في حالة الطوارئ والأخطار، من الصعب النظر لسلوك المواطنين، في كل المجتمعات، بأنه سلوك عقلاني، طالما لم يتجسد ماديا ويشعر المواطن باقترابه منه وحوله، عندها يختلف السلوك ويصبح مرتبطا بالحفاظ على الأمن الشخصي ولكن سلوك الحكومات وجهات الاختصاص المنوط بهم وضع الاجراءات والعمل على تنفيذها، يجب أن يكون سلوكا عقلانيا، لا يخضع للتجريب ولا يتساوق مع السلوك "غير المدرك للخطر" للمواطن ، يجب اتخاذ الإجراءات في تناسب مع الخطر القائم ومع النتيجة المرجو تحقيقها.

في ظل الجهود لمكافحة فايروس كورونا والخوف الحقيقي من انتشاره، وفي ظل عدم التزام المواطنين الصارم بالتعليمات، وربما حتى عدم التزام بعض ممن هم منوط بهم تطبيق تلك الإجراءات أنفسهم بالإجراءات والتعليمات، أدعو جهات الاختصاص في غزة لتحييد التجريب وأن تأخذ تلك الإجراءات التي تحفظ حقوق وكرامات أهلنا و التي تلزمهم بالبقاء في البيوت ووقف كل مظاهر التجمعات فورا، والأهم ان نفكر معا وفي شراكة حقيقية بين مختلف مكونات مجتمعنا لحماية اهلنا من عمال وفقراء وذوي دخل محدود ويمكننا ذلك بما هو متوفر لنا من موارد كجهات حكومية وقطاعات مختلفة وما هو موجود من قيم التضامن والتكافل، كقيم أصيلة. يمكننا ذلك.. نعم يمكننا ذلك، مزيدا من الشفافية ومزيدا من التضامن بعيدا عن "الشو" المقيت وصناعة النجوم في هذا الوقت.

في هذا الوقت العصيب أدعو الجميع لتحييد المختلف عليه وتعظيم المشترك وهو كبير بل كبير جدا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد