المنازل في حالة طوارئ

فوج 'توجيهي كورونا' يستعدون للحدث الكبير

طلاب الثانوية العامة توجيهي 2020

تنتاب مشاعر متناقضة من الفرحة والانتظار طلبة الثانوية العامة " التوجيهي "، الذين يترقبون نتائجهم المزمع إعلانها يوم السبت المقبل 11 يوليو 2020، بفارغ الحيرة والصبر.

كما أن أهالي الطلبة ليسوا بأفضل حالاً من أبنائهم، حيث أنهم ينتظرون حصاد جهد أبنائهم على مدار 12 عاماً من الدراسة بقلق وترقب، بالإضافة إلى أنهم يتجهزون لهذا الحدث الكبير بالعديد من الاستعدادات التي تدخل الفرحة إلى قلوب أبنائهم.

انتظار وترقب

وقال ماهر النزلي، إن الترقب والانتظار هما سيدان الموقف، خاصة بعد تحديد موعد إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث ننتظر تلك اللحظات التي سيجني فيها ولدي الأصغر ثمار 12 عاماً من التعليم المدرسي.

وأعرب النزلي في حديث خاص لوكالة "سوا"، عن أمله بأنّ تكون وزارة التربية والتعليم قد راعت كافة الطلبة في عملية تصحيح امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، كون الطلبة مروا بظروف صعبة وغير اعتيادية، في مقدمتها جائحة كورونا وما نتج عنها من إجراءات وإغلاق، إضافةً إلى أنّ الامتحانات جاءت بعد شهر رمضان المبارك مباشرةً".

ومن جانبه، قال حسن الأعرج لـ "سوا": "إننا نعيش أجواء ترقب وانتظار بفارغ الصبر لمعرفة نتائج التوجيهي"، معرباً عن ثقته بأن الله لن يضيع تعب أبناءنا الذين سهروا الليالي وهم ينتظرون حصاد نتيجة تعبهم في مرحلة الثانوية العامة المهمة في حياتهم.

إقرأ/ي أيضا:  ترقبوا نتائج الثانوية العامة التوجيهي 2020 في فلسطين هنا

وتابع حديثه قائلاً: "رغم أن امتحانات التوجيهي انتهت، إلا أن أجواء البيت ما زالت في حالة طوارئ حتى يتم الإعلان عن النتيجة"، مضيفاً: "نحاول تهدئة أبناءنا والتقليل من توتر الأعصاب الذي يعيشونه، خاصة أن هذا العام كان هناك أكثر من امتحان صعب، واشتكى منهم غالبية الطلاب، لكن إن شاء الله التربية والتعليم تكون على قدر المسؤولية وتأخذ بعين الاعتبار شكاوى وتظلمات الطلبة في امتحانات هذا العام".

وأوضحت فادية نصار، أنها بذلت كل جهدها لتوفير مستلزمات ابنتها الوحيدة ملك، وتوفير البيئة الملائمة لها كي تستطيع أن تكون من المتفوقات بالدراسة.

وقالت لـ"سوا"، إنه "من بداية دخول ملك لمرحلة الثانوية العامة، خصصت لها برنامجاً للدراسة مع توفير كل الأجواء الهادئة، لدرجة أنني منعت أخوتها من زيارتنا في المناسبات والأعياد، كما منعت عنها كل وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشارت نصار إلى أن ابنتها تصعبت من بعض الامتحانات منهم الفيزياء، معبرة عن كمية القلق والتوتر الكبيرة التي تنتابها خلال فترة انتظارها للإعلان عن النتائج.

أما أحمد برهوم، أكد على أن عائلته عملت جاهدة على قدر استطاعتها لتوفير الأجواء المناسبة لأخيه حتى يتمكن من الدراسة في بيئة وأجواء مناسبة".

وأضاف لـ "سوا"، أنه "بعد تعب وعناء العام، ننتظر قطف الثمار التي ستكون فرحتنا بها عارمة، ونجاح كبير للعائلة بأكملها قبل أن تكون نجاح لأخي".

فوج الكورونا التعجيزية

وتعد الطالبة شكرية شعت اللحظات والثواني، في انتظار معرفة نتيجتها في امتحانات الثانوية العامة، وعلى الرغم من حصول هذه الطالبة - وهي إحدى طالبات الفرع العلمي في "مدرسة ثانوية الكويت" - على مجموع مرتفع في المدرسة، إلا أنها لا تعتبر العلامات في المدرسة مقياساً لأداء الطالب في الامتحانات العامة، والتي يلعب فيها "الحظ" دوراً كبيراً.

وبيّنت الطالبة ديما نصر، أن التوجيهي ليس شبحاً، بل إنه سنة عادية كغيره من سنوات الدراسة السابقة، لكن كل ما يحتاجه هو الاجتهاد بالدراسة، مشيرة إلى أن الطالب لا بد أن يمر بحالة نفسية متعبة إلى جانب الخوف والقلق ولكنه يجاهد نفسه كي يحصل على المعدل الذي لطالما يحلم به.

ونوّهت ديما إلى أن فيروس كورونا أثر بشكل سلبي على طلاب توجيهي، كما أن الإعلان عن حذف أجزاء من المنهج نتيجة تعطل المدارس فترة تفشي كورونا في قطاع غزة ، كانت عواقبه وخيمة حيث أن الامتحانات جاءت صعبة جداً ولا تقارن بالسنوات الماضية.

ولفتت إلى أن هناك وعوداً كثيرة من الوزارة بمراعاة الطلاب في التصليح بسبب الظلم الذي وقع عليهم، "لكنني متأكدة أننا لن نستطيع تعويض شيء من الذي عايشناه"، معربة عن أسفها من هذا العام، حيث أنه بكل ما يحمل استطاع أن يحطم جزءاً كبيراً من أحلامها، واصفة إياه بـ"عام فوج الكورونا التعجيزية".

"قف على ناصية الحلم وقاتل" تمسكت ديما بهذه العبارة وكانت حافزاً لها في كثير من الأوقات، حتى بعد امتحان الفيزياء وشعورها بالانهيار كانت تقول أن القادم أجمل، متابعة: "لكن لا حزن يعادل حزن من رأى حلمه يتحطم ولا شيء يعادل فراق حلم طال الانتظار لتحقيقه، ها هي ناصية الحلم اهتزت وسقطت من قمتها، حاولت الصعود مراراً وتكراراً ولكن مع مرور كل امتحان كان تزداد اهتزازتها".

وعبّرت ديما عن رضاها الكبير في جهدها بالدراسة، في حين عدم تفاؤلها بالنتائج وانتظارها على أحر من الجمر بكثير من القلق والخوف وقلة النوم إلى جانب كثرة التفكير، مؤكدةً على أن ذلك لن يؤثر على نفسيتها بل إنها متفائلة بمستقبلها وسعيها بكل حزم إلى تحقيقه.

وقالت الطالبة ملك نصار، إنها التزمت خلال هذا العام وكرّست كل وقتها للدراسة فقط، لافتة إلى أنها عندما تشعر بحالة من الاكتئاب نتيجة الضغط في الدراسة تحاول أن ترفه عن نفسها من فترة لأخرى.

ولفتت ملك لـ"سوا"، إلى أنها تصعبت بشكل كبير من امتحان الفيزياء، معربة عن شعورها بالخوف والقلق والتوتر حتى يتم الإعلان عن النتائج.

تفاؤل يشوبه القلق

قال الطالب طارق الفرا: "كنت متحمساً جداً حتى أصل مرحلة التوجيهي وأعيش التجربة التي يتخوف منها الجميع، لكنها بالنسبة لي كأي سنة دراسية سابقة، لكن ما يميزها هو المراجعة الدائمة والمستمرة للمواد الدراسية بشكل عام دون تراكمها قبل موعد الامتحانات".

وأضاف لـ"سوا"، أنه بدأ سنته الدراسية بشكل صحيح واستغل كل دقيقة من وقته وكرسها للدراسة، متابعاً: "كنت أحدد وقتاً معيناً للدراسة فالإنجاز ليس بعدد الساعات، بل بكيفية الدراسة والترويح عن النفسية حتى نتمكن من استيعاب ما يتم قراءته وإكمال السنة بشكل سليم".

وأشار إلى أن "فترة تعطل المدارس وبداية الحظر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا، أثرت على الطلاب بشكل كبير، حيث أنهم لم يعرفوا كيف سيواصلون دراستهم، كما أنها أثرت على نفسيتهم بالسلب، إلى أن تم إصدار التعميم بالحذف والتخفيف من المنهج من قبل الوزارة".

وأكد طارق على صعوبة الامتحانات لهذا العام، خصوصاً الرياضيات والفيزياء، لافتاً إلى تخوفه وتحمسه في ذات الوقت للإعلان عن نتائج التوجيهي، نظراً لأنه لا يستطيع تخيل سيناريو هذا اليوم الذي سيحسم مستقبله، معرباً عن تفاؤله بأن الله لن يضيع تعبه وجهده.

وشكر طارق والده ووالدته وجميع من وقف بجانبه وعملوا على رفع معنوياته خلال هذه المرحلة الصعبة، متمنياً أن يحصل على نتيجة عالية كي يستطيع أن يرفع رأس عائلته وإدخال الفرحة إلى قلوبهم التي ينتظرونها منذ زمن.

وأعرب الطالب عبد الله الأعرج، عن ترقبه وتخوفه من نتائج امتحانات الثانوية العامة، مضيفاً أنه يتوقع الحصول على نتيجة عالية نظراً لبذله كل جهده في الدراسة وتقديمه الامتحانات بشكل جيد.

وكانت لجنة الامتحانات في وزارة التربية والتعليم ب رام الله ، قد أعلنت يوم الثلاثاء 7 يوليو 2020، أن نتائج امتحان الثانوية العامة ستعلن إلكترونيا عند الساعة الثامنة من صباح السبت المقبل 11 يوليو 2020، وفقا لقرار مجلس الوزراء الفلسطيني.

وأوضحت الوزارة، أن النتائج ستنشر إلكترونيا على النحو الآتي: الموقع الخاص بالثانوية العامة لهذا العام ، ومن خلال مواقع الوزارة والمديريات وصفحاتها الإلكترونية، وعبر الرسائل القصيرة SMS المجانية من خلال شركات الاتصالات الفلسطينية.

وأشارت إلى أن كشوف الطلبة سيتم توزيعها اعتباراً من الأحد المقبل 12 يوليو 2020، وفق ترتيب خاص في مديريات التربية والتعليم، بما يضمن إجراءات السلامة العامة، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها فلسطين كسائر دول العالم، لمجابهة تداعيات جائحة "كورونا" المستجد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد