كل الأحزاب الإسرائيلية تحدثت عن النصر لكن المنتصر الوحيد هو بنيامين نتنياهو الذي قاد المعركة على شخصه وزعامته قبل المعركة على الليكود، قام بحملة كبيرة كان هو القائد فيها. نتنياهو في خطاب النصر حدد معالم حكومته القادمة وأصبحت الصورة في إسرائيل و لديه أكثر وضوحاً ويستطيع نتنياهو أن يكون الزعيم من دون منافس وهو من سيبيع البضاعة التي يريدها.


و بعد أن تخلص من الفيتو الذي كان يفرضه عليه نفتالي بينت و أفغيدور ليبرمان في الحكومة السابقة بعد أن تراجعا خاصة ليبرمان الذي حصل حزبه على 5 مقاعد، وستكون الأحزاب القومية اليمينية الشريكة في الحكومة ضعيفة ما سيسهل مهمة نتنياهو.


نتنياهو في خطابه لم يتحدث عن حكومة وحدة وطنية و أكد على أن الحكومة ستكون قومية يمينية، وسيتمكن من تشكيلها بسهولة مقابل إيتسحاك هيرتسوغ الضعيف الان امام نتنياهو فوضعه صعب و معقد ولن يتمكن من تشكيل الحكومة على الرغم من ما حققه المعسكر الصهيوني خاصة حزب العمل من تقدم وزيادة عدد مقاعده في الكنيست مقارنة بالانتخابات السابقة ولم يحصل على هذه النسبة منذ العام 1992 عندما فاز إيتسحاك رابين برئاسة الحكومة.


معسكر اليمين عزز من مواقعه برغم من خيبة الأمل و تراجع نسبة الأحزاب اليمينية إلا أن التراجع كان داخل المعسكر نفسه ولم تذهب الاصوات الى المعسكر الصهيوني، فالصراع والإستقطاب كان داخل اليمين وكانت لصالح الليكود الذي أداره نتنياهو شخصياً وحصد عدد من أصوات البيت اليهودي، و أستفاد منه أيضاُ كحلون وعلى حساب حزب البيت اليهودي الذي كان ينافس الليكود ويتوقع الحصول على 17 مقعداً، و تراجع حزب يش عتيد بقيادة يائير لابيد بـ 7 مقاعد وأصيب بخيبة أمل كبيرة و حصل الآن على 12 مقعد.


كما أن زعيم حزب كولانا موشي كحلون المنشق عن الليكود والذي شكل حزبه خلال الأشهر الماضية يخوض الانتخابات لأول مرة و عزز من موقعه والذي ركز على الأوضاع الإجتماعية وأزمة السكان في حملته الإنتخابية لكنه لم يحقق الأصوات التي كان يصبو اليها، لكنه يبقى بيضة القبان في تشكيل الحكومة وهو الذي سيضع شروطه على نتنياهو وواضح أن كحلون على استعداد للدخول في حكومة نتنياهو اليمينية بعد أن يحصل على وزارة المالية.


نتنياهو وليكود خلال الحملة الانتخابية حدد موقفه من ما يسمى عملية التسوية السياسية وإعلانه التخلي عن حل الدولتين وخطابه في بار إيلان، وكانت له تصريحات واضحة بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، وعليه لن يكون هناك أي جديد مع حكومة يمينية متطرفة بقيادة الليكود و المستوطنين، حكومة ستكون إمتداد للحكومة السابقة و ستستمر في سياستها العنصرية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضد فلسطيني الداخل وسن القوانين العنصرية، و ستعزز من الإستيطان وستكون من دون أي أفق سياسي و ستعمل على تعزيز الإنقسام والتحريض على الفلسطينيين و تعزيز الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية والاستمرار في سياستها العدوانية.


نتنياهو سيكون المعلم وصاحب البيت و هو سيعود إلى قيادة إسرائيل وستكون الحكومة إجتماعية اكثر منها سياسية، وستركز على الأوضاع الداخلية وتقديم حلول للأوضاع الاجتماعية وأزمة السكن وغلاء المعيشة، لكن سيكون عمرها قصير وغير مستقرة ومن دون أي أفق سياسي، وموقفها أمام العالم خاصة أمريكا سيكون صعب، خاصة أنها من دون أي من الأحزاب المسماة يسار فمن دون ذلك فالأمور أمامه ليست سهلة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد