهنة النبيلة السامية.. تحية حبّ ووفاء متواصل..

لقد بذلت الأسرة التربوية بكلّ مكوناتها جهوداً جبارة لتوفير مقومات إطلاق العام الدراسي الجديد، وإعادة أطفالنا إلى مقاعد الدراسة بعد زهاء ستة أشهر من غيابهم عنها، واضعين نُصب أعيننا الآثار السلبية بعيدة المدى لهذا الانقطاع على المستويات التعليمية والتربوية والنفسية والاجتماعية، وقد تحقّق مسعانا بحمد الله بعودة الطلبة جميعهم صباح الأحد الماضي.

تنضوي العودة إلى المدارس في هذا العام بالذات على تحديات من نوع جديد؛ يقترن بعضها بإدارة العملية التعليمية في إطار بروتوكول صحي وإجراءات وقائية، وبعضها الآخر بمنهجية التعليم المدمج والتعلّم عن بُعد على وجه الخصوص، مع إدراكنا جميعاً أنّ العودة إلى المدارس قد جاءت في ظلّ استمرار الأزمة المالية الحادّة الناجمة عن سياسة الحصار، والابتزاز المالي الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني من معسكر أعدائه، والتي نجم عنها تلقّي موظّفي الخدمة المدنية جميعاً، بمن فيهم كادر وزارتَيِ التربية والتعليم، والصحة لنصف رواتبهم الشهرية على مدى بضعة شهور؛ ما شكّل -ولمّا يزل- ضغطاً كبيراً على الأسر الفلسطينية المثقلة بأعباء توفير ضرورات العيش الكريم ومسؤولياته لأبنائها وبناتها، والإيفاء بالتزاماتها المختلفة، وعلى الرغم من ذلك فقد حملتم على مدى أسابيع عديدة أعباء الإعداد اللائق لاستقبال طلبتكم، وفلذات أكبادكم، بما عهدته فلسطين بكم من وفاء وتفانٍ وانتماء.

والآن، وبعد أن امتلأت قلوب طلبتنا بالبهجة والأمل بعد لقائهم بأقرانهم، وبمعلميهم في كنف مدارسهم، وبعد سويعات قليلة من إشعال جذوة التعليم رغماً عن ال كورونا ، يمتنع بعض الزملاء عن تدريس طلبتهم، وكأنّهم يقولون لهم: كفى، ستعود مدارسنا إلى صمتها، وأنتم إلى بيوتكم!، فما الذي استجدّ، وما الذي استوجب ذلك ما بين يومَي الأحد والثلاثاء؟! لماذا رفعنا إذن جاهزية المجتمع بأسره، ورفعنا من توقّعات الطلبة وأسرهم بأنّنا قد عُدنا، وأنّ منظومة التعليم قد عادت تنبض بالحياة؟ فأيّ ذنب اقترفه هؤلاء الطلبة لنقطع عليهم بهجتهم، ونصدّهم عن مدارسهم، لتظلّ خاوية على عروشها.

إنّ حقّ المعلم في راتبه كاملاً غير منقوص، والوفاء بهذا الحقّ لحظة انتهاء الأزمة المالية هو استحقاق وطني حقوقي بامتياز، وليس منّة من أحد، إلّا أنّ تأخُّر الوفاء به -كما يعلم الجميع- مرتبط بتعقيدات مشهد سياسي يُستخدَم فيه المال لكسر إرادة هذا الشعب الصابر المرابط.

تدعو وزارة التربية والتعليم الإخوة والأخوات المعلمين والمعلمات الذين امتنعوا عن الدوام المدرسي، وعن تعليم طلبتهم، إلى العودة لممارسة مهامهم التعليمية طبقاً للقانون، وانتصاراً لأطفالنا، وحقّهم المقدّس في التعليم. إن الامتناع عن الدوام غير قانوني ويطفئ جذوة التعليم ويؤدّي إلى تجهيل أطفالنا، وإلحاق الإرباك والفوضى بالميدان التربوي، الذي يبذل جهوداً مُضنية لمنح أطفالنا التعليم الآمن الذي يستحقوه في ظلّ المشهد الكوروني.

لنجعل من الأمن التعليمي والنفسي لأطفالنا غايةً توحّدنا جميعاً، ولنُبقِ أبواب مدارسنا مشرعة لاستقبالهم؛ كي نصدقهم الوعد بأنّهم سيظلّون قلب الأمر، حرّاس روايتنا، وأملنا الذي لا يخبو بغدٍ مشرق آتٍ لا محالة؛ فالنصر صبر ساعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد